(اليوم خمر وغداً أمر)

(الحرب أولها كلام.. اليوم خمرٌ وغداً أمر.. تحت الرماد وميض نار) كل هذه العبارات تصلح لوصف الراهن المتأزم بأزمات تجاوزت حد الصمت عليها، وأصبحت الحرب الكلامية لسان حال أي مواطن مكتوي بوجع المُعاناة وضيق العيش وغياب الخدمات الضرورية. حقيقة الشكوى من ظلم الحكومة صارت قاسماً مُشتركاً في دالة أي حديث يجمع بين المواطنين في البيوت وفي الأفراح والمآتم.. في المركبات العامة.. وبين سائقي الأمجاد والركشات والتاكسي و(الزبون).. ثورة كلامية لا يهدأ فورانها، بينما الحكومة (تمسك الشعب القرون وهي تحلب).. ويحق لنا أن نتساءل: (أين ذهب الذهب)..؟
الحكومة تعيش حالة الرضاء عن النفس هل يا ترى تشعر بمُعاناة شعبها وهل تظن بأنهاً مشغولة بغيرها؟ كلا.. أصحاب المظلمات كُثرٌ، والذين تكاثرت عليهم الأوجاع لسان حالهم يقول كما قال امرؤ القيس قبل ثورته ضد بني أسد الذين قتلوا أبيه: (لا صحو اليوم ولا سكر غداً.. اليوم خمر وغداً أمر).. غداً أمر تحتاج من الحكومة إعادة النظر في صورتها أمام الشعب وتهديد برلمانيين بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم بالتظاهر والاحتجاج مع المُواطنين على قُطوعات المياه بالولاية، وتحذيرهم من حُدوث إشكاليات سياسية كبيرة بسبب هذه القطوعات تأتي في إطار (غداً أمر).
هل الحكومة غافلة عن مُعاناة العديد من مناطق ولاية الخرطوم من قُطوعات المياه لأكثر من شهرين؟.. وأي حكومة تتعامل ببرودٍ مع تحذيرات أعضاء البرلمان القومي والولائي الذين خرجوا من دائرة مقولة نعم والتصفيق إلى الحديث عن مشاكل الشعب.
الحسم بالقوة للاحتجاجات التي تتعلّق بالمياه والكهرباء لا تعني مُعالجة الأزمة التي دفعت بعض البرلمانيين لتهديد الحكومة للخروج مع الشعب، كما قالت البرلمانية منال “أركويت”: “بعد دا كان الشارع طلع نحن بنكون قدّام”.. يَعني يا منال نحن على مَشَارف ثورة محمية بالبرلمان..؟
بدايات سعيدة لنواب المُؤسّسة التشريعية القومية والولائية يتلاومون بشأن عجزهم عن خدمة المواطن كما ورد على لسان النائبة فاطمة صديق: “نحن حلفنا قسم على أن نكون صوت المُواطن في البرلمان وعندما نعجز عن خدمته فلا داعي لوجود نواب”.. صدقتي لا داعي لوجود البرلمان.. وفي داعي لوجود حكومة تراعي مصالح الشعب وتشعر بمُعاناته وتراعي حقه في الحياة.
التيار
المقولة الاصلية طبعا ليست اليوم خمر و غدا أمر. هي مقولة كفار قريش بعد ان دبروا مكيدتهم قرروا الاحتفال فقال قائلهم اليوم خمر و غدا نقتل أتباع محمد