لعنة الانتخابات: الركود قبيل العرس يرسم ملامح السوق وحركة البيع والشراء.. حتى المطابع التي كانت تتفاءل بالموسم باتت تشكو لطوب الأرض

الخرطوم ? مهند عبادي
يتوجه الناخبون في غضون شهر من الآن صوب صناديق الاقتراع في الاستحقاق المنتظرة على المستويات الثلاثة. وينتشر المرشحون في حملاتهم الانتخابية باذلين الوعود، غير عابئين بدعوات المقاطعة وحملات (ارحل). وبالنسبة لبعض المواطنين تمضي الأيام ببطء شديد نحو الانتخابات، كونها تسببت في حالة ركود شبه عامة في الأسواق والشوارع. وفي المقابل هناك من يرى أن الركود المزعوم غيرصحيح لعوامل عدة، تتعلق بكون الانتخابات موسماً تنفتح فيه أبواب وطاقات جديدة لمهن وحرف ومصادر رزق متعددة.
وتسيطر على بعض المواطنين حالة مما يمكن أن يطلق عليه (موات الانتخابات)، ويمارس هؤلاء ابتعادا مقصودا عن الخوض في سيرتها بالقدر الذي يجعلها فاقدة للأهمية لديهم، لجهة أن هناك من يصفها بتحصيل حاصل مع غياب مرشحين من ذوي الوزن الثقيل عن المنافسة. في ما يعزف آخرون نتيجة لانغماسهم في الشؤون الحياتية الأخرى.
أغلب المطابع الصغيرة كانت تعول كثيرا على موسم الانتخابات لتحقيق أرباح بعد أن يتحرك السوق قليلا، وتمددت سحابة التفاؤل لدى بعض ملاك المطابع بالموسم للدرجة التي جعلت بعضهم يلجأ لاستيراد ماكينات طباعة جديدة استعدادا للموسم الانتخابي، بيد أن كل ذلك تبخر بفعل الركود الذي ضرب سوق المطبوعات إلا من مطبوعات قليلة تتقاسم المطابع حظوظها في الظفر بها وفقا للعلاقات والاستعداد والقدرة على التنفيذ. عدا ذلك كان سمت الركود هو السمة البارزة للمرحلة، فحتى الحملات الانتخابية التي كان يعلق عليها أصحاب المطابع آمالاً عريضة، جاء الأمر مخالفا لتوقعاتهم، بعد أن لجأت بعض الأحزاب المشاركة إلى استيراد الملصقات والكتيبات والشعارات من الخارج، ما انعكس سلبا على سوق المطبوعات بالداخل.
صحف الخرطوم هي الأخرى كانت تبدو خلال الأسابيع الفائتة وكأنها في حل من الخوض في الشأن الانتخابي، ما عدا متابعات عادية لم تخل منها الصحف، قبل أن تصل العملية لمرحلة الحملات الانتخابية وانتشار المرشحين في بقاع البلاد المختلفه للتبشير بالبرامج والوعود الانتخابية، سيما مرشحي المؤتمر الوطني الأكثر وجودا على صفحات الدوريات اليومية، ومؤخرا تزينت الصفحات ببعض الإعلانات والمواد التي لها علاقة بالانتخابات.
سوق السيارات هو الآخر لم يسلم من لعنة الانتخابات وغشيته رياح الركود، وبحسب بعض سماسرة تحدثوا إلى الزميلة (السوداني) قبل يومين فإن السوق يعاني من الركود التام وقلة المشترين بسبب الانتخابات، وحمل السماسرة الانتخابات مسؤولية ذلك الركود في البيع والشراء وقالوا إن إغلاق باب الاستيراد ما عدا موديلات العام التي تتوفر في المعارض فقط، تسبب في ارتفاع أسعار السيارات الأمر الذي شل حركة البيع والشراء، وأشار السماسرة إلى أن الركود من أسبابه أيضا تخوف الناس من احتمال أن تتغير الأسعار بعد الانتخابات صعودا أو هبوطا.
والحال في الولايات لا يبدو أفضل من العاصمة فهناك الأوضاع تعاني خمولا تاماً حتى قبل الانتخابات، وينشغل الناس بتوفير الاحتياجات الأساسية، فمسؤولية توفير أنبوبة الغاز أو الرغيف أو خلافه من السلع التي تتواصل أزماتها في بعض الولايات. ليبق التساؤل الماثل؛ هل ستأتي الأيام المقبلة بجديد يرفع من فاعلية السباق الانتخابي وتكتسب بفضله أهمية وزخما يجعلها في مصاف الانتخابات الماضية أو قريبة منها على الأقل؟ أم انها ستنتهي بذات الركود؟

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. اقتباس:
    (وينتشر المرشحون في حملاتهم الانتخابية باذلين الوعود، غير عابئين بدعوات المقاطعة وحملات (ارحل).
    انتهى
    هذه هي المهزلةالحقيقية !!!
    انت عايش في السودان الوطن المستعمر ام في السودان وطن الكيزان الاخر ؟؟ حتى الحمير لم تسلم من استعمار الجماعة الارهابية !!!
    هل رايت اعلان انتخابات رئاسة جمهورية ملصق على حمار !!! هل لهذا معنى اخر ؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..