المعجزة الصومالية..!!

– تراسيم

عبد الباقى الظافر

المعجزة الصومالية..!!

بدأ المنظر غريباً على عالمنا الثالث..الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد يخاطب شعبه عبر محطة التلفزة الحكومية مقراً بخسارته الانتخابات ويتمنى حظاً أوفر للمرشح الفائز حسن شيخ محمود.. فركت عينيّ جيداً وأنا أشاهد المشهد.. هل أنا في باريس .. أم أن خطوط العرض والطول اختلطت فأصبحت مقديشو مثل طوكيو.. هذا التدوال السلس للسلطة لا يحدث في بلادنا ولا في البلاد المجاورة.

الصومال قدمت بالأمس تجربة جديرة بالاحترام.. البرلمان الصومالي كان يفاضل بين أربعة شخصيات لقيادة الدولة.. من بين المرشحين الرئيس شيخ شريف ورئيس وزرائه ورجل أعمال واسع الثراء..رابعهم أكاديمي مغمور عمل باليونسيف ثم أسس حزباً صغيراً.. في الجولة الأولى تقدم شيخ شريف بفارق ضئيل.. في الجولة الثانية انسحب مرشحان وألقيا بثقلهما بجانب حسن شيخ محمود.. بأغلبية مائة وتسعين صوتاً مقابل تسعة وسبعين تم تتويج المرشح ذي الستة وخمسين ربيعاً رئيساً لدولة الصومال.

المعجزة الصومالية لم تقتصر على العملية الديمقراطية واعتماد دستور جديد يؤسس لدولة مدنية..الصومال الذي يظنه بعض الناس نموذجاً للدولة الفاشلة كان يقدم تجربة اقتصادية غريبة.. رغم غياب دولة مركزية إلا أن اقتصاد الصومال كان يحرز نمواً إيجابياً.. الأمم المتحدة وفي مؤتمر اقتصادي استضافته دبي عام 2009 أكدت أن الاقتصاد الصومالي أفضل بكثير من بعض اقتصاديات الدول الأفريقية المستقرة.. من القرصنة وحدها جنت الصومال في العام 2011 نحو مائة وخمسة وثلاثين مليوناً من الدولارات.. فيما شهد سوق التحويلات المالية والاتصالات تطوراً مذهلاً في الصومال.. في ذات مناخ الحرب استمر تدفق صادرات الثروة الحيوانية لدول مهمة مثل المملكة العربية السعودية.

التجربة الصومالية تبطل حجة مناصري الأنظمة القمعية الذين يحسبون أن اليد الباطشة تولد الاستقرار والتنمية.. العراق الخارج من الاحتلال الأمريكي يقدم أيضاً تجربة ديمقراطية في تبادل السلطة.. رئيس الوزراء السابق الدكتور إبراهيم الجعفري مضى إلى منزله عبر الآلية الديمقراطية.. فيما يهتز هذه الأيام عرش رئيس الوزراء المالكي .. لن تكتمل الصورة إلا إذا أدركنا أن الرئيس السابق صدام حسين ادعى ذات انتخابات مزورة فوزه بنسبة 100% لم يكن أحد يتوقع في عراق صدام حسين صدور صحف مستقلة لاتحمل صورة القائد.

نجحت الشمولية الراسخة في سوريا في تحويل الحكم الجمهوري إلى ملك عضوض.. مات الأسد وجاء الأسد.. ذات الفكرة وجدت من يتحمس لها في مصر عبر تقديم جمال مبارك لخلافة والده عبر انتخابات محمية بسيطرة الحزب الحاكم على أجهزة الدولة التي تدين بالولاء لمبارك وأسرته.. نفس السيناريو كان يمكن أن يحدث في جماهيرية العقيد.. لو لا الثورة الليبية ربما وصل سيف الإسلام القذافي لباب العزيزية.

طالما كان سيناريو الصمولة بطاقة يشهرها المستبدون لتخويف شعوبهم من عدم الاستقرار.. الآن الصوماليون يحولون خسارتهم لانتصار باهر.. التجربة الجديدة ستكون وصفة نسعد بتقديمها لشعبنا.

آخر لحظة

تعليق واحد

  1. يعني نشيل بنادقنا ونشرك في نص البحر ولا شنو يا الظافر ؟؟

    يعني نبقى قراصنة ، ياخي ديل قراصة ما لاقينها ، تقول لي اقتصادهم متطور ودبي قالت …
    والله ديل غير الكلام الكتير ما عندهم حاجة ، اسالني منهم انا الصوالمة ديل ولو ما اخاف الكضب يظهر لي الصوارمي ( حقنا ) ده منهم ، كلامو كتير وكلو خارم بارم ..

  2. العالم كله يتجه نحو ديموقراطية والتغير، الا هذا البلد الذي ماتت النخوة في قلوب شعبه وهان عليه الزل والهوان وفقد كل شئ حتى شرف نساءهم المعتقلات في بيوت الاشباح!!!

  3. أها هاك يا عبد الباقي مقتطف من صحف اليوم عن حالة الدولة المنهارة “و ليست الفاشلة” ( ياخي ما تقرأ قبل ما تكتب وهماتك دي: كلام حيدر إبراهيم مثلاً) و البقاء لله وحده و العاقبة عندكم في المسرّات

    “نجا الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود من تفجيرين استهدفا فندقه في مقديشو أمس، كما أعلنت قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال (اميصوم)، في حين تبنت حركة الشباب الإسلامية المتطرفة الهجوم. وقال المتحدث باسم «اميصوم» الكولونيل علي حميد لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد وقع انفجار قرب الفندق.. الرئيس بخير وكل من كانوا داخل الفندق أيضا بخير». وأعلنت حركة الشباب الإسلامية مسؤوليتها عن الهجوم.

    وقال شاهد من «رويترز» إنه أمكنت رؤية جثتين أمام الفندق إحداهما للانتحاري فيما يبدو، وأضاف أن هناك حفرة كبيرة في الطريق.

    إلى ذلك، وصف إسلاميون متمردون الانتخابات الرئاسية الصومالية بأنها خدعة من الغرب لتعزيز مصالحه الاقتصادية والاستراتيجية في الصومال، ووصفوا الرئيس الجديد بالخائن وقالوا إنهم سيواصلون حربهم لجعل الصومال دولة إسلامية.

    وقال شيخ علي محمود راج المتحدث باسم حركة الشباب إن الحركة لا تعتبر أن الانتخابات جرت بما يتماشى مع مصلحة الشعب الصومالي.

    وحث راج الصوماليين على دعم حرب المتشددين التي وصفها بالمقدسة، وقال إن المعركة ستستمر إلى أن يجري تطبيق رؤية حركة الشباب الصارمة للشريعة الإسلامية في البلاد. وقال: «سنواصل معركتنا ضد هؤلاء المرتدين كما كنا نقاتلهم من قبل».

    وكان مسؤولون غربيون أشادوا بالانتخابات الرئاسية ووصفوها بأنها الأولى من نوعها في الصومال منذ 45 عاما
    وكانت الولايات المتحدة هنأت أمس الرئيس الصومالي الجديد”

  4. نجا الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود من تفجيرين استهدفا فندقه في مقديشو أمس، كما أعلنت قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال (اميصوم)، في حين تبنت حركة الشباب الإسلامية المتطرفة الهجوم.
    ماتتسرع شيل الصبر وبعدين تابع القنوات الفضائية والصحف العالمية خليك مواكب للاحداث مقالك دة بلو واشرب مويتو .

  5. “من القرصنة وحدها جنت الصومال في العام 2011 نحو مائة وخمسة وثلاثين مليوناً من الدولارات”
    ما شاء الله تبارك الله.
    يعني الصندوق الدولي يشجع هذا النشاط ويعتبره نشاط اقتصادي؟
    طيب السفن في البحر الاحمر كيف؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..