المستشارية وحزب الأمة

المستشارية وحزب الأمة
الصادق المهدي الشريف
[email protected]
? في مؤتمر صحفي عقب إجتماع مجلس الشورى بالولاية أمس قال د. محمد مندور المهدي نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم ، (أنا من أنصار حوار مستشارية الأمن).
? وتحدث مندور عن عدد من القضايا السياسية مثل دارفور وانتخابات جنوب كردفان والترابي وال… وال…
? لكنّي أعتقد أنّ الرسالة الرئيسة التي اراد الرجل إيصالها عبر ذلك المؤتمر الصحفي هي :(أنا من أنصار حوار مستشارية الأمن).
? وهو بهذا يختار الجناح الذي سوف يسند إليه ظهره داخل المؤتمر الوطني وأجنحته المتصارعة…. ولكن.
? الفريق صلاح قوش المستشار الأمني للرئيس قال أنّ حوار المستشارية مع القوى السياسية مستمر رغم إنسحاب حزب الأمة القومي.
? ومن الوعلوم أنّ مشاركة حزب الأمن في حوار المستشارية كان قراراً أحادياً وتصرفاً منفرداً من الفريق صديق محمد إسماعيل، الأمين العام للحزب.
? ولم يستمر الحوار طويلاً… فقد إجتمع المكتب السياسي لحزب الامة وسحب مندوبي الحزب في حوار المستشارية.
? من العسير القول بأنّ إنسحاب حزب الأمة لن يؤثر على الحوار السياسي للمستشارية الأمنية… فهذا قولٌ مردودٌ على قائله… فانسحاب حزب الأمة قد يُسقط الحوار ارضاً.
? فعندما إنسحب حزب الأمة من التجمع الوطني المعارض، لم يلبث التجمع من بعده إلا قليلا وتفرق ايدي سبأ.
? والآن تطالب هيئة تحالف قوى المعارضة حزب الأمة بوضع جدول زمني لحواره مع المؤتمر الوطني… وإلا سوف تواصل الهيئة عملها دون الحزب بإعتباره ليس عضواً في التحالف!!!.
? لكن من ناحية عملية فإنّ التحالف لم يتخذ ايِّ خطوة في العمل المعارض… بل ينتظر أن يعود إليه حزب الأمة لِيُقوِّي من عوده بعد أن أوهنت الحركة الشعبية ذلك العود بمغادرتها الى الجنوب دون أن تقول (الوداع).
? حزب الأمة رقم كبير في الساحة السياسية السودانية، لا يمكن للحكومة أن تفاوض المعارضة من دونه… وقد إفتعلت الحكومة أكثر من مرة حواراً مع المعارضة دون وجود الحزب… ثُمّ عادت إليه بعد أن تبين لها صعوبة تجاهله.
? وبذات المنطق فإنّ المعارضة لا تستطيع أن تناهض الحكومة دون وجود حزب الأمة ضمن صفوفها… وإلا فماذا تنتظر؟؟؟ ولماذا تقف مكتوفة الأيدي وهي تهددُ كلّ يومٍ بإسقاط الحكومة؟؟؟.
? لكن في ذات الوقت الذي يظهر فيه الحزب بهذا المستوى بالنسبة للحكومة والمعارضة… فإنّه يبدو في حالة سيولة سياسية غير مبررة؟؟؟ وكأنّه لا يدري ايّ الطرق سوف يسلكها!؟… وكأنّما تقطعت به السبل.
? فالأمين العام يجرُّ الحزب جراً في إتجاه المؤتمر الوطني.
? والشباب يدفعون بالحزب في إتجاه المواجهة مع الحزب الحاكم.
? وبين هؤلاء وأولئك يقف الإمام الصادق، يُصدر تصريحاً صباحياً يرضي به هؤلاء (لا يمكن إسقاط الحكومة لانّ الجيش مؤدلج).
? وبالمساء يدلي بتصريحٍ يرضي به أولئك (سنقطع للمؤتمر الوطني تذكرة على التونسية).
? ورغم هذه الجهجهة… إلا أنّه حزبٌ رقم.
التيار
ما يزعج فى بعض المسئولين فى المؤتمر الوطنى أنهم لا يصبرون على تبيان مواقفهم حين تتقاطع سياسات الحزب مع أفعال جهة حكومية، فسرعان ما يميل رجل الحزب لرأي الحكومة ضاربا بسياسات الحزب الجدار الأسمنتى السميك غير آبه لما يحدث ذلك من دمار فى التجربة السياسية السودانية. د.مندور لم يوفق فى تصريحه بالوقوف مع المستشارية لعدة أسباب أدناه أنه ليس من إختصاصها كجهة رسمية تتطلع بالإستشارة الأمنية للسيد الرئيس وليس بالتفاهم والتفاوض والتصالح السياسى بين الأحزاب. المؤتمر الوطنى كحزب يقود حوارا سياسيا لصالح حكومته، يفترض فى نهايته أن تدخل الأحزاب فى تحالف مع المؤتمر الوطنى وليس مع الحكومة. إن التجربة السياسية لن تنضج إلا بوجود احزاب قوية تحكم أجهزة الحكومة التى يقوم عليها أعضاء الحزب، والمعلوم أن أجهزة الحكومة هي أداة لتنفيذ سياسة الحزب المعلنة فى الإنتخابات، ولن يكون مفيدا إذا استعصم الناس بقوة ذراع الحكومة طمعا أو رهبة أو خوفا. يقول قادة المؤتمر الوطنى أنهم يريدون بناء حزب قوى يثرى التجربة السياسية السودانية ويقويها ويدعم التنافس مع الأحزاب لتوليد قوى حزبية فاعلة، ولن يتحقق ذلك بإتخاذ مواقف تتناقض مع دعم هذا الخط، بل إضعافه والميل التام لتأييد أجسام رسمية تتغول على الحزب.
الفضل ما شهدت به الاعداء