السودان الذى نعرفه قد إنتهى

لاول مرة أود أن أتحدث لجميع السودانيين بعد بداية هذه الحرب فى أبريل 2023م و قبل أن أبدا حديثى أعلم تماما أن هنالك من يعارضه و يجد فيه ربما تسبيط للهمم و نظرة تشاؤمية لا يقبل بها الكثيرون.
و لكننى أقول قولى هذا لمن يعجبه أو لمن لا يعجبه و أنا أتحدث من واقع الاحوال و من ما مر و يمر بالسودان خلال فترة الحرب التى شارفت الان على إكمال عامها الاول و نحن الان فى يناير 2024م، فمن أتفق معى فله الحق فى ذلك و كذلك من لم يتفق مع حديثى هذا فهو فى وهم و كبير أضغاث أحلام يظن أنها ستتحقق و أقول لكل من لم يتفق مع حديثى هذا أنت واهم ولك العتبى حتى ترضى و أؤكد لك أنك لن ترضى حتى تدرك الحقيقة.
ما أود قوله هنا و بإختصار شديد ( السودان الذى نعرفه قد إنتهى ) رضيتم أم أبيتم و لكنى أود التأكيد على ذلك ( السودان الذى نعرفه قد إنتهى).
السودان كما كنا نعرفه لن تقوم له قائمة سواء فى المستقبل المنظور أو فى المستقبل البعيد.
السودان فى حاجة إلى أجيال قادمة ، على أقل تقدير ثلاث أو أربع أجيال و بإعتبار أن الجيل الواحد خمسين سنة فالسودان بحاجة إلى 150 إلى 200 عام فقط ليعود كما تركه الاستعمار سنة 1956م.
لا يهم الان لما بدأت هذه الحرب و من الذى بدأها و هل هى حرب من أجل السلطة أم هى حرب بين جنرالين إختلفت مصالحهما أم هى مخطط إقليمى أو دولى أو لاى سبب من الاسباب … ليس هذا هو المهم الان و لكن المحصلة النهائية لما يحدث و ما سيحدث للسودان هو صناعة سودانية خالصة صنعت بأيد سودانية و بتفكير سودانى خالص ناتج عن تعاقب الحقب الحاكمة بعد الاستعمار و جميعكم تعلمون الحقب التى حكمت السودان بعد الاستعمار.
يتداول الناس الان فى الوسائط بأن جيشنا جييش واحد و نحن خلف الجيش و اليوم الجيش مشط و ضرب و جغم الدعم السريع و ربنا ينصر جيشنا .
… أنا لا أختلف مع هؤلاء و فعلا أتمنى أن ينتصر الجيش أو أن يطرد المتمردين وفى نهاية الامر سواء إنتصر الجيش السودانى أو أضحى السودان فى يد الدعم السريع فالحالتين سيان …فأصلا لم يتبق شىء فى السودان ليجكم أو تتم السيكرة عليه …. و لكننى أؤكد لكم أن كل ذلك إمتداد للتفكير القاصر للسودانيين عموما و هو ما أوصلنا لما نحن فيه الان.
أود فى حديثى هذا أن أؤكد أنه ليس هنالك منتصر أو مهزوم ولكن الخاسر الوحيد هو السودانيين.
الدليل .. ماذا تبقى من السودان .. بغض عن بيوتكم و ممتلكتكم و عرباتكم … ماذا بقى فى السودان حتى يمكن أن يعود كما كان … أين البنى التحتية حتى التى تركها الاستعمار..أين ثقافة السودان و فنه و إبداعات شعبه .. أين التعليم ..أين أنظمته الصحيه .. أين جيشه النظامى الذى كنا نعرفه و مؤسساته الامنية والشرطية .. أين كل تراث السودان الذى تم تدميره .. أكرر حديثى .. السودان الذى نعرفه قد إنتهى…… رضيتم أم أبيتم
أخوانى و أخواتى أبناء السودان
إن ما مررتم به و ما ستمرون به من ذلة و مهانه بعد أن تقطعت بكم سبل العيش فى السودان لا بد أن نبنى ليس لانفسنا و إنما لاجيالنا القادمة أن نبدأ بناء قاعدة جديدة ترمى الماضى فى مزبلة التاريخ و نغير نظرتنا للامور من منظور واقعى و عملى.
الدكتور صلاح عبدالعزيز أحمد
ضابط سابق بالقوات المسلحة، مؤسس ومالك مجموعة كامبردج العالمية بالسودان – حائز على نجمة الانجاز الذهبية العالمية و لدى العديد و الكثير من الانجازات فى مجال التعليم فى السودان وخارج السودان وخبرة إمتدت فى هذا المجال لاكثر من خمسة و عشرين سنة.
أمين حسن عمر يرد على اتهامه بامتلاك المدارس الدبلوماسية https://www.alrakoba.net/?p=3107361
🙄
المتداول ان السيد صلاح عبد العزيز يمت الي امين حسن عمر بصلة قرابة بطريقة المتعافي القال انا ما كيشة عشان اسجل “الحاجات باسمي” قام الكوز امين حسن عمر المالك الفعلي لما يعرف بمدارس كمبريدح بوضع صلاح كواجهة “تسجيل ملكية بالباطن” ..
ولا غرابة ان يقول صلاح عبد العزيز في هذا المقال :
“ما أود قوله هنا و بإختصار شديد ( السودان الذى نعرفه قد إنتهى ) رضيتم أم أبيتم و لكنى أود التأكيد على ذلك ( السودان الذى نعرفه قد إنتهى).
السودان كما كنا نعرفه لن تقوم له قائمة سواء فى المستقبل المنظور أو فى المستقبل البعيد.”
صورة لكاتب المقال ايام العز والتمرغ في نعيم ريع المدارس الخاصة:
https://www.facebook.com/cambridgecollegesudan/photos/a.455588054630880/707612146095135/?type=3
لا داعي للتشاؤم فالسودان ليس هو الخرطوم ومدني ونيالا فقط..السودان هو الإنسان الذي نزح وتشرد لكنه لم ينسى انه سوداني..التدمير الذي حدث بسبب الحرب يظل محدود ودرس وعبرة لنا لأخذ الحذر في المستقبل.. ماذا كنا سنقول لو انهار سد النهضة مثلا.