الوطن.. والديمقراطية، في فقه الحركات الإسلامية

عثمـان عبـــدالله
كبير جداً هو الجهد والوقت المهدر في حواراتنا المتصلة، والمستمرة مع الإسلامويين، حول رؤاهم للقضايا (الوطنية) ونظرتهم للديموقراطية، ظَّل وسيظل هذا الحوار (حوار طرشان) ما لم نتوصل لـــ(أرضية مشتركة) وهي : التعرف على مفهومي: الوطن والديموقراطية في فقه الجماعات/ الحركات الإسلامية، من خلال قراءتنا لأدبياتهم وممارساتهم العملية ــ علي أرض الواقع ــ وأيضاً من خلال ما ترسب في ذاكرتنا الجمعية والفردية، بإعتبار أننا أكثر شعوب الأرض ــ ــ التي أُخضعت للتجارب (المعملية الإسلاموية)!!
الوطن: مفاهيم عامة:ــــ
مفردة (الوطن/ الوطنية) كلمة حديثة في اللغة العربية، ولا يوجد لها مصدر، بإعتبار أنها تأسست في العصر الحديث، في مجتمعات ما بعد المجتمع . الرعوي الذي يعتمد القبيلة كمرادف معنوي واجتماعي / اقتصادي للوطن، وكذلك في اللغة الإنجليزية أو اللاتينية لا نجد مرادف لها، فمفردة(Nation/Nationality) أو (Native ) أو (Home ) لا تعطي المرادف العصري المطابق لمفهوم (الوطن/ الوطنية) تماماً، وتستعمل بإعتبار أنها أقرب المفردات للتعبير عن (الوطن).
الوطن ــ كمفهوم اجتماعي ــ يعني الإنتماء لرقعة جغرافية محددة ــ بما فيها من موجودات وإنسان، بماضيه وتراثه وحاضره ومستقبله، وما يقتضي ذلك الإنتماء من حقوق وواجبات وما يتبع ذلك من مشاعر وأحاسيس وجدانية، قد تصل لدرجة المشاعر الأسرية أو(الأمومية) ــ من الأم ــ وكلما تعمَّق وتعملق هذا الإحساس بالإنتماء في فرد ما، أو جماعة من أفراد المجتمع، نسبت إليه/ إليهم أو وصف/ وصفوا بصفة (الوطني/ الوطنية) كصفة إيجابية تقريظية . والعكس كلما كان إهتمام الفرد أو الجماعة بذاته/ ذواتهم ــ فوق إهتماماتهم بالوطن وصف/وصفوا بــ (اللاوطني/اللاوطنية). هذا التعريف ــ كما أسلفنا ــ خاص بالمجتمعات العصرية أو المتمدنة/ المتحضرة أما مفهوم الوطن/ الوطنية في المجتمعات الرعوية والزراعية. التقليدية، فلا زال ملتبساً وخاضع لكثير من المغالطات والتخريجات الفلسفية والعقائدية، ففي كل الأدبيات الخاصة بمدارس الإسلام السياسي لا نجد كلمة (الوطن) بذات الفهم سالف الذكر . ففي الأدبيات الإسلامية نجد مفردة (ديار) و(بلاد) ودار(سلام). منسوبة للــ(مسلمين) أو (دار حرب) منسوبة للغير مسلمين أو(تحت الأسلمة أو الفتح) وهي بهذا الفهم، تتقلص من رحابة الأرض/ البيئة والإنسان بتراثه وتراكم ثقافاته و تتحوصل في: الإنتماء لـ(معتقد/عقيدة) دون الإشارة. لرقعة جغرافية محددة أو أرض أو إنسان!! أما على المستوى الوطني السوداني فنجد هذا اللبس قد أنعكس بشكل سالب في شتي ضروب الثقافة السودانية، وأنتج وفرّخ كثيراً من المشاكل والتناقضات التي وصلت حد الفصام ! وما الحرب التي دارت وأديرت ولا زالت تدور وتدار في الوطن السوداني القديم، إلا انعكاسا لهذا الإلتباس التاريخي لمفهوم الوطن/ الوطنية . رغم أنف التاريخ والمعرفة الإنسانية يُصِر(الإسلامويين) تسمية، أو وصف تنظيماتهم بأسماء وصفات حديثة ومولودة (شرعياً) من صلب الدولة والمجتمعات المدنية، ولا وجود لها أصلاً في فكرهم ولا في (صحائفهم)! ولسان حالهم يقول:
ــ سرقت دموعنــا يا ذئب ..
تقتلــني وتسرق جثــتي وتبيعهــا?
أو كما قال الراحل الجميل/ محمود درويش .
الديموقراطية:ـــ
الديموقراطية ــ لغةً ــ تعني (حكم/ الشعب) وأصلها كلمتين لاتينيتين.(dimo/cracy) و هي كمفهوم أو إصطلاح سياسى أحدث من مفهوم الوطن، ولا نجد لها أي مرادف الديمقرطية لغوي في اللغة العربية سوى ذلك (التعريب) المتداول بإستبدال بعض الحروف لتتسق مع النطق بالعربية.
لا نريد الولوج في مراحل تطور الديمقرطية المرتبط بتطور الفكر والمجتمعات الإنسانية منذ العصر المشاعي الأول وحتى عصر العولمة ــ والتي أعتبرها الوجه (الممكيج) للإمبريالية والتي هي أعلى مرحل الرأسمالية ــ رغم التطور الهائل في مفهوم الديمقراطية عبر مسيرة الإنسانية وتعدد مدارسها ــ الديمقرطية الشعبية .. الديمقرطية الليبرالية ? دكتاتورية البروليتاريا (يمكن إعتبارها من المدارس الديموقراطية بحساب أن البروليتاريا هم الأغلبية في ذلك العصر بل هي أكثر تعبيراً عن (حكم الشعب) من الديموقراطية (البرجوازية) أو الليبرالية!! على الرغم من ذلك لا نجد إلا كلمة (شورى) كبديل/ مرادف، إسلامي للديمقرطية في كل مدارس الجماعات الإسلامية !! ومفردة (شورى) لا تعني بأي حال من الأحوال (ديمقراطية) حتى في مراحل تطورها الأولى : فهي خاصة بــ( ولي الأمر/ الحاكم/ الرئيس) في تعامله مع الرعية/ الشعب وغير ملزمة ــ شرعاً ــ [وشاورهم في الأمر وإذا عزمت فتوكل على الله]. وشاورهم ، الضمير(هم) مقصود به (أهل الحل والعقد) وهم هنا ــ وبدون اجتهاد ــ (علما(*) السودان والرابطة الشرعية ومنّ حذا حذوهم) وليس عامة الشعب .
أما الديمقرطية في أبسط معانيها فهي : الآلية التي يتوصل بها الناس لإختيار (ولي الأمر/ الحاكم/ الرئيس) بعد ذلك تأتي (الشورى) !! هذا كله إذا إفترضنا ــ جدلاًــ تجانس (الرعية) وذلك بإلغاء التعدد الثفافي والعرقي والإثني والديني للــ (رعية) وهذا تاسع المستحيلات !! ــ مع كامل تحفظاتي على كلمة (رعية)!! لأننا نحاور ونتحاور مع شعب ــ كامل الدسم التراثي والحضاري ــ وفي قاع ذاكرتنا ومخيلتنا التي لم ولن يصيبها (الزهايمر)، ونعي وندرك صفات هذا الشعب التي نقشها في وجداننا الجمعي شاعره محجوب شريف ــ الله إديه الصحة والعافية ــ
ماك هوين سهل قيادك
ســيد نفســـك
مين أســـيادك
ديـــل أولادك
وديــك أمجـــادك
وعندما غنَى ويغنى هذا الشعب بكل لغاته و(رطاناته):
وطــنّا ?. وطــنّا
البي إسمك كتـبنا ورطنّــا
يعي تماماً عن أي (وطن ) يتحدث ويكتب و(يرطن) ?.
???????????????????????????????
(*) حذف الهمزة مقصود وليس خطاءً إملائياً راجع قصة (عبد القيوم الراسي) في المجموعة الكاملة للأستاذ/ بشرى الفاضل لتستبين الفرق بين (العلما و(العلماء).
الميدان
جميل المقال.ويوكد فشل استحاله الحكم بنظريه الاسلام السباسي الحاليه
ديل ضيعوا السودان والسودان راح في داهية والسودان رجع الي العصر الحجري في عهد الانقاذ وربنا ينتقم من الانقاذ ومن شايعوهم ومن الاخوان الشياطين في كل بقاع الارض ويسلط عليهم السيسي في كل زمان وكل مكان ( السيسي دواء مصري يقضي علي كل الحشرات الاخوانية المتسلقة والتي تريد التمكين وتنتشر مثل السرطان في الجسم ) وتمتد فعالية السيسي الي كل الدول المجاورة وخاصة السودان لكن حالة السودان متاخرة جدا وهو ميت اكلنيكيا حيث انتشر سرطان الحشرة الاخوانية في كل اجزاء الوطن
لا يصلح علاج السيسي وحده يجب ان يضاف له البرادعي للبتر والشنق والصلب حتى تكتمل فعالية هذا الدواء المنتج خصيصا للامراض المزمنة مثل حالة السودان ووصفة السيسي وصفة منتجه خصيصا للقضاء علي الحشرة الاخوانية والصراصير التي تدور في كنفها السيسي السيسي السيسي عبد الفتاح وليس العميل تجاني سيسي صاحب القصر وبائع قضية اهله من اجل الرفاهية والجلوس في دبي والخرطوم وهو قابض الثمن سيسي مصر هو السيسي المضاد للحشرة الاخوانية الضارة التي قضت في السودان علي الاخضر واليابس وعلي سبيل المثال وليس الحصر من انواع هذه الحشرة ضار علي ضار و الحاج ساطور وعلي قفه وعلي كرته والقائم تطول الي اشهر انواعها ابو رياله والبشكير
* اربع لا وجود لهم فى فكر المتأسلمين: الوطن، المواطن، الحريه(و منها الديمقراطيه)، العدل (و حكم القانون). إنها لمخلوقات عجيبه لا تنتمى للفكر و العلم الحديث المتطور بشئ و لا يضيفون له، و لكنهم للمفارقه، يعيشون بخسة و انانيه مطلقه حياة العصر ذاته الذى يناهضونه.
* مثلهم فى ذلك مثل الحيوان الذى يرتع، من ماكل و مشرب و رعايه، دون ان يتفكر فى كيف يتاتى ذلك الذى يرتع فيه.
* إنها مخلوقات لا تنتمى للفكر البشرى فى شئ.