أخبار السودان

حكاية مسافر..في السودان.. حيث تغلي الأقدامُ فوق "الأحذية"..

غزة- حنان مطير

* كانت عادة الشباب الفلسطيني في السودان إذا ما نزل إليهم فلسطينيٌّ استضافوه إلى حين يجد له مسكناً خاصاً، فحلَّ الأستاذ جمعة أبو العينين المحاضر بالجامعة الإسلامية ضيفاً عندهم وقتئذ كان طالباً، وفي ثاني يومٍ له في السودان، طلب منه رفاقُه أن يحضر "خبزاً" من "الدكان" أسفل البيت، فنزل وسأل صاحبَه إن كان لديه خبز، فردَّ السوداني:"خبز ما في"، استغرب أبو العينين نفي السوداني، وهو يرى الخبزَ أمام عينيه! فأمسك الخبز وسأله:"وماذا يكون هذا؟! أجاب:"ده"عِيشْ".. أما عن "الخبز" أو "الخبيز" فمصطلحان يطلقهما السودانيون على "الكيك والحلويات"!.

"أَرِحْ وليس امْشْ"
* "أبو العينين" اختلفَ ذات مرةٍ مع أحدِ السودانيين العاملين في استراحة بجامعة الخرطوم، فقام يصالحُ السوداني بوضع يده على كتفِه قائلاً له:"امشِ.." وكان أبو العينين يقصد أمن الجامعة من أجل أن تُحلَّ المشكلةُ وتطيبَ الخواطرُ، لكن السوداني قام بنفضِ يد "أبو العينين" عن كتفه وبغضبٍ ردّ عليه:"ما تقلِّي أَمْشْ" (بتسكين الشين حسب لهجتهم)، فاستغرب "أبو العينين" امتعاض السوداني وهو الذي يربت على كتفه لمصالحتِه!!، ليفهم بعدها أن "امشْ" تحمل تعنيفاً في معناها، بينما الأصل والليِّن واللطف أن يقول "أَرِحْ"..

* زيارة الجار الجديد أمرٌ معتادٌ في حياة السودانيين وعادةٌ طيبة، وهذه لكم قصةٌ أسردها نقلاً عن "أبو العينين"، فعندما سكن في بيتِه الجديد جاءت الجارات السودانيات للزيارة والترحيب بهم، فخرج لهم وقال:"تفضلوا امرقوا".. نظرت إليه النساءُ باستغراب، وقلنَ له: "كيف حالُك جئنا لنبارك لكم سكنكم.." فردّ:"أهلاً بكم.." ومن جديد كرَّر:"امرقوا.." ويقصد "ادخلوا".

غضبت النساء والتففن للخلفِ مردداتٍ باستياء:"إيش شو عاملينلك؟!.. اتضل تقول امرقوا امرقوا"!! اندهش أبو العينين من رد فعلهنّ وهو لا يعلم أن تصرفه معيبٌ أمام السودانيين، فكلمة "امرقوا" تعني عندهم "اخرجوا"!!.

ولو نظرنا لحديث نبينا -عليه الصلاة والسلام-:" يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.." لوجدنا ?فعلاً- أن كلمة "يمرق" تعني "يخرج"..

"كتَّاحة" في السماء
* وقت الظهيرة تغلي الأقدامُ، ولا تُحتمُل السخونة حتى من فوق حذاء! يذكر "أبو العينين" أن درجة الحرارة على مدار العام تتراوح ما بين 40-50 درجة، ومن ثم فإن درجة "35" تعني برداً شديداً عند السودانيين، وقد تأقلم أبو العينين على أجوائهم بعد ما يقارب السبع سنوات، حتى إنه بعد أن عاد لغزة في شهر مايو، كان يشعر ببردٍ شديد ويلبس "جاكيت" ثقيل في وقتٍ كان الجميع من حولِه يشعرون بالحر الشديد..

وما بين شهري "7-9" تبدأ الفيضانات مع الأمطار، أما عن غيمة الغبار فلأبو العينين قصةٌ هنا..عام 1995 كان ذاهباً بسيارته وبرفقة عائلتِه إلى أحد المتنزهات، إذ بغبارٍ بنيٍّ محمرٍّ "واسمه عند السودانيين "كتَّاحة" يأتي من بعيد، فيركن أستاذُنا سيارته وهولٌ مرعبٌ يصل لحلقِه وأهلِه، يقول:"لم أفكر بشيء غير أن القيامة قامت".. غطى الغبار السيارة ولم يعد أحدٌ يرى حتى يدَه.. راحت أمُّه تدعو الله "لطفك يا رب لطفك.."

*في إحدى زياراته لكلية علوم الاتصال بجامعة الجزيرة بمدينة "فَداس"، وكان آنذاك طالباً جديداً في الماجستير ويبلغ "30 عاماً"، وجد العميد والدكتور والأستاذ جميعهم يفطرون جماعةً، فألقى التحية باستحياءٍ، وهَمَّ بالخروج فوراً إذ بالعميد ويقارب "65 عاماً" يناديه:"يا زول يا زول تعال هنا بِجاي"، وأصر الجميعُ أن يتناول الإفطار معهم..وكالعادة كان الأكلُ باليدِ فلا مكان لاستخدام الملاعق هناك.

تواضعٌ يُشهد له
بعد انتهائهم من الإفطار ذهب أبو العينين ليغسل يديه بإبريقٍ هناك -كانت الكلية قيد الإنشاء- إذ بالعميد يرفع الإبريق ليصبّ على يديه، فلم يقبل، لكن العميد أصرّ عليه قائلاً:"يا زول.. أَهبِطْ. مد يَدِّيْنَك.. إنت هنا ضيفنا.. ما تعمل أي حاجة، إحنا نغسِّل ليك ونعمل ليك كل شَيّْ.." يقول أبو العينين:" قطعٌ من لحم وجهي كادت تسقط خجلاً"..يا له من تواضع يرفع الله به صاحبَه، فهل كبارُنا ومثقفونا يحملون تلك الدرجة من التواضع؟

*في السودان يتعاطفُ كثير من أهل البلاد مع الفلسطينيين وقضيتهم، فأخبرني "أبو العينين" أنه يوم استُشهِد القائدان أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي بكى رجالٌ عظامٌ هناك ووصلت دموعهم إلى الذقونَ.. وظنَّ الكثيرون أن القضية الفلسطينية اغتيلَت وانتهت باغتيالِهما، لكنه كان يُصبرهم دوماً بأن القضية ليست قضية الفلسطينيين فقط، حتى وإن اغتيل الفلسطينيون كلهم تبقى القضية.

ليس هذا، فحسب فلم يكن يحدث أيُّ حدثٍ في فلسطين إلا ويأتي طلابٌ كثُرٌ من الجامعة يريدون التطوُّعَ للجهاد، حتى النساء كانت تتبرع بالمال والحليّ دون تردُّد للجماعات الفلسطينية المسئولة عن هذا الأمر في السودان.

لم ننتهِ بعد فالسودان تغزُرُ بالقصص المثيرة.. إنهم حساسون جداً، وبعضهم بليد كسول،.. رفيقي القارئ في الحلقةِ القادمة ستلمس هذا حقَّا..

المصدر: صحيفة فلسطين

تعليق واحد

  1. رغم الطيبة والأريحية السودانية وإحتضانهم لهذا الفلسطيني الجاحد إلا أنه لا يتواني في الإساءة والتجريح لشعب عرف بالريادة والثقافة يصفه هذا المتشرد بالبليد الكسول .الحق ما عليك الحق علي حكومة إخوان الشياطين التي ملكت مقدرات شعبنا لشذاذ الأفاق من حماس وجهاد وحزب الله و هاهو سوداننا يدفع ثمن هذا التحالف تمزيقا وحروبا و قصفا من الطائرات الإسرائيلية وحصارا إقتصاديا.

  2. ( وبعضهم بليد كسول،)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    وهل منكم البليد والكسول ؟؟؟ أم كلكم تتسمون بالذكاء والنشاط

    ما ذا تسمي بيع الوطن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  3. ده كلامو في السودان .خليهو لما يطلع بره ح يقول كنت عايش وسط حيوانات. والله الناس ديل قعد يحتقرونا احتقار ما بعدو احتقار ويشهد الله انهم قعد يحترمو الاسرائيلين اكثر عننا وياما عندنا شواهد في الخليج

  4. بليد كسول دي كبيرة ولنا ان نكتب كذلك عن بقية الشعوب التي تكتب عنا بهذه الطريقة الغبية البليدة ولكن عندما نربأ ونترفع عن ذلك ونسكت عن اساءات الغير يزدادون تنكيل بنا خصوصا العرب المعروفون لدى العالم كله بانهم يجرون فقط وراء الشهوة وازيار نساء و ……………………. و……………………. و………………….. الخ الا انهم لا مكان يتعالون عليه غير السودان والسودانيين والعتب ما عليهم العتب على من فتح لهم السودان على مصراعية يستغلون شعبه الطيب وحكومته الغبية التي ترعى مصالح كل الناس الا السودانيين

  5. نشكرك علي هذا الاطراء واتمنى من المعلقين ان لا يتعاملوا بحساسية زائده مع كلمتي (بليد وكسول) فقد سبقتهما كلمة (البعض) ولا يخلو مجتمع من الطالح حتي مجتمع الدولة النبوية لم يخلو منهم فلنكن واقعيين و (نبلعها) .

  6. يا أخي ديل ما عندهم كرامة. كل ما يقولونه عن الآخرين هو حقد و تنفيس عن ما يعانونه. دعهم يتحدثون. لا يغيب الآخرين غير العائب.

  7. ليس المجال مجال مفاخرة لنبيّن مقدار ماقدمناه أفرادا وجماعات لفلسطين والقضية الفلسطينية
    ولكن مايحز فى النفس أن الفلسطينى ما أن يجد فرصة للتسلط ( حتى لو كان مقدار السلطة فرصة صغيرة للتحدث فى جمع ) الاّ ونصب نفسه سيّد العارفين وامام المبلغين وحافظ الأسرار والعالم بالنوايا
    وأول مايفعله هو محاولة تجهيلك وابعادك عن طريقه
    فهم اناس تحكمهم عقدة الاحتياج للآخر فما أن يجد فرصة الا تراه يحاول الاستفراد بها واقصاء الآخرين
    انظروا من حولكم وشوفوا مدى صدق كلامى

  8. حسبي الله و نعم الوكيل
    بليد و كسول , قل خيراً او اصمت يا اخي
    هل يدري صاحب هذا الموضوع ما فعله الشاب المهندس الفلسطيني من جريمة قتل لم تشهدها المجتمعات السودانية باحد ابناء السودان عندما تعامل معه بشاهامة و كرامة السودان. لم يفكر هذا الفلسطيني في هذا الشاب الذي كان متزوج حديثاً وزوجته حبلى بمولودها الاول.
    هل هذا من شيم الفلسطينين؟ ام من غباء منهم لنكران المعروف

  9. دا شنو دا ياخوانا الحيوان دا صدمني في نهاية الكلام يعني عسل عسل بصل لكن نقول شنو بس دا حالهم وكمان قال حوريك يالقارئ بليد كسول كيف في الكلام الجاي تافه والله وخساره فيك الكرم المشكله انا ماعارف لمتين حنعامل الاجانب عندنا ضيوف ياخوانا كفايه دا ما كرم دي عواره

  10. SUDANESE ARE LAZY AND STUPID,THESE ARE THE THANK YOU WORDS TO US FROM A PALASTINAN COMING FROM GAZA , WHO WAS TREATED LIKE A HUMANBEING IN SUDAN , SOMETHING HE IS NOT USED TO, HE USED TO LIVE LIKE A CAGED ANIMAL IN GAZA, LICKING HIS ISRAELIS MASTERS BOOTS, WHO I HAVE TO ADMIRE BECAUSE THEY KNOW THE PALASTINIANS BETTER THAN ANY OTHER NATION,,, LET ME REMIND THIS UNGRATEFUL PALSTINIAN, IF WE ARE LAZY , THE PALASTINIANS ARE TRAITORS TO THEIR OWN CAUSE, THEY DO ANY THING FOR MONEY THEY USE THEIR MOTHERS ,SISTERS , DAUGHTERS AS PROSTITUTE TO ACHIEVE THEIR GOALS,, SOMETHING WE WILL NEVER DO IN SUDAN,,, ALL THIS CRAP NATIONS WERE FORCED INTO US BY THE USLESS INGAZI THUGS,, BUT THIS NIGHTMARE WE LIVE WILL NOT LAST ANY LONGER THE SUDANESE TSUNAMI IS COMING WHICH WILL SWEEP ALL THIS DIRT OUT OF OUR BELOVED SUDAN,, ,

  11. بليد كسول !!!!!
    فعلاً الحق ما عليك وما بلومك ، اللوم على حكومة الكيزان التي إستمرأت إحضار الفلسطينيين الحثالة من أزقة الملاجيء والخيام المهترئة ومكبات النفايات وجعلتهم يعيشون في فلل وشقق في قلب الخرطوم …
    الفلسطيني كما المصري بل إنه يفوقه خسة وندالة وحقداً ونكران جميل وكلاهما كلابٌ نجسة ..
    تباً لكم يا بائعي الأرض أبناء اليهود !!!!!!!
    :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad:

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..