مقالات سياسية

الانضباط السلمي طريق كتائب المدنية والديمقراطية لافتراس البرهان الضعيف والهش

محمد يوسف وردي

يعد مصطلح (كوماري) من أقوى الكلمات التى يتوارثها الناس في أقصى شمال السودان، وقد تكون هذه الكلمة النوبية عائدة لآلاف السنين، وهى كلمة تبدو مضللة لكثيرين خاصة اذا اعتبروها مرادفة لعابر السبيل او فككوها لكى تعنى بلا صاحب او سيد أو أهل حتى، لان العادة جرت انك اذا طعنك شوك تقول له كومارى ولو غرقت فى الحب او عبس لك الحظ او تأخر الفطور او ساء يومك تكومرهم جميعا!!

نحن اذن امام مصطلح خطير، حرفيا يبدو انه مصمم لكى يركب فى البشر من امثال الجنرال عبد الفتاح البرهان الذى يتصرف وكأنه عابر سبيل بلا اهل يخشى عليهم من الجلطة بسبب الشتائم التى تنهال على نافوخه نتيجة لتفننه فى الكذب و لفشله فى إجادة دور المهرج الذى صممته له الامارات واسرائيل!!

من علامات الكومرة عند البرهان انه يثبت اقدامه يوميا فى الحفرة التى أوقع نفسه فيها ، ومن علاماتها أيضا أنه يعلن عن أشياء تهيج عليه الشارع أكثر ،كونه يعلن تشكيل مجلس السيادة قبل ساعات من إجتماع مجلس ألأمن التشاوري حول السودان لإقناع أعضاء المجلس بأن تحسنا طرأ على وضعية الانقلاب فاذا بالمجلس يجدد اصطفافه مع الشعب ، ثم أدائه القسم رئيسا للمرة الثانية وفق دستور عطله هو ، بينما لا يتوقف عن تأكيده الالتزام بالوثيقة الدستورية وان ماجرى تصحيح لمسار الثورة وليس انقلابا، واذا بالداخل والخارج يوجهان له لطمة شديدة رفضا لقراراته معتبرين الخطوات التى أعلن عنها محض تاكيد للانقلاب !!

أعرف شخصا من أبناء ميانمار اشترى منه القهوة يوميا وادردش معه حول الانقلابات العسكرية ، وسالته عن متابعاته للمقاومة والعصيان المدنى فى بلده المنكوب بانقلاب عسكرى منذ فبراير الماضى فقال ان العسكر بغبائهم لم يتوقعوا ان انقلابهم سيواجه بسيل من الغضب ادى لتشكيل تحالف من كل الخلفيات العرقية تجمعوا فى مكان واحد لاسقاط الانقلاب ، وهذه التجمعات شملت كل المدن والاقاليم ما ادى لاختناق البلد من جراء العصيان المدنى ، علما بان المدارس مغلقة والمدارس الوحيدة العاملة هى الموجودة فى تلك المناطق المحررة الخاضعة للجيوش العرقية ، ومن جهة اخرى باتت اصوات الروهينغا المكبوتة ترى وتجد اذانا صاغية تسمعها بوضوح اكثر من اى وقت مضى . !!
والنتيجة = بعد مرور 9 اشهر ورغم القمع والتنكيل بالمعارضين فشل العسكر فى تطبيع انقلابهم !!
فهل سيتعظ كومارى السودان من ورطة
كوماريى ميانمار ؟!

يحاول البرهان الهروب من واقعه السلبى والقفز على الخسارة الواقعية بادعاء نجاح انقلابه وذلك عبر اصدار قرارات لا علاقة لها بالمطالب الشعبية ولا مطالب المجتمع الدولى ، وهو بذلك اشبه بمن يتسلى بالاوهام ، وواضح ان خوفا عميقا يسيطر عليه من جهة ان الوقت يسير بسرعة دون ان يحقق شيئا بينما المجتمع المدنى يواصل نهوضه لتحدى انقلابه ويسير المليونيات ضده ويوسع من مبدأ عدم الاعتراف بالسلطة غير الشرعية وعدم التعاون مع الانقلابيين !!

بفضل رعونة البرهان يسير السودان حثيثا نحو السيناريو الليبى ، وليس مستبعدا ان يواصل الانقلابيون مكائدهم ويقوموا بالرد على المسيرات الاحتجاجية بوحشية او حتى تحويل اجزاء من الخرطوم وبقية المدن الى مناطق حرب .
سيعبر الشعب وينتصر حتما لانه اسطى ويملك المهارات والمعرفة التراكمية بالمقاومة المدنية ، سينتصر لان الشباب كعادتهم سيبتكرون وسائل لم يسمع بها مرتزقة حميدتى !!

مع تمدد التعبئة الواسعة المناهضة لانقلاب البرهان التى شملت البوادى والحضر . ولكى تكون الاحتجاجات مؤثرة ومثمرة تؤدى الى التغيير ، من الضروري
ان يلتزم الجميع بالانضباط السلمى ..

الملايين حول العالم يتابعون باعجاب هبة السودانيين المؤيدة للديمقراطية ، ويقولون لهم لستم وحدكم ، بينما يعانى البرهان من العزلة والتهميش والضعف ، حيث لم تعترف بشرعيته اية دولة وذلك يثبت انه جدير بحمل رتبة الفريق اول فى الكومرة !!

تعليق واحد

  1. الانضباط السلمى استنفذ وقته والنتيجة مذيدا من الشهداء والمعاقين والمعتقلين ..ماذا نحن فاعلون إزاء الجيش والمليشيات التى تحيط بالعاصمة بل بالسودان كله .. حان الوقت فى التفكير فى المقاومة المسلحة .. اهل دارفور لم يواجهوا البشير بالسلمية بل حملوا السلاح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..