الإعلامية عفراء فتح الرحمن : أفضل أن أكون مختلفة لا متميزة!

من بين التفاؤل الذي تحمله الشاعرة والمذيعة عفراء فتح الرحمن ، ثمة جزء متشائم يحث هذه العفراء على الإسراع في الاستمتاع بالحياة والقراءة والعمل، ويجعلها متعجلة لإنجاز أكبر عدد مما تطمح به .. هذا الجزء يقول لها إن حياتها قصيرة ، إلا أن هذا الجزء المتشائم لم يمنعها من الحلم بأن تكون لها أسرة

امتداداً لها تحمل ملامح إرثها الثقافي والإعلامي. في هذه المساحة محطات من عفراء الشاعرة والإعلامية والإنسانة:
*كم عمر تجربتك الشعرية التي ضمها ديوانك (على قبر الحبيب)؟
عمر الفكرة والتنفيذ خمسة أشهر ، الخمسة قصائد الأولى في خمسة أيام, والبقية قديمة كانت تجربة تحت العشرين ، كنت أكتب مقالات نقدية ، وتجربة الشعر كانت متقطعة، كنت أكتب ولا احتفظ بالشعر.
*هل لإطلاعك وثقافتك علاقة بالتجربة الشعرية ? كان تكون هي المحرض على الكتابة؟
هناك إنسان لديه موهبة بدون مرجعية ثقافية ، وهناك آخر لديه موهبة واطلاع ، لا أحد يستطيع أن يكون القاضي والجلاد في تجربته ، وأنا كذلك لا أستطيع أن أكون المبدع والناقد.
*هناك من يرى أن الإعداد الزائد كاد يفقد عفراء تلقائيتها ما رأيك؟.
كل من يرى ذلك أنا احترم رأيه.
فقط؟*
مهنة الإعلام عندي ليست ثوباً جميلاً أو أن أقول الكلمتين (الفهم والنصيب) ، أنا درست الإعلام بجامعة الخرطوم وأخذت فيه الماجستير، وتدربت فيه داخل وخارج السودان ، والإعلام عندي صناعة, وأعتقد أن إلمامي بمعرفة أسرار الصناعة هو الذي خلق لي شخصية مختلفة.
التلفزيون غير مخدوم ، نحن نعيش في عهد الانكسار ، انكسار في كل شئ في السياسة وكرة القدم وخلافه تماماً كما في عهد الثورة الفرنسية.
هل هناك ضيق في الأفكار؟*
لا نستطيع الحكم بضيق الأفكار ، فهناك قنوات تعاني من ضيق ذات اليد ، لكن أعتقد أن هذا التشابه عام. فالقصيدة أصبحت بها ملامح من القصة، لذلك تتشابه البرامج في عصر تتداخل فيه الأشياء ، أو هو عصر لا يوجد فيه حدود بين الأشياء ، التلفزيون أقرب للسينما والإذاعة, وتداخل الأشياء هو مدرسة من المدارس.
*على الصعيد الخاص، هل أنت مرتبة ؟
أنا أكبر فوضوية، لو كنت مرتبة كنت أفضل مما أنا عليه.
ماهي رؤيتك لمستقبلك المهني ؟*
في بلد مثل السودان، يصعب التخطيط المستقبلي. وأصلا لا توجد خطط واضحة لا على صعيد السياسة أو الإعلام ، أنا أخطط وأفشل في التخطيط ، أكتب في مفكرتي عشرة أشياء لأنجزها، أنجح في اثنين وأفشل في الباقي، لكن إن أمد الله في الأجل سأكون بنفس الروح والطموح ، لأنني أتمني عند موتي أن يكون لدي إرث إعلامي وثقافي ? لدي إحساس أنني لن أعيش حياة طويلة، لذلك اقرأ وأستمتع بمشاهدة الأفلام بصورة مكثفة أو أني نشطة أكثر من الطبيعيين ، على العموم الماجستير على سبيل المثال أضاف لي( 35) في الراتب ، لذلك اجتهادي ليس من أجل بغية.
وماهي رؤيتك لحياتك الخاصة ؟*
طبعا أرغب في تكوين أسرة ، أبونا آدم خلق في الجنة وبجانبه أنهار من العسل والخمر، ورغم ذلك لم يشعر بالراحة فخلق الله له حواء ، أريد امتداداً لحياتي .. المجال الإبداعي نجمه يعلو ويهبط ، فعند الهبوط يفترض أن يكون هناك السياج الاجتماعي الذي يحميه.
*هل هناك مواصفات معينة لشريك الحياة؟
ليس لدي كاتلوج معين لفارس أحلامي ، فكما قال طاغور ، ثمة أشياء كامنة نحسها ولا نلمسها تماماً كالعطر في الزهرة .. لكن أهم قيمة أفضلها هي الصدق لأنه أهم قيمة في الحياة ، ولأن الكذب يأتي بالخيانة. الخواجات بينهم صدق حتى على مستوى الخيانة الزوجية.
*ذكرت في ديوانك(قدر النساء التعاسة ) هل هذه صورة المرأة لديك؟
في مجتمعنا المرأة محاطة بقيود – المرأة تتمسك بالرجل الذي تحبه – والرجل نهم ، أو كما قال العقاد الرجل يمكن أن يحب اثنين مع التفاوت في المكانة ، وكذلك نجدها إذا تزوجت مشكلة، وإن لم تتزوج تلاحقها النظرة الدونية ، هي ملاحقة بهم طويلاً.
*المذيعات يواجهن اتهام الشكل دون المضمون مارأيك في هذا؟
أنا لدي فصام في هذه الحالة ، أنا كمشاهد أحب الشكل الجميل والاهتمام، وكصانع انحاز للموضوع ، لكن عموما هذا الموضوع تحسمه الكاريزما، فهناك مذيعات غير جميلات لكن لديهن كاريزما وحضور تجاوزت أشكالهن.
*خطاب الصادق المهدي له وقع مختلف عليك لماذا؟
الصادق المهدي من أبرز المثقفين وسياسي معروف في العالمين العربي والأفريقي ، فإن يلتفت الى ديواني ويستشهد بأفكار ومفردات منه ذلك مصدر فخر وتقدير لي . أنا لست مولعة أن أكون الشاعرة الأولى أو المذيعة الأولى لكنني أحب الاختلاف، أفضل أن أكون كائناً مختلفاً أكثر من كائن متميز ،
ماذا يعني لك إنتاج هذا الديوان؟*
مسألة انتاج كتاب في السودان مكلفة جدا، لكني لا انتظر منها منفعة مادية ، وما وجدته من اهتمام من شخصيات كبيرة كان لوحده حافزاً مادياً ومعنوياً ، تعبت فيه كثيراً لكني أحسست بمتعة بعد انجازه حيث أصبحت لدي رئة أخرى للتنفس.

الراي العام

تعليق واحد

  1. لم افهم اجابة هذا السؤال يا سعادة المذيعة/

    هل هناك مواصفات معينة لشريك الحياة؟
    ليس لدي كاتلوج معين لفارس أحلامي ، فكما قال طاغور ، ثمة أشياء كامنة نحسها ولا نلمسها تماماً كالعطر في الزهرة .. لكن أهم قيمة أفضلها هي الصدق لأنه أهم قيمة في الحياة ، ولأن الكذب يأتي بالخيانة. الخواجات بينهم صدق حتى على مستوى الخيانة الزوجية.

    [خيانة زوجية وصدق وفارس احلام وكاتلوج وطاغور نحسها ولا نلمسها العظرة والزهرة قيمة].

  2. حقيقة ومنذ أن شاهدت واستمعت لهذه المذيعة الرائعة بقناة الخرطوم وهي تحاور الفنان محمد الأمين وبعده إستضافتها للسيد الصادق المهدي ، تفاعلت معها ومع حواراتها وأحسست أنني أدير الحوار وليست المذيعة ، فكانت أسئلتها عميقة وتداخلاتها مقنعة ولبقة سوى للضيف أو للمشاهد ، إضافة لثقتها بنفسها وكاريزمتها ، مما يضعها في قمة أفضل المذيعات الموجودات في الساحة السودانية الإعلامية سوى كانت تلفزيون أو إذاعة فمزيداً من التقدم ومزيداً من الإبداع أستاذة عفراء .

  3. شهدت مقابلة لها مع (بروفسور!!) الحبر يوسف نور الدائم فقالت له انت نلت درجة (البروفسورية) الاستاذية من دون أن يكون عندك مؤلف واحد فكيف حصلت على هذه الدرجة؟ فقال لها أنا زول (شفاهي) يعني بتاع كلام وليس بتاع كتابة وأنا فسرت القرآن في عدة محطات اذاعية؟ّ!! ولم يقل لها إني كنت أقبض قروش من كل محطة مقابل هذا التفسير الشفاهي… ثم ذكر لها أنه شاعر وله دواوين.. والحقيقة انه ليس بشاعر لكنه مجرد (ناظم) وليس بشاعر ولايوجد شخص يحفظ له بيت شعر واحد.. لعنة الله على الكذابين أدعياء الدين.

  4. يا استاذة عفراء والله انت إنسانة عظيمة ومثقفة على درجة عالية من الثقافة اتمنى لك دوام التوفيق لولا اني كنت مرتبطاً بأم الأولاد كنت عرضت عليك الزواج مني إن كنت أناسبك حافظي على هذا المستوى وخلي طموحك اكبر من مساحة السودان ـ ولا اريد ان أخلق لك فتنة غير مقصودة بإعجابي بكشفك لنا حقيقة الخال الرئاسي المفلس لله درك هذا إيميلي [email protected]

  5. أنا غير متابع للإعلام ووسائله بشكل متواصل وخاصة السوداني لأنه ممل , وأنا أهرب من الملل إلى إلإفادة والتسلية وليست من الملل إلى الملل , ولكن إستوقفتي هذه المذيعة ببرنامجها الرائع ساعة حوار في حلقتها مع الإعلامي أحمد البلال الطيب , فعلمت أن السودان ما زال بخير وأن الحقائق ستخرج إنشاء الله .
    شكرا عفراء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..