ياسر عرمان: حِينما يرْحلُ إدوارد لينو أبيي يتوقّف الكلام

قبل ساعتين او مايزيد قليلاً، رحل بالهند أخي وصديقي ورفيقي ونسيبي والمناضل الكبير إدوارد لينو أبيي، وإدوارد من المؤسسين للحركة الشعبية لتحرير السودان ومن القلائل الذين عملوا في كافة ميادين العمل النضالي للحركة الشعبية، وكان من المؤسسين لمكتب الحركة الشعبية في الداخل ابان الثمانينيات وانضم بعدها لجناحها المسلح في العام 1987.وعمل في مكاتبها الخارجية في امريكا والمانيا ومصر وغيرها.
ويكفي انه هو الذي اتصل بالسفير الاثيوبي في الخرطوم ( اسماعيل حسن) مع الراحل القائد اروك طون أروك ، لتقوم الحكومة الاثيوبية بارسال طائرة هيلكوبتر الى منطقة( تيرقل) في الحدود الاثيوبية السودانية في مايو 1983 لتقل الدكتور جون قرنق ديمبيور من الحدود الاثيوبية الى داخل اثيوبا لمواصلة تأسيس الحركة الشعبية في بداياتها.
الكثيرون سيفتقدون إدوارد لينو وسيفتقدون الملكات العديدة التي يمتلكها ، ورحيل ادوارد لينو محزناً ومؤلماً ويصعب الحديث عنه الآن.
تعازيّ الحارة للأسرة والاهل والاصدقاء والرفاق.
عزاءً أهل أبييّ‘ وكلّ من عرف إدوارد لينو أبيي فقد ترجل قائد عظيم. تعرفت عليه في جامعة الخرطوم وسكنا سويأ في داخلية السوباط وكان من أطيب من عرفت. يتميز دائماً بإبتسامة مرىسومة على وجهه الصبوح.تفرقت بيننا السبل ولم أره منذ زمن طويل وعرفت أنه وهب نفسه ومعارفه للبلد ولما رايت صورته الباكية عندما عاد للسودان يتوشح دموع الفرح لم أشعر إلا بمبادلته الدموع ,انا أتوشح الغربة. عرفت في حياتي كثيراٌ من الناس ‘منهم من رحل إلى مولاه ومنهم من ينتظر وكان عزائي أنني التقي بعضهم عندما أحط رحالي في السودان واسأل عن مارك مجاك أبييّ زميل الدراسة الذي فقد روحه وهو في رحلة بحثية إلى أبييّ لتكملة الدكتوراة بجامعة لندن مبعوثاً من جامعة الخرطوم‘ ولم يك يحمل إلا مسجلاً ظنّ قاتلوه أنه لا يستحق حتى أن يحمل ذلك فدفع روحه وسنوات عمره القصيرة وأماله في العمل بجامعة الخرطوم. ما ذكرت مارك إلا وجأت سيرة إدوارد لينو أبييّ الذي رحل اليوم ولم نلتقي في ما مضي من أعمارنا منذ أيام الطلب وأسال له من أتى به لهذه الدنيا أن يتقبله قبولاً طيباً وأشهد له أنه كان طيب المعشر ودوداً محباً للسودان.