أخبار السودان

في سيرة “بهاء الدين محمد إدريس” اتهامات وعتمة انقشعت.. ولو بعد حين 2 ? 3

الخرطوم ? زهرة عكاشة
تنبت الأرض الأزهار ثم بعد حين من الدهر تقبرها، هي سنة ماضية فينا واللهم لا اعتراض على قضائك، لكن علينا أن نتأمل ذلك، فهناك الرجال الأفذاذ، وهم قليل ممن قبرتهم الأرض ولكن آثارهم باقية لا تموت.. والدكتور بهاء محمد إدريس من أولئك الأفذاذ الأشاوس الذين أفنوا حياتهم خدمة لهذا الوطن الحبيب لا يبتغي حمداً ولا شكورا.. ولد عفيفاً ومات شريفاً تشهد له الأرض والجبال والديان، عزة نفسه ونقاء سريرته وصفاء قلبه وإخلاصه اللا محدود، لم يهب الموت ولم تهزه الأقاويل حتى أنه قال ذات ضيق: “سأقدم مرافعتي أمام الله سبحانه وتعالى لأنه وحده جل وعلا له الحق في محاسبتي، ومن يريد أن يعرف تاريخي أمامه منجزاتي العلمية التي أحسبها قليلة جداً على هذا الوطن”.
طائرات هيسكوريسكي
إحدى التهم الموجهة لبهاء الدين صفقة الطائرات الألمانية التي اتفق الرئيس على شرائها من الشركة في إحدى زيارته، يقول عبدالعظيم: “فوض الرئيس د. بهاء بإتمام الصفقة مع شركة ألمانية لشراء (5) طائرات هيسكوريسكي اتفق عليها الرئيس لما كان برفقة وفد عسكري ومختصين، وعند وصول الطائرات إلى ميناء بورتسودان اكتشفوا أنها تخالف المواصفات المتفق عليها، وأخطر الرئيس بذلك، ووجه باستخدامها في رش وقاية النباتات.. المسؤولون في وقاية النباتات أفادوا بأنها لا تصلح لذلك الأمر، عندها كلف الرئيس د. بهاء بتحرير خطابات لوزارة المالية وبنك السودان ووزارة الدفاع لإلغاء هذه الصفقة، وقد كان”. وأضاف: كنت قبل اعتقالي أصور تلك المستندات أبعث له بنسخة في الخفاء وللاتهام بأخرى، وكان ذلك بناءً على طلب من الدكتور بعثه في رسالة عبر ابنته ولاء التي كنت أقابلها سراً في شارع (15)، ولما اعتقلت وطلبت المحكمة إحضار أصل التفويضات حتى تعتمد الأصل، طلب د. بهاء من المحكمة أن أذهب مع سفيان من مكتب النائب العام لآتي بأصل التفويضات لكننا لم نجدها، اختفت من الملفات، ونعلم من فعل ذلك”. واستدرك قائلاً: “المهم في الأمر أن تلك الطائرات لا تزال موجودة في القاعدة الجوية بوادي سيدنا، ولم يدفع السودان ثمنها حتى الآن، لأنها ليست مطابقة للمواصفات وأبلغت الشركة بذلك، بحسب عثمان السيد وصلاح أبو النجا من بنك السودان، وقالا في نظام البنك أي (كمبيالة) يمر عليها (11) سنة تسقط وتصبح ديناً هاكاً، وأيام محاكمة د. بهاء لم يتبق منها سوى سبعة أشهر فقط، ولم تكلف تلك الصفقة السودان سوى قيمة ترحيل الطائرات لشركة سودان لاين”.
وتابع: “لم يكن د. بهاء عدائياً ولا يحب معاداة أحد، هادئ ذكي يعمل في صمت ولا يحب الظهور في وسائل الإعلام رغم أناقته الفائقة، إلا عند الضرورة، وقت اعتماد أوراق السفراء أو عند استقبال أحد الضيوف أو عند تلاوة مراسم منح الأوسمة، لأنها مهامه ولابد من القيام بها”.
انضباط مخجل
أما عبد العظيم محمد عثمان المسؤول الأمني السابق للدكتور بهاء الدين، يصفه بابن السودان البار ويحمل وساماً بذلك، وبحكم عمله كمسؤول أمني كان يعرف الرجل عن قرب وعلى مدى ثلاث سنوات متصلة من التعايش والملازمة اليومية التي تبدأ عند الثامنة صباحاً حتى ما بعد منتصف الليل، يقول: “إن د. بهاء يحمل من التذهيب والانضباط ما يخجلك، كنت ضمن طاقم مكتبه، وكان هو المايسترو الذي يقود هذا التيم في أخطر وأهم مكتب برئاسة الجمهورية في قصر الشعب، منذ تعييني لم ينقطع عن العمل، ولم يتوقف لعطلات ولا مناسبات رسمية ولا أيام جمع وأذكر عند وفاة والدته حضر للمكتب بعد (5) ساعات من تلقي العزاء”.
إشاعات
ليل العتمة لابد أن ينقشع ليكشف المستور، ففي بداية حكم الإنقاذ كونت لجنة ترأسها ذوالنون عبدالنبي أحمد رئيس المؤسسة العقارية للتحقيق في مخالفات فندق قصر الصداقة، الذي اتهم فيها بهاء الدين بالسماح للكوريين باستخدام الفندق بصفة خاصة، وكشفت أن د. بهاء تعامل مع الموضوع بمهنية عالية عندما أرادت الشركة الكورية تنفيذ مشروع، ولم يكن للسودان إمكانية دفع الـ (25%) من قيمة التكلفة الكلية التي تدفعها الدولة المستفيدة، فسمح لهم بالإقامة في الفندق مقابل ذلك. وقال عثمان: “طبعاً لم يظهر الموضوع وقتها بهذه الصيغة لأنهم لا يريدون ذلك”. وتابع: “إنها محض إشاعات مغرضة أريد بها باطل، أطلقها الإسلاميون لتشويه سيرته، حتى أن الشاهد الذي أحضره الاتهام في المحكمة اتضح أنه مختل عقلياً”. ولفت أن د. بهاء عندما أراد شراء سيارة خاصة له، كانت بالتقسيط من شركة السهم الذهبي، وتوريدات بنك الشعب التعاوني للمبالغ المدفوعة لهذا الغرض تشهد على ذلك، فإذا كان فعلاً مسترتن برسينت لاشتراها كاش، وأذكر عند اجتماع الرئيس بمجموعة من قادة القوات المسلحة بنادي الضباط، ونعتوا بهاء الدين بأسوأ النعوت قال لهم “أنا لا أريد كلاماً بل دليلاً يؤكد صدق الحديث”.
لكن ما راج من إشاعات وأقاويل في حق د. بهاء لم يمر مرور الكرام على أسرته، فقد تأثرت به كثيراً، لكنه لم يحرك شيئاً في نفس الدكتور، هذا ما أكدته نادية حينما قالت: “الإشاعات ووصمه بالعميل من خلال المقولة الشهرية (مستر تن برسينت) إثارة حنقة إخوته وغضبهم، وتأزموا كثيراً رغم علمنا بأنها السياسة، وأن ما حدث إحدى ألاعيبها القذرة، وبعكسنا تماماً كان موقفه، رغم المطاعنات والملاسنات كان صابراً صامداً لأنه يعلم نقاء يده وصفاء نيته.

اليوم التالي

‫5 تعليقات

  1. فعلا كان صامتا عمله وبس عملت فترة في القصر الجمهوري مع اللواء محمد عبد القادر والاستاذهاشم مكاوي في تكوين جهاز التفتيش الاداري كان له موظف نعم الموظف يتقن عمله تماما يسمى (عثمان عبده ) طيب الاخلاق كريم الخصال لكن سيادة الوزير كان السلام لايتكرم به علينا رغم مروره بمكتبنا لكن المسامح كريم كسودانيين فقد افترقنا كلا في حاله والشهادة لله كان مالي مركزو ومنصبو بس كاشي من الناس ويتعامل بكبرياء

  2. جزاك الله خيراً في ما ذكرته عن دكتور بهاء الدين ومحاسنه أظهرت مساؤي غيره ومشكلتنا كشعب أننا نكيل الإتهامات جزافاً دون التحقق من صحتها بدءا من الفريق عبود والمشير جعفر نميري وخلافهما وكلما تشرق شمس نرى العجب العجاب في شخصية من إتهمناهم من وطنية وأمانة

  3. وماذا عن كشفه للامتحان للطالبة في كلية العلوم عندما كان محاضرا بالجامعة؟ اهذه فرية ايضا نريد ان نعلم؟ هذا الخبر ورد في مصادر بعيدة عن المزايدات الساسية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..