العبور المستحيل

نبض المجالس

مع شروق شمس كل يوم جديد وغروبها تحبس الخرطوم “العاصمة المثلثة” انفاسها وتتغبر اقدامها تحت وطاة اقدام اكثر من مليون ونصف المليون من المركبات العامة والخاصة تجوب في طرقاتها تبحث عن عبور مستحيل عبر حركة “سلحفائية” وربما بلا حركة عند المداخل والمخارج الاساسية داخل ولاية الخرطوم وهكذا تنتهك الدولة في اعز ما تملك وهي قيمة الزمن الذي يهدر ويبدد ويهان ما بين جسور “معطوبة ” وشوارع متصدعة تنتظر يد الاعمار والتاهيل , فكم من ” بقلة” عثرت ومركبة سقطت “مغشيا عليها بسبب سؤ الطريق واختلالات المرور .
ومن العبقريات التي انعم الله بها على ولاية الخرطوم ان مشاهد الاختناقات المرورية فيها ظلت تتكرر في مشاهد مالوفة عند المداخل والمخارج الاساسية بالولاية وكانها وصفة دائمة ولازمة لطبيعة الحركة بهذه الولاية فيما لم يكن للسلطات المعنية بالامر اية محاولة لتقديم “مرافعة” تنفي عنها قصر الرؤية وغياب الارادة والفكرة في سبيل البحث عن معالجات خصوصا ان التطور الطبيعي في حركة الانسان وتواصله (وتنقله) اليومي يلزم الدولة بمسايرة هذا التطور على ان تكون هناك استراتيجية وخطة للطواري او التدخل السريع لفك حالات الاختناق المروري التي تعاني منها الان المدن الثلاثة الكبرى (الخرطوم وبحري وامدرمان )بولاية الخرطوم بشكل دائم وربما لا يبدو ان للحكومة ولا حتى شرطة ولاية الخرطوم امل ورجاء في حلول عاجلة او اسعافية لهذه الظاهرة وانما الواضح في كل ذلك ان شرطة المرور تظل ناشطة وفاعلة فيما يلي عملية جباية الاموال واتخاذ كافة انواع الجزاءات العقابية (المالية) ضد اصحاب المركبات وبالشكل الذي يعطي انطباعا وقناعة لدى المستخدمين للطريق بان هذه السلطة باتت وكانها آلية لجمع وكسب المال فقط دون ان تقدم ما يكافي ذلك في شكل خدمات وتسهيلات مرورية
فالمشهد الذي يتبدى الان داخل ولاية الخرطوم يفرض على حكومة الولاية بحلول عاجلة سواء كان ذلك عبر بناء وفتح معابر وطرق وجسور جديدة او تاهيل كل ما هو قديم “متهالك” وما اكثر الطرق المتهالكة التي لم تكن الحركة عليها باقل خطر من خطوط الالغام داخل الاحراش فكم من الدماء التي سالت على الاسفلت بسبب الاحداث التي تسببها (الحفر والمطبات) في بعض شوارع الخرطوم . كان لابد من التفكير بشكل استراتيجي يلبي مطلوبات ولاية الخرطوم فيما يخص المشكلة التي تعانيها في انسياب الحركة وازمة العبور بين مدينة واخرى بهذه الولاية ودائما ما تصبح جسور الخرطوم وكانها مخصصة فقط لعبور ارتال من البشر حينما تستعصي الحركة على المركبات وقتها تقف شرطة المرور او الحكومة عموما “حائرة” بلا فعل سوى بعض محاولات تقليدية فليس بين يديها حلولا جاهزة ولا عبقرية ولا حتى فكرة يمكن عبرها توفير معالجات وقتية . فالى متى اذن يفتح الله على ولاة امرنا بمنهج جديد يسهل المواطنين حركتهم وتواصلهم دونا مشقة وعناء وانتظار ؟ .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..