طلاب دارفور.. رسالة من تحت الماء..!

يوسف الجلال

تُرى ما الذي يجبر مئات الطلاب، على تقديم استقالاتهم من الجامعة التي يدرسون بها، ما لم يكن هناك دافع كبير، حفّزهم وحرّضهم على فعل ذلك. وما الذي يجعل جموعاً غفيرة من الدراسين تغامر، بل وتخاطر بمستقبلها الأكاديمي، إذا لم يكن هناك مبرر، لمثل هذه الخطوة.؟!

هذا السؤال المستفز، طاف بذهني وحاصر تفكيري كلياً، وأنا أرى صور طلاب دارفور بجامعة بخت الرضا، وهم يهيمون بوجوههم في الطرقات، وهم يحملون أمتعتهم على ظهورهم، بعدما تقدموا باستقالات جماعية من الجامعة.

نعم حاصرني ذلك السؤال، ووجدت نفسي مشغولاً به، مع أن الكثرة الكاثرة من السودانيين مُنشغلة أو مُشْغلة ? حالياً ? بما يُشاع عن حوادث الاختطاف وتجارة الأعضاء البشرية، وعن حوادث الاختفاء الغامض، التي حازت اهتمام الناس، مع ان أغلبها لا يملك القدر المطلوب من المنطق..! وحينها سألت نفسي سؤالاً واحداً: ترى هل هناك من يمسك بخيوط هذا الإلهاء، أم أنها عادة السودانيين الذي ينجرون وراء السراب، حتى و إن تمظهر لهم، أو ثبت أنه محض تهيؤات..!

دعونا من ذلك، وتعالوا نسأل عن الدوافع التي تجعل المئات من الطلاب يتقدمون باستقالات جماعية ويقاطعون الدراسة، على الرغم من ما ينطوي على الخطوة من مخاطر، بما في ذلك احتمالية الحرمان من الدراسة في الجامعات الحكومية وربما الخاصة. ببساطة لأن من بيدهم السلطة علمونا أنهم أبرع الناس في تصفية الحسابات مع من يخالفونهم الرأي..!

أرجوكم أن تجيبوا على هذا السؤال، ولكن أرجوكم لا تحدثوني عن موقف سياسي، ولا تقولوا لي أن ذلك ناتج عن أجندة سياسية. لأن مثل هذا الحديث سيفضح قائليه، ولا سيما إذا كانوا من أهل السلطة، ذلك أن حالة الإجماع النادرة التي اتخذ بها طلاب دارفور موقفهم الاحتجاجي ذاك، لم تعرفها الممارسة السياسية أو الطلابية من قبل، بل أننا لم نشهدها في أي تنظيم أو تحالف سياسي. لان فكرة التشكيلات المتحالفة قائمة أصلاً على الاختلاف، ولا يجمع بينها سوى جامع الحد الأدنى..!

إذن، فعلينا أن نبحث عن سبب آخر..!

طبعاً، كلكم تعلمون أن التشكيلات السياسية والعسكرية في دارفور ليست على قلب رجل واحد. فهي تنطلق من مرجعيات متبانية، بل متنافرة في بعض الأحيان. ولذلك يصعُب على طلابها أو المتعاطفين معها من أبناء دارفور، بلورة موقف سياسي مشترك ومتحد على نحو ما رأيناه عند طلاب جامعة بخت الرضا..!

إذن، فعلينا أن نبحث عن سبب آخر..!

واذا صحّ أن هذا الموقف يعبِّر عن أجندات سياسية، فإن التشكيلات التي تقف وراءه قادرة على تكوين جبهة متحدة خارج قاعات الدراسة. وهو امر مستبعد وفقا للممارسة الحالية..!

إذن، فعلينا أن نبحث عن سبب آخر..!

وظني، أنه إذا ثبت أن استقالة طلاب دارفور هي رسالة سياسية، فإنهم بذلك قد استحقوا أفضل الأوسمة لأنهم سطروا أفضل المواقف، باحتجاجهم الراقي، في أزمنة الزيف والتعبير العنيف، خاصة أن بعضهم متهمون ? كما هو حال بعض طلاب التنظيمات الأخرى – بالضلوع في أحداث العنف قبل ذلك..!، ولكني مع ذلك لست ميالاً إلى ربط الموقف بالأجندات السياسية، فالموقف يبدو أكبر من ذلك.

أتُراهم، تعرضوا لتمييز انتقص منهم..؟! أخشى ذلك.

الصيحة

تعليق واحد

  1. اوجه رسالتي للزين يقودون السيارات الفارها للذين ينهبون من اموال الشعب ونحن علي درايه بذلك واعلم:
    لاهل الظلم والظالمين
    لاهل الفسق والفساد ذلك النظام الجاير والمتغزي من اموال الشعب الضعيف الواهن .
    ولاكن وعد الله حق فلا تغرنكم الدنيا بما فيها:
    ستذهبون كما ذهب الذين من قبلكم اي ورب الكعبه
    وستزهبون الا الجحيم .

  2. نعم يا يوسف الجلال السبب هو ما خلصت اليه انت في آخر المقال: انهم تعرضوا لتمييز، واي تمييز! لقد قال لهم وكيل الجامعة في قاعة الدرس “انتم عبيد” اي والله كهذا قالها، وكل ما يشكك في كلامنا فاليتحدث لهؤلاء الطلاب ويسمع قصصهم.. عندما تبلغ الامور الي هذا الحد تبقي الكرامة هي الاساس، فلا دراسة ولا شهادات اكاديمية ولا يحزنون. ويا طلاب دارفور ببخت الرضا لكم الله. لقد سجلتم موقفا تاريخيا مشرفا، وانتصرتم لكرامتكم ولقنتم وكيل الجامعة ومديرها والمؤسسة العنصرية الحاكمة في السودان ابلغ الدروس.

    لا تصالحْ!

    ..ولو منحوك الذهب

    أترى حين أفقأ عينيك

    ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

    هل ترى..؟

    هي أشياء لا تشترى..:

    لا تصالح على الدم.. حتى بدم!

    لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ

    أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟

    أقلب الغريب كقلب أخيك؟!

    أعيناه عينا أخيك؟!

    وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك

    بيدٍ سيفها أثْكَلك؟

    سيقولون:

    جئناك كي تحقن الدم..

    جئناك. كن -يا أمير- الحكم

    سيقولون:

    ها نحن أبناء عم.

    قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك

    واغرس السيفَ في جبهة الصحراء

    إلى أن يجيب العدم

    إنني كنت لك

    فارسًا،

    وأخًا،

    وأبًا،

    ومَلِك!

  3. اوجه رسالتي للزين يقودون السيارات الفارها للذين ينهبون من اموال الشعب ونحن علي درايه بذلك واعلم:
    لاهل الظلم والظالمين
    لاهل الفسق والفساد ذلك النظام الجاير والمتغزي من اموال الشعب الضعيف الواهن .
    ولاكن وعد الله حق فلا تغرنكم الدنيا بما فيها:
    ستذهبون كما ذهب الذين من قبلكم اي ورب الكعبه
    وستزهبون الا الجحيم .

  4. نعم يا يوسف الجلال السبب هو ما خلصت اليه انت في آخر المقال: انهم تعرضوا لتمييز، واي تمييز! لقد قال لهم وكيل الجامعة في قاعة الدرس “انتم عبيد” اي والله كهذا قالها، وكل ما يشكك في كلامنا فاليتحدث لهؤلاء الطلاب ويسمع قصصهم.. عندما تبلغ الامور الي هذا الحد تبقي الكرامة هي الاساس، فلا دراسة ولا شهادات اكاديمية ولا يحزنون. ويا طلاب دارفور ببخت الرضا لكم الله. لقد سجلتم موقفا تاريخيا مشرفا، وانتصرتم لكرامتكم ولقنتم وكيل الجامعة ومديرها والمؤسسة العنصرية الحاكمة في السودان ابلغ الدروس.

    لا تصالحْ!

    ..ولو منحوك الذهب

    أترى حين أفقأ عينيك

    ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

    هل ترى..؟

    هي أشياء لا تشترى..:

    لا تصالح على الدم.. حتى بدم!

    لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ

    أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟

    أقلب الغريب كقلب أخيك؟!

    أعيناه عينا أخيك؟!

    وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك

    بيدٍ سيفها أثْكَلك؟

    سيقولون:

    جئناك كي تحقن الدم..

    جئناك. كن -يا أمير- الحكم

    سيقولون:

    ها نحن أبناء عم.

    قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك

    واغرس السيفَ في جبهة الصحراء

    إلى أن يجيب العدم

    إنني كنت لك

    فارسًا،

    وأخًا،

    وأبًا،

    ومَلِك!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..