عفوا… دكتورة مريم الصادق!!!

الى مريم بنت الصادق لك التحية …باختصار وببساطة شديدة انها 25 سنة انقاذية ، سنوات طوال عجاف، اخذت من البلاد عمر سيمتد تأثيره لمستقبل سنـــوات قادمـــة غير قابلة للاسترداد، مارست الحكومة الانقاذية كل اساليب الاستهتار،والتدميرسنوات سيظل جرحها المؤلم حيا فى وجــدان شعب مظلوم مازال يدفـــع ثمن استهتار الحكومة وتهاون المعارضة وضعف قياداتها الحزبية وهشاشتها ، وعــــدم تماسكها وتمسكها بالمبــادىء وتنصلها عن المسئولية اتجاه الوطن، وعـــدم وضعهم السـودان كهدف سامى فـــوق كل المكاسب الشخصية والحزبية انه ربع قرن من الزمان، قد تاكل فيه الوطن وقسم وبيعت مشاريعه ومؤسساته واراضيه بالجملة والاقطاعى ، وســرقت الامـــوال بالمليارات باسم الدين والمشروع الحضارى، ولم تسلم حتى الاغاثات الدولية من تماسيح الحكـومة عينك ياتاجر وحتى اليوم… بدون حسيب ولا رقيب….
ربع قرن يامريم لعبت فيه الانقاذ كيفما شاءت ، ودمرت كل اركانه وقبلها سحقت انسانه وشردته واضعفته، وسلبت منه اعتزازه بنفسه ضيعت كرامته، وانتهكت قيمته …
يا مريم الصادق ان ما يعيشه السودان اليوم من خلل عظيـم ودمار وخيم نتــاج طبيعى لفساد الحكم الجائر الفاشل…و ايضا لتفكك الحس الوطنى وتنـــاثر القيـــادات الحــــزبية الواهية وانكسارها امــام رياح الانقاذ الهوجاء ، وتقوقعها وانكفائها على ذاتها فاصبحت القيادات للاسف قابلة للبيـــع والشراء، ابتداءا من حزب الامة وانتهــاءا باحــزاب الفكة والهامش…..
من العدل يادكتورة ان لا نحملك اليوم ما يحدث من انحطـــاط مستمر لا يبشر بالخيـــــر ولكنك الان ضمن منظومة حزب الامة ، وقد ارتضيتى ايتها العزيزة ان تتصدرى القيادة ومواجهة هذه الحكومة ،المتهالكة فهـــل انت جديرة بان تمضى قدما نحــو غايات واعدة صادقة جازمة هادفة ،وهل لك رسالة اتجـاه الوطن المكسورالجناح، وليس من اجل مريم بنت السيد الصادق ، ولا من اجل حــزب الامة الذى اصبح اشبه ما يكـون ببيت العنكبوت الواهن او العجوز الخرف الذى يهرف بما لا يعرف…
يا مريم تعلمى ان الانسان حياة محدودة ثم يندثر، ولكن التاريــخ لايمــوت فانظرى كيف تريدين ان يسطر تاريخ نضالك ومواقفك ، هل ياترى ستنطلقى من قيمتــك الشخصيــــة كقيادية وطنية واعدة مجردة من المنافع الشخصية، وتضربى لنا بذلك المثل والقـــدوة الجديرة بالاحترام، من اجل انسان السودان المنكـــوب الذى تعمقت فيه الهمجية ولعبــت الانقاذ بمقدراته كيفــما شاءت، فهـــل انت مستعدة ان تغيرى ما رســخ فى الاذهـــان من تراخى وتلون ،وفـــق المصالح ام انـــه ان الاوان لاختيار موقــــف محدد ثابت، لا يقــبل المساومة ، هل حان الوقت فعلا لاحزاب الجهــوية ان تغير مسارها وتخــرج من جلباب االجهوية ومفهوم السيد والعبد ،هل ان الاوان للجهالة الجهـــلاء والتبعـــية العـــمياء ان تنقرض وتندثر؟ ،هل ازف الوقت للاحــزاب ان تستمد قيمتها الفعلية مــن قـــوة تمسكها بحقوق الشعب؟ وتماسكها وتضافرها من اجــل الهدف الاسمى ؟وان اجتـــهادها سيكون من اجل القضايا المصيرية تكليف وواجــــب لا تشريف فهل ستســـقط المكاسب الضيقة؟ والمناصب التشريفية ياترى؟ ….
لقد قام حزب الامــــة بخطوة ايجابية جيـــدة تحسب له عندما وقـــع اعلان باريس مــع الجبهة الثورية السودانية، فـقد اختار موقفا واتجاها شجاعا فيه رد اعتبار له ولقياداتــه ،ووضع الحكومة بدون شـك فى خــــانة اليك ،واضعف بذلك قيمتها اكثر واحرجها امـــام المجتمع الدولى ، فاصبحت الدعـوة مفتوحة جادة تشجع بقية الاحزاب الاخرى ان تتوحد تحت راية واحـــدة وفـق اهـــداف سامية محددة تصب فى النهــاية الامر لمصلحة البلاد والمواطن لاغير..والله المستعان