اشهد أن لا امرأة..إلا أنت

*(علّموا أولادكم أن الأنثُى هِي الرّفيقة
هِي الوطن، هِي الحَيْاة..).
-جيفارا-
.. يقول شاعر أجنبي: ?ما لم تستطع جميع النساء أن تعطيه لك، امرأة واحدة تستطيعه?. وإلى هذا البيت الشعري عاد الكاتب الانجليزي كولن ويلسون في أحد كتبه محاولا تحليل مضمونه. وبرأي ويلسون فإن الشاعر لم يكن يقدم في هذا البيت موعظة في الولاء والإخلاص، وإنما كان ينطلق من تجربة شخصية. كان الشاعر واسمه لورانس ابن عامل في مناجم الفحم في نوتنجام، وأحد أفراد أسرة كبيرة. كان طفلاً مريضاً وحين أصبح مدرساً ساءت صحته أكثر، ثم قابل امرأة هي فريدا ويلكس ابنة بارون ألماني، شكلت نقطة حاسمة في حياته. يقال إن هذه المرأة كانت جميلة جداً وجذابة جداً، لكن لم يكن هذا السبب الوحيد الذي جعل هذه المرأة تغير مجرى حياة الرجل وتجعله أكثر بهجة، بل إن ثمة أسباباً أعمق وراء ذلك.كان ويلسون معنياً بالمعنى الحقيقي وراء كلمات الشاعر.
ما لم تستطع إعطاءه كل النساء، فإن امرأة واحدة تستطيعه?، ملاحظا أن لورانس يعني أن مائة امرأة يمكنهن إعطاء الرجل شيئاً ما، لكن ذلك الشيء الوحيد لا يغير الرجل، ولا يرفعه إلى مستوى جديد من الإيمان بنفسه، كما فعلت ?فريدا ويلكس? معه، مما يجعله يدرك أن السبب الحقيقي لشعوره هذا ليس ناجماً عن العلاقة الحميمة، وإنما ناجم عن أشياء أخرى كثيرة، يصعب أحياناً وصفها والإمساك بها، إنها تعاش فقط ولا توصف ولا تحدد. في شعر نزار قباني إلحاح على هذه الفكرة، فكرة المرأة الاستثنائية التي تفعل في الرجل ما لا تفعله الأخريات: “اشهد أن لا امرأة…..إلا أنت”.
لعل المعنى الكامن في معنى العبارة التي تتحدث عن قدرة امرأة بعينها على أن تغير الرجل، أو أن تغير فيه شيئا، وأن تحدث في شخصيته نقلة، فلا يعود هو نفسه الشخص الذي كان قبل أن يلتقيها، فتصبح نظرته للحياة أوسع وأكثر رحابة وتماسكاً وحيوية، ربما لأن هذه المرأة تمسك في ذات هذا الرجل بالمناطق الحساسة، في روحه وفي عاطفته وميوله، وقد لا تكون هذه المرأة هي بالضرورة أحسن النساء ولكنها أنسبهن.
ولكي لا يسأل أحد: وماذا عن الرجل؟ ولماذا الحديث فقط عن المرأة التي تعطي الرجل ما لا تستطيع الأخريات أن يعطينه إياه، ولماذا لا نتحدث عن الرجل الذي يستطيع أن يمنح المرأة ما لا يستطيع جميع الرجال أن يفعلوه. نسارع إلى القول إن ما يقال عن المرأة ينطبق تماماً على الرجل. ثمة رجل بين الرجال الكثر هو الأكثر مقدرة على أن يعطي المرأة ما هي في حاجة إليه، أو بتعبير أدق هو القادر على إحداث تلك النقلة في حياة المرأة، بمعنى أن يجعل منها شخصاً آخر: أكثر رهافة وحساسية تجاه الحياة وأكثر نضجاً وثقة في النفس.
أسوأ ما في الحياة هو أن يعيشها الناس كاملة من دون أن يعثروا، رجالاً كانوا أو نساءً، على القرين الذي يحدث لهم هذه النقلة، الذي يغير حياتهم أو يغير فيها شيئاً، القرين الذي يعطينا ما يعجز الآخرون من الرجال عن إعطائه للمرأة، والكثيرات من النساء عن إعطائه للرجل، وأجمل ما في الحياة أن تقودنا الأقدار إلى هذا القرين. ”
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ليس لي تعليق في مضمون الموضوع او محتواه
    ولكني اريد ان ابصر كاتب الموضوع اعلاه . بما انه له الملكة والقدرة في كتابة مواضيع بشتى الطرق يمكنه ان يختار اسم الموضوع بصيغة ثانية ولكن يمكن ان تكون بنفس المعنى المطلوب
    انا لست بعالم او متفقه ولكن من باب اولى ان نتجنب مطابقة كلماتنا العادية بكلمات مقدسة
    حتى لا نقع في الشبه محرف…

  2. عندما أقرأ لك أقرأ لأستفيد لأنه من الواضح أنك تقرأ كثيرا ونحنا هنا محرومون من قراءة كثير من الكتب العربية الجميلة الثرة من حيث المعنى و العمق وفي مقالاتك متنفس فإلى الأمام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..