أحزان العيد الكبير

أسماء محمد جمعة
حتى عام 1989 كانت الأعياد خاصة عيد الأضحى ورمضان موسماً استثنائياً للحصول على مزيد من السعادة والمتعة، كانت الأعياد تنبض بالخير والنشاط والتواصل الاجتماعي، كانت الأعياد أعياداً يبدأ الاحتفال بها قبل أن يقترب موعدها، وحين تنتهي يظل طعمها في الذاكرة إلى الأبد، الآن أسأل أحدهم عن العيد قبل الإنقاذ واستمع إليه ثم أسأله عنها اليوم وسيحملك إلى سودان آخر لا نعرفه أصبحت فيه الأعياد مناسبات مرعبة يعاني منها المواطنون حتى أن بعضهم أصيبوا بفوبيا الأعياد يرتجفون رعباً حين يقترب زمنها، والسبب الحكومة فقد (مسختها) على الجميع، ولولا إنها جزء من الإسلام لما أصر الناس عليها ولاندثرت مثل كل جميل.
في رمضان الماضي والذي لم يمضِ عليه غير شهرين وجد المواطنون معاناة لا توصف ما بين غلاء الأسعار و مشاكل في السيولة النقدية سجنت كل ما ادخروه من أموال لليوم الأسود في البنوك بأمر الحكومة التي حددت سقفاً للسحب لا يتجاوز الألفي جنيه، أما الصرافات فقد تم برمجتها على بضع مئات وأحياناً مائة جنيه فقط، حينها لم يجد المواطنيون بداً من المرابطة يومياً أمام البنوك واللهث خلف الصرافات من أجل جمع مصاريف تمكنهم من تذوق طعم العيد، ولكن ضاعت آمالهم، وعندما تبقى من العيد أربعة أيام خرج إلينا وزير المالية ليقول (أي زول داير مصاريف العيد حيلقاها) ولكن (مافي زول لقى حاجة)، ومر العيد (مسيخا) لا يحمل غير الكآبة ودعوات المواطنين على الحكومة.
رغم أن الحكومة تعلم تماماً إن هناك عيداً أكبر سيأتي ويجب أن تعالج تلك المشاكل إلا إنها لم تفعل، ويبدو إنها لا تريد إزعاج نفسها بما يعانيه المواطنون، وهاهو السيناريو نفسه يتكرر وبطريقة أكثر سوءاً، فقد امتدت طوابير الصفوف في الصرافات والبنوك والأفران حتى وقت متأخر من الليل، أما الحديث عن الأضاحي فلم نعد نسمعه من المواطنين إلا في إعلانات المؤسسات التي توفرها بالتقسيط وأخرى بالكيلو، فسعر الخروف وصل أدنى حد 3 ونص و أعلاها 10آﻻف جنيه، أما أسعار السلع عموماً فقد ارتفعت أضعافاً مضاعفة مقارنة برمضان، مع إنه لا توجد أية مبررات لكل هذا ولكن البلد (هملت) بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وسوء الأحول المستمر أجبر المواطنين على التنازل من كل تجهيزات العيد.
كل هذا يحدث والحكومة لا تحرك ساكناً وحين تفعل تكذب علينا، ومثلما وعد وزير المالية المواطنين في عيد رمضان وقال (أي زول محتاج مصاريف حيلقاها) ثم شربهم المقلب، هذه المرة قالها محافظ البنك المركزي بالإنابة ولكن بطريقة تضمن أن الناس(حتعيد مفلسة) فقد وجه سيادته رعاه الله مديري المصارف التجارية بضرورة وأهمية متابعة وتزويد ماكينات الصرافات الآلية الخاصة بهم بالنقود خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، وأن الجهات المختصة بالبنك المركزي ستتابع الأمر، نحن لسنا أغبياء ونعلم أن توجيه المحافظ ليس قراراً ولا يلزم أحداً، ثم أن الناس يحتاجون المال قبل العيد وليس أثناءه، وعليه ليس هناك فائدة من الأموال أثناء العيد وإن توفرت لأن عيد الأضحى يحتاج إلى تجهيزات وهو يختلف عن رمضان حيث يسافر الناس ويقيمون مناسباتهم.
خلال ثلاثة عقود كل عيد يمر علينا يكون أسوأ من الذي قبله حتى تحولت الأعياد إلى أحزان وأيام يقضيها الناس بلا طعم لا تسليهم غير ذكرياتها قبل وصول الإنقاذ إلى الحكم، أما هذا العيد فقد كان الأسوأ في تاربخ السودان وحمل من الأحزان ما تعجز عن حمله دول العالم مجتمعة، غرق وموت وقتل وجوع وأزمات في كل شيء.
لا شك إنكم سألتم أنفسكم ألف مرة (ليه الحكومة دايرة تمسِّخ علينا كل شيء حتى الأعياد)، لماذا تشقينا ويمكن أن نكون من أسعد الشعوب؟ لماذا تدخلنا في أزمات وكرب متتالية وهي تملك كل ما يمكن أن يفرجها عننا؟ وأكيد تجدون إجابة، ولكن كل الحكاية إنها تريد لنا أن نعيش هكذا فهي تستمتع جداً بما نعانيه وبما تسمع من أخبار تحكي عن الصفوف والأزمات والموت والفواجع، وتستمتع أكثر حين تكذب وتعتقد إننا نصدقها، وإذا استمرت في الحكم فسيستمر الوضع في التدهور، وأخاف أن يأتي يوم ويجدنا قد عدنا إلى حياة الغابة، عيد الأضحى هذا يعتير مقياساً لخَّص لنا كيف كانت الأعياد الماضية ويتنبأ بطريقة واضحة بكيف ستكون الأعياد القادمة إن لم يتحقق التغيير.
( منذ 30/06/1989 و حتى تاريخ إسقاط عصابة إخوان المسلمين ) عصر الغيبوبة للسودان و شعبه
حقنة : حين يأتى فجر الخلاص ينبغى بتر هذه الفترة المظلمة من التاريخ الوطنى
رددوا معى . الله أكبر الله أكبر الله أكبر. لا إله إلا الله . لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء فليعد للدين مجد او ترق منا الدماء او ترق منهم دماء او ترق كل الدماء . هى لله هى لله . الله أكبر الله أكبر الله أكبر .والله ما عارف أضحك ولا أبكى
( منذ 30/06/1989 و حتى تاريخ إسقاط عصابة إخوان المسلمين ) عصر الغيبوبة للسودان و شعبه
حقنة : حين يأتى فجر الخلاص ينبغى بتر هذه الفترة المظلمة من التاريخ الوطنى
رددوا معى . الله أكبر الله أكبر الله أكبر. لا إله إلا الله . لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء فليعد للدين مجد او ترق منا الدماء او ترق منهم دماء او ترق كل الدماء . هى لله هى لله . الله أكبر الله أكبر الله أكبر .والله ما عارف أضحك ولا أبكى
تكاد شمس نظام الانتكاس أن تطلع من مغربها، فلا تبتئسي بما كانوا يعملون يا ابنة محمد جمعة ..
2018 هو آخر عام للجماعة.. وسيعدمون بعدها نفاخ النار ..
وإن غداً لناظره قريب..
تكاد شمس نظام الانتكاس أن تطلع من مغربها، فلا تبتئسي بما كانوا يعملون يا ابنة محمد جمعة ..
2018 هو آخر عام للجماعة.. وسيعدمون بعدها نفاخ النار ..
وإن غداً لناظره قريب..