مسكينة أنت يا امدرمان!

مسكينة أنت يا امدرمان!

د.عبداللطيف محمد سعيد
[email][email protected][/email]

طالعت في صحيفة الرأي العام عدد الجمعة: يحتفل ملتقى (أنا امدرمان، أنا السودان)الثقافي الاجتماعي بميلاد مدينة امدرمان الـ(127) عبر برنامج حافل مساء غد(السبت) بالمسرح القومي ويشتمل البرنامج على قصائد شعرية امدرمانية يقدمها عدد من كبار الشعراء.. وقد اختير في حفل الميلاد ثلاثة من أحياء امدرمان العريقة للتحدث عن نشأتها ومبدعيها والنشاطات الاجتماعية والثقافية فيها وهي حي المسالمة وحي العرب وابوروف…بمشاركة كورال الأحفاد وفاصل غنائي لعدد من الفنانين بجانب كلمة رئيس ملتقى انا امدرمان الصادق الهادي المهدي.
لا ادري عن أي امدرمان يتحدث هؤلاء!
إذا كان الحديث عن البقعة كما أطلق الإمام المهدي عليها فلا لوم عليهم، أما أذا كان الاحتفال بميلاد امدرمان التي نعرفها فهي لم تولد قبل 127 سنة.
امدرمان ليست مدينة حديثة وان تعددت الروايات حول تسميتها فالبعض يقول إن في هذا المكان الذي نشأت فيه مدينة امدرمان كانت تقيم امرأة وكان لها ولد اسمه عبدالرحمن فتحرف تطق الاسم من عبد الرحمن الى امدرمان وهي رواية ساذجة ومضحكة تذكرني بمقولة إن شكسبير عربي كان اسمه شيخ الزبير ولان الأعاجم لا يجيدون النطق تحرفت الكلمة فصارت شكسبير! فهل الاعاجم هنا ايضاً كان لا يجيدون النطق فتحرفت الكلمة بسسبب العجمية والعجمى فصارت امدرمان؟
لمن يريد الحقيقة ولا يريد ان يبحث وينقب ليعرفها عليه البحث في تاريخ العنج ليدرك من هي امدرمان هذه؟
ان امدرمان هي بنت ملك من ملوك العنج وأرجو وان لا يخلط القارئ بين العنج والهمج.
إن تاريخ امدرمان يحتاج إلى مراجعة ودراسة ولن يكتبه إلا سكان امدرمان الذين تربطهم بها أواصر قربى ودم وليس الذين جاءوا وادعوا ان امدرمان التي استضافتهم كان اسمها ام عبد الرحمن او أنها مدينة مصنوعة كتلك المدن التي تقوم حول المقابر او الأضرحة او البيوت الكبيرة او نوع النباتات او الحيوانات او الظواهر فتأخذ اسمها من الشيخ او الفكي او النبات او الحيوان او الظاهرة.
إن امدرمان يكفيها فخراً ان الجميع ينتسب إليها ويصنع لها عيد ميلاد ويحتفل به؟
واريد ان اسأل متى كنا نحتفل بأعياد ميلاد المدن؟ ومن الذي يحتفل؟ هل تحتفل الدولة ام الشعب؟ وهل سيكون يوم ميلاد امدرمان عطلة رسمية أم لا؟ خاصة وانه صادف هذه المرة شهر ربيع شهر مولد خير البشر سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؟
ثم سؤال يفرض نفسه لماذا اختير حي المسالمة وحي العرب وابوروف لتتقدم على بقية الأحياء؟ هل هي أول أحياء نشأت في امدرمان؟ أم أنها محاولة لصنع (توليفة) من مسلمين ونصارى وغيرهم؟ وهل الفنانون الذين سيقدمون الغناء في ليلة الاحتفال بميلاد امدرمان من امدرمان أم الأحياء الثلاثة التي ذكرت وستعطى الفرصة لتتحدث عن نشأتها ومبدعيها والنشاطات الاجتماعية والثقافية فيها؟ ومن سيتحدث؟
مسكينة أنت يا امدرمان جهلوا ميلادك فصنعوا لك عيد ميلاد فأذنبوا في حقك.
والله من وراء القصد

تعليق واحد

  1. يا دكتور اذا كنت أنت تعرف مراجع تاريخية معتمدة تتحدث عن أن منطقة أمدرمان كان فيها مدينة قديمة قبل المهدية فاذكر لنا هذه المراجع، سواء كانت مذكرات رحالة عابرين مطبوعة أو مخطوطة مفهرسة في دار وثائق أو كانت بحوث علمية تاريخية أو آثارية، نحن لسنا باحثين أو علماء لكن ما نعرفه ان أمدرمان لم تكن موجودة كمدينة قبل قدوم المهدي اليها، ربما كان مقيماً فيها أحد العنج وله بنت تدعى أمدرمان أو إمرأة تبيع المريسة أو اللبن -بحسب اختلاف الرواة- ولها ولد اسمه درمان، لكن لم نطلع على دراسة أو بحث علمي موثق يثبت لنا أنه كانت في مكان أمدرمان هذا مدينة قديمة. اذا كنت تملك مثل هذا البحث فلماذا لا تنشره على الناس؟!

  2. [SIZE=5]د. عبد اللطيف .. سلام
    معليش ما فهمت انت معترض علي شنو ( يمكن مستواي الفهمي ضعيف ) انت معترض علي انو الناس تحتفل بمدينة بيعتزوا بيها ولا معترض علي الاسم ولا علي تداخل القبائل والاديان في هذه المدينة التي تذوب فيها كل الاشياء .
    المسيحيين في ام درمان بيضبحوا معانا في الضحية وبيجيبو صينيتم في افطار رمضان وبرضو لهم دينهم ولنا دين …
    قبايل ام در مزجت حليبا سقتنا
    بقت ام در قبيلتنا وعزنا وعزوتنا
    حلفا ونمولي … كسلا ونيالتنا
    ذاكراهو الكتٌب افعال رقيد قبتنا[/SIZE]

  3. بين يدي كتاب مؤلف قبل أكثر من 157 سنة، ألفه رجل أجنبي ولا أو د الإفصاح عن اسم المؤلف وجنسيته ولا أسم الكتاب لحاجة في نفسي لم أقضها بعد. ذكر المؤلف أم درمان أكثر من مرة بل كان يسميها جزيرة أم درمان، مما يدعم رأيك أن أمدرمان كانت موجودة منذ عهد العنج. العنج هؤلاء (قوم طوال القامة) عاشوا قبل أكثر من 500 سنة من الآن وتتسم فترتهم بالغموض ولم تلق حظها من البحث من المؤرخين السودانيين والاجانب. إننا لا نقلل من شأن تكوين الإمام المهدي لتجمع سكاني تطور فيما بعد إلى مدنية حضرية بالصورة التي نراها اليوم، لكننا نريد أن نؤكد أن أمدرمان كانت موجودة قبل المهدية بمئات السنين.

  4. إلى الأخ عبد الماجد الذي استفسر أمس عن ورود اسم أمدرمان وما إذا ذكر الكاتب أنها كانت قرية للصيادين أم لا.
    الكتاب مؤلف في العام 1958م أي قبل الثورة المهدية. أورد لكم أدناه عدد ورود كلمة أمدرمان في الكتاب حيث ورد اسمها ثلاثة مرات فقط، وأنني فقط أركز على أن اسم أمدرمان كاسم كان موجوداً منذ زمن طويل شخصياً لا أعرف مداه، إلا أنها كانت موجودة، وكانت تشكل جزيرة كما ذكر الكاتب، ولما اختارها الإمام المهدى فتح الخرطوم مكاناً لعاصمته سماها (البقعة) هذا ما أردت التنويه إليه. فإلى الاقتباس الوارد في الكتاب القيم.
    1- The White Nile is a light-brown, muddy color, the Blue Nile a dark bluish-green.
    Both rivers are nearly of equal breadth at the point of confluence, but the current of the latter is much the stronger.
    There is a low green island, called Omdurman, in the White Nile, at its junction.)

    2- (We tossed on the agitated line of their junction, but the wind carried us in a few minutes past the island of Omdurman, which lies opposite.
    The first American flag that ever floated over the White Nile, fluttered gayly at the mast-head, pointing to the south?to those vast, mysterious regions out of which the mighty stream finds its way.)

    3- (It was full two hours before we reached the western bank of the Nile, opposite Omdurman. Achmet, who had preceded me, had drummed up the Kababish, and they were in readiness with my camels.)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..