قلق الجامعات والمتاجرة بالعرقنة!!

تلقيت عددًا من المهاتفات تعليقاً على المقال الذي كتبته امس الاول حول استقالة «402» من طلاب دارفور من جامعة غرب كردفان بالنهود كاحتجاج سياسي ابرز المتصلين معي مولانا محمد على المرضي حاكم كردفان الأسبق ووزير العدل الأسبق وهو قانوني ضليع ويشغل حالياً رئيس مجلس إدارة جامعة كردفان بالأبيض واتفق معي فى مجمل الذي أوردته وأضاف أنه يرابط هذه الايام بشمال كردفان لمعالجة ذات الموضوع الذي تعانيه جامعة غرب كردفان فقد عانته جامعة كردفان الام قبلها وهي تشوهات مصنوعة بعناية لتعاني منها جامعات كردفان كلها وان نزاعات سياسية عنيفة يقودها طلاب من دارفور ينتمون الى فصائل مسلحة عطلوا مصالح الطلاب دون استناد إلى قواعد ومبررات خلاف حقيقية وبسببهم اغلق مؤخراً مجمع خور طقلت بالأبيض بعد ان شهد حوادث خراب وحريق لكليات دراسية ومكاتب ادارية وأبان «المرضي» انهم يبحثون فى أطر لمعالجة الامر سلمياً دون مواجهة او عنف .. هنا لا بد ان اقول ان المؤسف حقاً هو ان يحدث كل ذلك ولا نجد حسمًا او ردعًا سيما ان معلومات مؤكدة تقول ان بعض الطلاب يحتفظون بسلاح ناري داخل الحرم الجامعي وبكميات بل داخل غرفهم بالداخليات، والمدهش ان بعضهم من المتاجرين بالعنف والصراع بات يعلق لافتات على واجهة غرفهم بأسماء قادة التمرد على شاكلة «غرفة ابناء دكتور خليل» و«غرفة ابناء عبد الواحد» و«غرفة ابناء ميناوي» وبذلك حولوا هذه الداخليات الجامعية الى ثكنات عسكرية متمردة على تقاليد الداخليات وموروثات الجامعات التى عُرفت بها تاريخياً وهي ان تكون الداخلية مكانًا يتآلف فيه ابناء الوطن وينصهرون، ومن قال ان ابناء ولايات دارفور الذين يدرسون فى جامعات كردفان بانهم يعيشون وسط مجتمع صفوي وانهم غرباء عليه حتى يطلقوا على انفسهم «طلاب دارفور» ويسعون لتمييز انفسهم عن تلك المجتمعات؟ وفى نظري ان اطلاق الامر على عواهنه وإلصاق كل الممارسات السيئة بـ «ابناء دارفور» فيه ظلم لهم لأن الذين يقودون التحرشات السياسية هم طلاب منتمون لتنظيمات سياسية مسلحة ولا يمثلون كل طلاب دارفور ولم يتحصلوا على صك تفويض من مجموع طلاب ولايات دارفور للتعبير باسمهم، فأقول هذا وأنني أدرك تماماً ان هؤلاء الطلاب المتضجرين يعيشون فى مجتمع لا يقل عنهم معاناة وفقراً وضرراً وهم اكثر غنى منه ومع ذلك معفون من الرسوم وتكاليف الدراسة بينما طلاب السودان عامةً وأبناء كردفان على وجه الخصوص لا يمتلكون هذه الخصوصية ومع ذلك الدولة لا تعوض الجامعات مقابل ما يُدفع لطلاب دارفور، وبرغم ما يعانيه مجتمع كردفان لكنه ساهم بفعالية فى صناعة وتأسيس هذه الجامعات من عرق جبينه وانفق عليها من حر ماله ومن عائدات ثرواته الزراعية والحيوانية وبذلك ان جامعات كردفان باتت ملكًا لهذا المجتمع ولا يسمح هذا المجتمع الكردفاني لمن يسعى لتخريبها بدواعٍ سياسية لم تجلب له الا الخراب، ولن يسمح لمن يريد الكيد له لأنه لم يسهم فى نقل الحروب الى مناطقه، ولا اعتقد ان اهل كردفان سيسمحون بان يعود لهم الظلام بعد ان شاع بينهم النور، فهذه الجامعات لها آثار اجتماعية واقتصادية وثقافية إيجابية على مجتمع كردفان الكبرى بولاياتها الثلاث، مأساة مجتمعاتنا انها باتت تمارس العتمة العنصرية على نفسها وتعيش ظلال القهر من خلال تخريب بيوتها بأياديهم متسلحين بأعتى سياط الاضطهاد وأنواع الأحقاد، معظم اطراف السودان تعاني من سوء التنمية وضعف الخدمات لكنها لم تخرج على التقاليد لانها تعلم ان تحت راية الخروج على السلطان سيعيش الفساد والموت والديكتاتورية فى لباس اسود كالح وهذا حال حدوثه لن يبقى معه شرف ولا مجال للبناء وسوف تتعطل كل المصالح الخاصة والعامة.. المطلوب بالحاح هو ان تقوم إدارة التعليم العالى على لوائح تحفظ الحقوق للجميع وتقطع الطريق امام الذين يمارسون النشاط السياسي بشكله الصارخ ويعملون على تعطيل النشاط الأكاديمي والتربوي بالجامعات حتى لا تتهاوى المؤسسات التربوية بعد ان ظهرت حلماً مرتجى ويتحول المجتمع الى بركان منفجر، كردفان ودارفور نسيج اجتماعي واحد ولكن هناك من يخطط لتفكيك وحدته وتتحول الى مجتمعات متوترة وضربها عبر الطلاب الذين هم مستقبل السودان وهناك من يصرف على الطلاب صرف من لا يخشى الفقر حتى عندما يخلدون الى إجازاتهم السنوية بدلاً من أن يذهبوا الى اهلهم فى القرى والبيادر يذهبوا الى الأحراش للقتال مع التمرد حتى ينام اهلهم على الضيم والفرقة والتشتت فى معسكرات النزوح والتشرد.
[email][email protected][/email]
الاخ فضل الله رابح السلام عليك…
فيما يتعلق بموضوع طلاب دارفور الذي نراك قد اثرته بطريقة وكأنك تريد ان تحمل طلاب دارفور كل ذلك الظلم التاريخي الذي وقع عليهم وعلي الاقليم وعلي السودان عامة وذلك من خلال محاولتك لوصف طلاب دارفور بانهم يميلون الي العنصرية وجلب الفتن الي اهلنا في كردفان الغرة التي نحسبها جزء لا يتجزأ من اقليم دايرفور من حيث انعدام التنمية والخدمات بكافة انواعها…
اود ان اطلعك علي شي غائب عنك تماماً وهو ان المعاناة التي طالت اقليم دارفور وانسانه خلال الحرب العنصرية التي شنها نظام البشير الذي يدافع انه امثالك والتي قضت علي الاخضر واليابس في الاقليم كرست مفهوم ممارسة العمل السياسي بين ابناء دارفور جميعهم و التفاف ابناء دارفور بجميع قطاعاتهم حول قضيتهم العادلة سواء كانوا طلاب او عاملين او مواطنين عاديين وهذا شئ طبيعي
الشي التاني اريد ان اسالك سؤال واحد واريد منك اجابة واضحة…!!
**اذا لم يستطيع ان يعكس طلاب الجامعات والمعاهد العليا والذين هم فعلاً قادمين من اراضي تم قصفها وتدميرها وتشريد اهلها هذه القضية اذا لم يتعامل بها الطالب الجامعي في نظرك من هو القادر علي عكس و توصيل صوت الاقليم الي الاخرين؟
علما بان غالبية اهل السودان لا يعلمون ما يجري الا من خلال ما تنقله وسائل الاعلام الحكومي المضللة كما كتاباتك هذه …!!
الحاجة التانية التي يجب ان تكون صادق في نقلها هلي ان طلاب دارفور لم ياتوا لجلب الخراب الي اهل دارفور ولم ولن يحدث ان هناك كيد من طالب دارفوري تجاه اي انسان كردفاني وبالعكس اذا كنت تريد ان تقول الحق فان اقرب الناس الي قلب طالب دارفور في السودان هم ابناء كردفان واذهب الي الغرف التي سميتها كذباً وتطبيلا بغرف ابناء مناوي وابناء عبدالواحد اذهب الي تلك الغرف ستجدها غرف مختلطة مئة بالمئة مع ابناء كردفان الحبيبة..
وحتي اذا ذهبنا معك الي ما قلته فاين المشكله في تسمية غرفة باسم عبدالواحد او مناوي او عرمان او عبدالعزيز الحلو او عقار؟ الم يكن هؤلاء اشرف من اسماء شهداء الانقاذ المعلقة في اي زاوية واي شارع وحتي في الحمامات؟
فقضيه الطلاب الان هي مع ادارة الجامعة التي هي ادارة كيزانية مثلها ومثل كل ادارات الجامعات السودانية التي تتعامل مع الطالب حسب انتماءاته السياسية والفكرية جتي غاب معها معني الجامعة في السودان تماماً وتحولت ادارات هذه الجامعات الي مجرد امتداد لاجهزة النظام الامنية…!!
ولا ننسي كيف تعاملت ادارة جامعة الجزيرة مع طلاب دارفور
كيف لا تطلب المزيد وانت تزيف الحقائق وتدق الطبول وتحرق البخور لنيل رضا هذه الشخصيات وذاك التنظيم؟ وللعجب
ثم تاتي تقول (ان جامعات كردفان هي جامعات اسسها الانسان الكردفاني وصرف عليها من حر ماله ولا يسمح لاخر بتخريبها) ياخي هذه الجامعات هي مؤسسات حكومية وتصرف عليها الدولة مناموال الشعب السوداني كله وليس من اموال اهلنا في كردفان وحدهم فلا تغيب وعي الناس بهذا التهافت والتطبيل غير المقول للاشياء واعلم انه عندما يقال ان الجامعات هي منابر للوعي فذلك يعني ان طالب الجامعة هو اولي الناس واحقهم بالحديث والحراك السياسي والوقوف امام الحكومات الفاسدة وزبانيتها ومناصريها ومطبلاتيها وامام كل من يريد ان سيئ الي هذا الشعب ويفرق بين بنيه..!!
ثم مناشدة اخيرة لادارة الراكوبة المجيدة بعدم السماح للدجاج الالكتروني الذي يختبئ بينكم ويتدثرون ثياب الوطنية تمويحا للراي العام وتغبيشاً للوعي ومن ثم يعمل لكبح جماح الثورة عن طريق منابرها للاسف
لا أعتقد أن الكاتب قد وفق في هذا المقال المليء بالتجني على أبناء دارفور كما أنه يعبّر ، مع احترامي للكاتب ، عن عقلية فيها الكثير من الضحالة والأنانية وعدم الفهم لمسؤوليات الدولة ، بدا ذلك حين تحدث عن أن الجامعة بنيت من عرق أهل كردفان وهي طبقاً لهذا ينبغي أن تكون خالصة لأبناء كردفان وعلى أبناء الولايات الأخرى أن يحنوا رؤوسهم ولا يكون لهم اعتراض على أي سياسة تمس حياتهم لأنهم ببساطة غرباء ، وهو كلام يدل على عمق الأزمة والمأزق الذي يعيشه السودان والذي يكتب فيه أمثال هؤلاء ، أبناء دارفور الذين يدرسون في الجامعات في عهد الإنقاذ نشأوا في المعسكرات ورأوا بأم أعينهم آباءهم وأمهاتهم وأحبائهم وهو يقتلون على أيدي مرتزقة الحكومة بعد قذفهم بالطائرات ، ماذا تريدون من هؤلاء الشباب وهم يجدون الظلم من إدارات الجامعات التي تتعامل معهم تعامل الحكومة مع المتمردين فتقتلهم وما مأساة طلاب جامعة الجزيرة ببعيدة عن الأذهان وهوأمر شكل ضغطاً نفسياً على هؤلاء الطلاب وهم يتعاملون مع الآخر ، طلاب دارفور في مختلف الجامعات يحتاجون فقط لإدارات واعية ووطنية تدرك أبعاد ظروفهم النفسية وتواسيهم وتحتضنهم وتعمل فيهم مناهجها في الإصلاح بوعي وبصدق ،. ولكن!!! ماذا نقول لمن لا فهم لهم ويحركهم غرض الانتقام من هؤلاء المساكين والغرض مرض.!!!