أدلة أبو عيسى

أدلة أبو عيسى
عبد الحفيظ مريود
* حوار الزميل علاء الدين محمود مع القيادي فاروق أبو عيسى قدم نافذة جديدة للأدلة على بؤس الأحزاب، كنت أزعم هنا في هذه الزاوية، مرتين ثلاثة، زعما جارحاً، مفاده أن انتظار الأحزاب، مثل ( انتظار جودو) للكاتب المسرحي الفذ صمويل بيكيت، والأدلة التي وفرها أبو عيسى كفيلة بتعضيد هذا الزعم. ذلك أن جملة ما قدمه أبو عيسى يضع قادة الأحزاب في جهة، والجماهير في جهة. ويكشف عن (ديكتاتورية الزعيم)، فأبوعيسى (يعرف الدور القابض داخل أحزابنا للقيادات، وعندما يقرر المكتب السياسي وقيادة الحزب أمراً يصعب على القواعد تغييره أو الاعتراض، يمكن لأن الديمقراطية عندنا محكومة والتداخل الطائفي مع الأحزاب وهناك حقيقة حسابات أخرى كثيرة).
* وحول (ديكتاتورية الزعيم) وسلطته القابضة، حتى على المكاتب السياسية للأحزاب، تكشف الصحف يومياً في حوارات وأخبار أنه ربما حتى بعض أعضاء المكاتب السياسية يتلقى أخبار الحزب من (خارج) كأي مواطن عادي مثلي، وليس أدل على ذلك من حوارات د.آدم موسى مادب، واعتراضاته على السيد الإمام، حكيم الأمة، الصادق المهدي، التي دفعت به إلى الاستقالة من (نائب رئيس الحزب)، واعتراضاته على عدم شرعية ترشُّح الإمام لرئاسة الجمهورية، التي انسحب منها.
إلى ذلك، فالأخبار هنا وهناك عن الاتحادي الأصل تكشف عن غموض المواقف فيما يتصل بالعديد من القضايا الملحّة بين قيادة الحزب والمكتب السياسي وبقية الأجهزة.
* أبو عيسى يعلل ذلك بإن ( الديمقراطية عندنا محكومة)..وهذا كلام ممتاز.
* فما هي مجموعة (الأنظمة) التي تحكم الديمقراطية عندنا؟ والسؤال المترتب على ذلك، استمراراً في استحصال النتائج هل تصبح (ديمقراطيتنا) هذه مطابقة للمعايير الدولية) أم لا؟ ذلك أنه في حين السماح (لديمقراطيتنا) الداخلية في الأحزاب_ كما وصفها أبو عيسى_ لها بأن “تشذ، وتخالف” (المعايير الدولية) بإزاء التشدد القريب من الهوس بأن الانتخابات التي جرت مخالفة للمعايير الدولية نوع من الكيل بمكيالين، ونوع من الهرطقة، فلن تنتج ( الديمقراطية الداخلية) المختلة إلا انتخابات مختلة ولا شنو؟ حتى ولو شاركت فيها ذات الأحزاب التي تعيبها الآن، وذلك ببساطة بسبب (ديكتاتورية الزعيم).
* ويمضي أبو عيسى_ أعانه الله_ في تقديم الأدلة، فبعض الأحزاب أخذت تصريحات د. نافع وقادة المؤتمر الوطني على أنها تهريج، وليس من سبب يدعو سياسياً حصيفاً لأخذ تصريحات الحزب المنافس له، خاصة إذا كنت ترى فيه ( قبضة شمولية غليظة) على أنها تهريج، كما لو أن د. نافع يلاعبك الورق على طاولة نادي الأمل عطبرة. وكان يجدر بالأحزاب كما قال أبو عيسى أن تأخذ تصريحات خصمها مأخذاً جدياً، وهو دليل آخر على (سفه الأحزاب)، فالمسألة ليست لعبة ( والجماهير ليست بهائم)، كما قال أبو عيسى بعظمة لسانه.
* الدليل الثالث، ضمن أدلة أبو عيسى ( الجنائية) هي اكتشاف تجمع جوبا للحركة الشعبية، فأبو عيسى يقول:”نريد أن نلزمهم في الحركة الشعبية باتفاقاتهم السابقة معنا، نحن تعاهدنا وتواثقنا من أجل الوحدة على أسس جديدة، تحدثنا عن سودان جديد، لم نتحدث عن انفصال أبداً، ونحن ناضلنا سوياً، وحملنا السلاح معاً من أجل سودان جديد، فإذا كانوا هم الآن يعملون من أجل سودانين فسنراجع موقفنا، ثم إن السودان ليس هو المؤتمر الوطني”.
*ستراجع الأحزاب ( دون ذكر تاريخ محدد لهذه المراجعة) موقفها من الحركة الشعبية التي (باعت) اتفاقات سابقة مع التجمع الوطني الديمقراطي، انطلاقاً من مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية 1995م ثم سنوات النضال و(حمل السلاح) وإلى الآن، ما تزال الحركة الشعبية (تملآ) التجمع الوطني، أو أحزاب جوبا، أو تجمع قوى المعارضة،( تمادياً في نقض المواثيق والعهود) على رأي أبيل الير. ومع ذلك (س) نراجع موقفنا، و( السين) هذه للتسويف، لم تكتشف الأحزاب المسكينة، أنه تم (بيعها) ابتداء من ذهاب الحركة الشعبية منفردة إلى نيفاشا، ورفضها قبول التجمع حتى بمقعد (مراقب).
* البؤس الحزبي، هذا الذي يقدم أبو عيسى الأدلة عليه، هو الذي يجعل (الجماهير) تفر من الأحزاب، فرار الصحيح من الأجرب، وتقبع هذه الأحزاب في (الصالونات) عالية التكييف، تتحدث عن المجتمع المدني، والنقابات ودورها في الثورة القادمة..
* القبر الذي تحدث عنه د. نافع، هل هو حقيقي، سيد أبو عيسى أم مجازي؟ تحياتنا القلبية الصادقة من دارفور حزب الأمة التقليدية.
صحيفة الحقيقة