جمعية الخطوة…. تعلم الناس الخير

بدعوة كريمة من السيدة الفاضلة الأستاذة نجوى خليفة، رئيسة جمعية الخطوة لخدمة الأطفال ذوي الإعاقة، تشرفت مع مجموعة متميزة، من العاملين والعاملات في مجال العمل الخيري، بحضور دورة تدريبية تحت عنوان تنمية الموارد المالية بالجمعيات الخيرية خلال الفترة من 17- 19 فبراير، 2015، بمعدل أريع ساعات في اليوم من الخامسة إلى التاسعة مساءً، بمقر الجمعية بالرياض،. وقد قدم الدورة المدرب السعودي المعروف سعادة الدكتور عبد الرحمن الشتوي، المحاضر والمدرب والمتخصص في مجال الإدارة العامة وبناء وإعداد القيادات المستقبلية وعضو في أكثر من مجلس إدارة ولجنة مختصة وهو فوق هذا وذاك رجل حباه الله بقدر من خفة الروح والقدرة على إيصال المعلومة بطريقة جذابة وحديثة مستخدماً آخر ما توصلت إليه تقنية المعلومات من وسائل إيضاح.
إنّ من يقرأ عنوان الدورة يظن، للوهلة الأولي، أن المحاضر سيشرح كيف نستجدي الجهات المتبرعة حتى تقدم لنا الدعم المالي، ولكنه سيكتشف أن الأمر قد أصبح علماً تفرد له الكتب ويدرس على أعلى المستويات العلمية! لقد تبين لنا أن جمع التبرعات هو صناعة وفن واستثمار بكل ما تحمل هذه الكلمات من معاني؛ ذلك لأن ما تتحصل عليه الجمعية الخيرية من تبرعات يجب أن يكون نتيجة لممارسات فعلية ومدروسة تقوم بها الجمعية المعنية. وهذا الأمر يعني أن تكون أساليب جمع التبرعات ذات محتوى مقنع من حيث المعلومات التي يتضمنها ويمكن أن ينبني عليها قرار المتبرع ومقدار تبرعه. ولهذا، لابد أن تتصف تلك المعلومات بالمصداقية والصحة وتثير قدراً من الوعي بضرورة التبرع من خلال التميز في الأهداف وطريقة العمل الخيري وجودته ومدى احتراف العاملين فيه؛ حتى يستطيعوا إشباع رغبات العميل وهو المتبرع في هذه الحالة. بمعنى آخر، يجب أن يكون عمل الجمعية في بيئة منظمة مثلما هو الحال بالنسبة لجمعية الخطوة التي نظمت هذه الدورة النافعة التي أفدنا منها أيما فائدة؛ لأنها قد فتحت أمامنا آفاقاً جديدة للعلم الذي بنفع الناس ويقدم لهم ما يحتاجون من ضروريات قد لا يكون في مقدورهم الحصول عليها بجهدهم الذاتي. وقد اشتملت الدورة على محاور عديدة منها مفهوم جمع التبرعات الذي هو عملية إستراتيجية تهدف إلى جلب الأموال اللازمة لتحقيق أهداف خيرية من خلال مزيج من الأنشطة والبرامج وهي لذلك عملية ذات متغيرات كثيرة وتقوم على خطوات هادفة أو هي باختصار عملية خيرية مرتبطة بالبيئة الخارجية للمنظمة. بشكل عام، تهدف هذه العملية المدروسة إلى جلب واستدامة التبرعات التي يتوقع أن تكون كافية لخدمة أغراض الجمعية وأهدافها من أجل تقديم الخدمة المطلوبة للمستفيدين. ومن هنا تنبع أهمية تحويل الأنشطة الخيرية إلى منتجات محددة الأسعار والقيم حتى أعرضها على المتبرع بشكل مقنع ومرضي له انطلاقاً من أهداف المنظمة وتحقيقاً لأهداف المتبرع بأساليب احترافية غاية في الدقة والشفافية دون تغيير في أهداف المنظمة. من ناحية أخرى، هنالك الآن اتجاهات حديثة في جمع التبرعات تتطلب الموازنة بين النخبة (كبار المتبرعين) والأفراد وذلك من أجل تنويع مصادر التبرع ونشر الوعي بأهمية التبرع والمحافظة على المتبرعين من خلال تنمية الانتماء والولاء لدى لمتبرع عبر سلسلة من الخطوات تتمثل في المعرفة والقناعة ومن ثم التبرع وتكراره واستدامته بقدر المستطاع. وعموماً يجب على الجمعية أو المنظمة الخيرية أن تكون ملتزمة بالنظام العام وتقوم بتقديم خدماتها إلى من يستحقونها دون عناء أو تمييز بينهم، كما ينبغي عليها أن ترسم صورة ذهنية حقيقة عن نفسها من خلال سمعة واقعية عن طريق جودة العمل الخيري والاحتراف والتخصص وبصرف الأموال أو التبرعات من أجل الغرض الذي جمعت له.
في واقع الأمر، إن جمعية الخطوة هي خطوة عملاقة في مجال العمل الخيري لأنها تسد ثغرة ربما تعجز عنها جهات كثيرة ولكنها قد تمكنت من إثبات وجودها وفعاليتها بفضل الله ومن ثم بالجهود المخلصة التي تبذلها إدارة الجمعية وطاقمها بكل تفان وإخلاص منقطع النظير فكما علمت فهي تقدم خدمات متنوعة ومستمرة لما يزيد عن سبعمائة طفل معاق ولله الحم والمنة؛ ولذلك نسأل الله أن يكلل مساعيهم بالنجاح ويجعل هذا العمل العظيم خالصاً لوجهه الكريم. جدير بالذكر، أن هذه الجمعية تقدم خدماتها للأطفال ذوي الإعاقة مجاناً كما يشمل نشطاها المشاركة في الفعاليات التي تتعلق بهذه الفئة من الأطفال بالتعاون مع بعض الجهات الخيرية العاملة في هذا المجال. وفي الختام، أقول لقد أدهشتني دقة التنظيم وحسن الاستقبال والضيافة وأناقة المحل ورونقه ولذلك لا غرو إذا قلت إن جمعية الخطوة تعلم الناس الخير وأي خير أكثر من جمع المال لخدمة ذوي الحاجة يا ترى؟