غياب الدولة

تعليق سياسي/إبراهيم ميرغني
حذر مختار بابو نمر ناظر عموم قبائل المسيرية دينكا نقوك من التوغل داخل أراضي المسيرية في أبيي ،وقال إن الأيام الماضية شهدت خروقات وحوادث واشتباكات بين القبيلتين وهدد الناظر المتوغلين بملاقاة نفس المصير الذي فروا منه في جنوب السودان حسب خبر صحيفة التغيير عدد أمس . وهل نضيف جديداً إذا قلنا أن مثل التصريحات تثبت بما لا يدع مجالاً للشك غياب الدولة وحكم القانون والمؤسسات حيث ساد قانون الغاب في كل شئ وأصبحت بلادنا مطية التصريحات والاقطاعيات لكل نفوذه ولكل قراره ولكل منطقته يتحكم فيها كما يشاء.
وخلاف هذا التصريح الذي يؤجج النيران في منطقة هي أصلاً قنبلة قابلة للانفجار فأننا نرى ونسمع ما يجري في غرب البلاد تحت مظلة الدعم السريع على الصعيد العسكري. وما يجري في نيابة الثراء الحرام من تحلل على الصعيد الاقتصادي وما يجري من فساد باسم التجنيب،على الصعيد المالي وما يجري من ظلم وإهانة للمسحوقين باسم تطبيق القوانين.وهكذا يختلط الحابل بالنابل في سوداننا.والسبب واضح ومعروف فهذه حصيلة 25 عاماً من حكم الطفيلية التي فصلت جنوب السودان عن شماله وقسمت البلاد إلى قبائل وعنصريات وتنهب موارد البلاد لتبنيها قصوراً وأبراج هنا وأموالاً بالخارج.
إن حزب المؤتمر الوطني الذي ابتلع الدولة باسم التمكين،لم ينتج غير الفساد والإفساد وهذه الحروب المشتعلة في كل مكان .
وبعد كل هذا يودون أن يركب الناس معهم مركبهم الغارقة تحت اسم الحوار وهذه بضاعة فاسدة ويبقى المخرج المقاومة والنضال من أجل أن يعود السودان كما كان
الميدان



