(العضة) وشبح التحصيل الإلكترونى

من القضايا ما يتم تأجيل تناولنا لها تحت إلحاح بعض القضايا الملحة التى لا تقبل التأجيل ومما قمت بتأجيله مؤقتاً ما أتى به وزير المالية من مصطلح غريب على القاموس الصحفى وقد ورد المصطلح فى سياق عبارة وزير المالية بدر الدين محمود:( الدولة العميقة تقاوم مشروع التحصيل الالكترونى ) ومفهوم الدولة العميقة يقوم على أساس ان تكوين النظام السياسى الذى يتعمق فى مؤسسات الدولة المختلفة وهذا التعمق يمنح بدوره تلك المؤسسات مقاومة طبيعية ضد اى تغيير محتمل ..وكل هذه الفلسفة جرنا إليها مصطلح الدولة العميقة الذى أتى به وزير المالية فى سياق الترويج الذى تقوده الدولة هذه الأيام للتحصيل الإلكترونى , ولأن الشىء بالشىء يذكر نورد هنا حديث النائب الأول لرئيس الجمهورية الذى إستعان بالقاموس الشعبى مستعيراً مصطلح (العضة) وهى تعنى الاكل او الوجبة تحديداً وقد أوردها النائب الأول فى سياق سخريته أو ربما اشفاقاً على المتضررين من توقف العمل بأورنيك (15).. وبعيداً عن عمق دولة وزير المالية وعضة النائب الأول يبرز سؤال وجيه:ما الذى يمنع العضة فى ظل التحصيل الإلكترونى ؟ فبإمكان أى مسؤول المماطلة أو (الجرجرة) وما بين القوسين مجاراة للغة النائب الأول وتشجيعاً للقاموس الشعبى حبًا للوطنى (ليس الوطنى الحزب الحاكم.. والعياذ بالله)بل المنتج الوطنى..(وبنحب من بلدنا ما بره البلد) والجرجرة هذى كارت طغط على طالب الخدمة حتى يدفع الجزية صاغراً, وتحضرنى طرفة الرجل الذى استوقفه رجل المرور وطفق يجرجره دون أن يصرح برغبته فى (تسهيلات) ففهمها الرجل وقام بإلقاء ورقة نقدية فئة الخمس جنيهات على الأرض وقال مخاطباً رجل المرور: يا جنابو الخمسة دى وقعت منك,فأجابه رجل المرور بسرعة بديهة لا تخلو من المكر:أبداً ..أنا وقعت منى عشرة جنيه, والأمثلة والحيل التى قد تتفتق عنها عقلية الفاسدين كثيرة ولا حول ولا قوة للتحصيل الإلكترونى لدحرها,فصحيح ان التحصيل إلكترونى لكن الرشوة او (التسهيلات )كاش ( داون ) ودفع مقدم لا يحتمل التأجيل حتى لا تكون عرضة (للجرجرة) , إذًاً يمكن القول بأن التحصيل الإلكترونى مجرد (تحصيل حاصل) ولا يحتاج لدولة وزير المالية العميقة لمقاومتها فالمقاومة تبدأ من السطح ..يقودها مسؤولو الدواوين الحكومية ومن يقومون على أمر الوزارات والمؤسسات الخدمية وفى الذاكرة طرفة المسؤول الذى لا يقضى الإجراءات الرسمية إلا بعد دفع المعلوم وفق تاكتيك معين أو بالإستعانة بوسيط يعمل معه فى ذات المؤسسة , ولقلة خبرة الرجلين فى مثل هكذا أمور ولعدم معرفتهم بأى من منسوبى المؤسسة المعنية قررا مواجهة المسؤول ونفحه المقابل ففضل أحدهما عدم الذهاب للرجل ومواجهته وكلف رفيقه بالقيام نيابة عنه بدفع ما يليه وبالفعل تشجع الرجل ووصل المؤسسة المعنية ودخل إلى مكتب المسؤول الذى لم يكن مستعداً لمقابلة احد فسأله :ماذا تريد ؟ فأجابه نريد تصاديق ل….أنا وصاحبى ..فلان ملقياً بأحد المبلغين على مكتب المسؤول,ففاجأه المسؤول بالسؤال:ده شنو؟ فرد الرجل ده حق صاحبى فسأله المسؤول مبتسماً: و(إنت حقك وينو)!! تقولى شنو.. وتقولى منو… وتقولى تحصيل إلكترونى يوقف العضة!
[email][email protected][/email]
خربانة من فوق ديل اسماك صير فقط عليكم بى الحيتان00000
خربانة من فوق ديل اسماك صير فقط عليكم بى الحيتان00000