حالة ارباك ..!!

نبض المجالس
هاشم عبد الفتاح
اربكت اللجنة العليا للطواري الصحية بقرارها الصادم والمباغت موازين وحسابات الاسر السودانية قبل ان تحدث خللا وتباينا وتضاربا في المواقف والمعلومات داخل مكونات حكومة الانتقال ..!!
ففي الوقت الذي كانت (تطبخ) فيه اللجنة العليا حيثيات ومبررات قرارها (الازمة) , كان اطفال المدارس يتهيأون لامتحانات واختبارات الانتقال السنوية وتحاول اسرهم القفز فوق حواجز النفس وتعقيدات (المعيشة) وتناسي حالة الارباك والاضطراب التي لازمت هذا العام الدراسي ..!!
اما على صعيد التعليم العالي فقد كانت الخطى تمضي مسرعة لجهة تحريك (سكون الجامعات) , لتفتح ابوابها المغلقة بعد ان تراكمت اكثر من ثلاثة دفعات من الطلاب (البرالمة) داخل قاعات المحاضرات وهى تحاول (العبور المستحيل) الى مراحلها الجامعية النهائية ولهذا تعطلت (كرنفالات التخريج ) بكل الجامعات السودانية ربما لسنوات وشهور عديدة بسبب تداعيات لعنة(كرونا) وبؤس الاوضاع الاقتصادية (وكوابيس) فترة الانتقال ..!!
ربما لم تعلم اللجنة العليا للطواريء الصحية قبل ان تخرج للراي العام السوداني بقرارها الصادم هذا ,ان العديد من طلاب الجامعات في ولاياتهم واريافهم البعيدة, حزموا حقائب السفر, ويمموا وجه الخرطوم بعد انقضاء عطلة عيد الفطر المبارك في رحلة محفوفة بتقلبات السياسة وضائقة المعيشة في محاولة للحاق بدراستهم الجامعية والتي تواجه مصيرا مجهولا ..!!
ولكن وقبل ان يجلس هؤلاء الطلاب داخل قاعاتهم الدراسية , كانت الحسرة على وجوههم تبدو بارزة .. فتكرر سيناريو (الاغلاق) , بامر من لجنة الطواري فتوقفت الجامعات (حائرة) وهى تلعن (كرونا) ..
نحن نقدر تماما تلك التبريرات والسيناريوهات (المخيفة) والمقلقة التي استندت عليها اللجنة العليا للطواريء الصحية حال استمر الوضع كما هو عليه بالجامعات والمدارس وصالات الافراح ودور العبادة دون اتخاذ كامل الاحترازات والتحوطات الصحية خصوصا ان هذه اللجنة تخشى (سيناريو الهند) ,و لكننا يجب الا نغفل او نتجاهل تلك الحالة النفسية السيئة التي يمكن ان تترتب على قرار (الاغلاق) لفترة شهر ..!! فكان لابد من جرعة (توعوية) وتنويرية بالمخاطر المتوقعة ..!!
وكثيرون هم اؤليك الذين يعتقدون ان هذا القرار والصادر من اللجنة العليا للطواريء الصحية لا يخلو من (عمق او بعد سياسي) حتى لو اننا اقتنعنا تماما بهذه التبريرات , لكن الحقيقة التي يجب الاشارة اليها او التوقف عندها بتامل وتدبر وهى ان هذه اللجنة ربما لاول مرة تخرج للعامة بقرار مزدوج تتخطى فيه حدود (التوصية) للجهات المعنية الى مرحلة اصدار القرار المباشر باغلاق هذه المؤسسات ..فهل يعني ذلك ان حجم القلق والمخاوف التي تتحسسها وتعلم حيقتها هذه اللجنة هو الذي دعاها لاتخاذ قرارها بشكل مباشر ؟ !!