مركز شباب كوستي.. واغلى الذكريات

قضينا في مركز  شباب  كوستي مطلع الثمانينيات. أجمل  الأيام  وابهاها  بحديقته  الواسعة  ذات  النجيل  الأخضر  والتي  يشذبها  العم  شكر الله عبدالله. يهتم  بها  كأنها  روحه. شديد  البراعة  والنظام. وكان  المدير  عبدالرحمن  أبو حس صديق  للجميع  باناقته  البائنة وإدارته للعمل  كمايسترو لموسيقى  بتهوفن
لا أعتقد  أحدنا  ينسي  تلك  الأيام  البهيجة. عبدالرحيم. السر.قرشي. والزين أبوبكر.
نجوي النقر. محاسن الرشيد. العافية على مجوب. سكينه. نعمات. وفاطمة  رمضان. وهندية.
تمر  الأيام  سارة  ومحزنة  أحيانا  وعلي  الناير …. قائد  الأسطول اللاندروفر… يتعامل  بحنكة. نسمع  نقاط  الشهد  وهي  تتجمع. نحس  بطعم الحياة  وعصارة  الأيام. كنا أسرة  واحدة : محمد زايد. أمام. وفايزة  فضل. مني بشير  وعماد  البكري. الشجر  الأخضر  المزروع  بعناية. الاقتصاد  المنزلي حيث  الوجبات  الطاعمة والمتبلة  والسمك  البياض. التفصيل والخياطة  صناعة الجلود. البناء والنجارة وروضة  الأطفال. كنا  نحس أن الدنيا  هكذا  هنيه بهية  وان لافراق يعقب  ذلك  الإنس  الشجي. كان  طعم  الزمان في تلك الأيام  حلوا  ومفعما  بالاريج العطر. كنا نحس  بالحرية  والانطلاق  والثقة  وعزة  النفس  والكبرياء. ورشة  النجارة. البناء. صناعة  الجلود. والحدادة  خرجت طلاب  ملء  السمع  والبصر. نذهب للرحلات  علي  شاطيء النيل الأبيض. تحفنا النفحات الحافلة بالشجن. يتحدث ابوحس عن  التضامن وبذل  الجهد في العمل. ترد  عليه  نجوي  بضحكة  تعادل  الدنيا  وما فيها  وتغني  محاسن  انا مالي  بيه. تدور  الأيام صافية كما  حنين  القماري  لصغارها  .لاملل  هناك  ولازهج. وأنا  استعيد ذكريات  أيام  الشباب تسمع  صوت  عبدالرحيم  أزرق  ياحلاة  زوزو. …الله  فوق  زوزو. قرشي  يحمد الله  كثيرا  ويستغفره. والسر  له  في كل مشكلة  حل. كانت  أيام  من المجد لن تعود. ومركز  شباب  كوستي يمتليء  بالنشاطات الثقافية  مسرح.وغناء  وشعر. طلبة  وطالبات. والناس تجد فيه متنفس حقيقي مليء  بالورود والحب  والطيور  وزقزقاتها. كنا  نحلم  ونحن  نمتليء بالحيوية والنشاط وكوستي في تلك الأيام  رغدة  تتثائب  كصبية  يافعة  تعرف  أنها  جميلة  ورائعة وان  الناس  تعشقها. مليئة  بالشوق  والدلال  والتمنع.