الإسلامويون وتفضيل القوة على الحكمة

يسعى الإسلاميون في كل بلد إلى ( أسلمة ) الدولة لأنهم لا يحتاجون في ذلك إلا لكوادرهم التي تنتظر جائعة وظائف الصالح العام فتتقيأ ما عندها وتلتهم الطعام الجديد كما يفعل ( الذباب ) , ولا يتجرؤون على ( أسلمة ) الحداثة أو توفيق ( الدين ) مع العصر وذلك لأن تلك الكوادر خواء من العاطفة والعقل وخواء من الغريزة الإصلاحية في دواخلهم , وأنت تراهم الآن في بلد ( كالسودان ) وقد حكموه بكل أساليب المكر والخديعة وحبائل الشيطان قرابة ربع قرن من الزمان ثم لم يستطيعوا أن يصنعوا من تجربتهم مذاهب فكرية في الحكم أو في الإدارة أو في الإنتاج ولم يخرج منهم مفكرون مؤثرون محليا وإسلاميا من أي نوع حتى في أساليب ( التعذيب ) وأدوات الحكم والسلطة وإلاعلام في أيديهم فلم نسمع شيئا مثلا عن الديمقراطية المحافظة أو عن الإسلام ( المدني ) أو عن الإسلام ( العصري ) أو عن تيارات تقود التقارب بين الإسلام والعلمانية أو تنادي بمبادئ التوافق والتجاور بديلا للصراع والثنائيات أو الحل التاريخي الوسط بين الماضي والحاضر الذي يتجاوز الإستقطاب والتناحر , كل ذلك كان بعيدا بعد المشرقين عن تجربتهم المتعفنة البائسة التي بدأت بإنقلاب يتيم في زمان خلع فيه العالم ذاك الرداء الرث مع نهاية الحرب الباردة , وإنتهت بتقريب رجال القاعدة أو التهديد بهم كلما ألمت بهم مصيبة من مصائبهم التي ما أن تنتهي حتى تبدأ من جديد بطريقة أسوأ من الأولى ولم تتجاوز تجربتهم تجميع وحشد الدبابين وقوات ( ابوطيرة ) والدفاع الشعبي ورجال الأمن الذين يتدربون في إيران وفي غيرها من البلاد ورغم ذلك لم يحققوا إنجازا عسكريا واحدا في أي معركة دخلوها ولم يتركوا غير الخراب والقتلى من الشباب في ساحات ضياع الأحلام .

إن فشلهم في تقديم مزاوجة مقبولة بين ( الإسلام ) و ( الحداثة ) و ( الديمقراطية ) مع أن الإسلام لم يكن دينا واحدا مفروضا بلا تفسير وبلا واجهات تتحمل تغيرات الزمن والناس والمصالح حتى في العصور القريبة من التبشير الأولي به مرده إلى أنهم إستندوا إلى القوة الغاشمة في فرضه أولا على أنفسهم الهشة التي لا تتحمل المهمات العظيمة كبعث الأمم من مرقدها وتنقيح الأديان على تطاول الزمن مما لحق بها من غبار وارجاس , وبذلوا جهودا حمقاء من ضلالتهم في الحياة الدنيا خاصة في معاهد العلم في تكوين المليشيات من الطلاب والأساتذة وضيعوا أوقاتا ثمينة من العمر في حلقات التسبيح والتلقين وفي في حضور المحاضرات البدائية الغائبة عن العصر وقضاياه , ثم إستندوا إلى القوة أخيرا في فرض الدين على المسلمين والمواطنين بالدبابات والبنادق وهم قد دخلوه وقبلوا به بدءا بالحكمة والموعظة الحسنة أي بأساليب ( ديمقراطية ) , وفضلوا الحلول العسكرية على المفاوضات كثيرا ولم يأتوا إليها إلا مجبرين من بوابة الأجنبي وفضلوا الحل العسكري مع الحركة الشعبية شمال ومزقوا الإتفاقات معها . تأمل مليا فقط في تاريخهم الأسود .

الإستناد إلى ا لقوة في فرض الأفكار قضى على نظريات علمية مستمدة من التاريخ والتفكير ملأت الدنيا وشغلت الناس كالفكر الإشتراكي الذي قاوم حركة التاريخ والحقيقة أكثر من ثمانين عاما ثم إنهار نظامه الإقتصادي ومنظوماته الإجتماعية جملة واحدة بل إن إمبراطوريات العالم القديم كله بما فيه إمبراطوريات الإستعمار قد أفسحت الطريق للعوالم الحديثة عندما تخلى الناس عن القوة وفرض الأفكار الإجتماعية والإصلاحية بالحديد والنار وكانت آخر قلاع القوة جمهورية كمال أتاتورك ? الذي كان دكتاتورا ولم يفهم العلمانية في مجتمع خارج لتوه من ركود الخلافة العثمانية إلامن هذه الجهة – وهو الذي حاول أن يفرض التحديث بالقوة المطلقة بعد تبعثر المجتمع التركي وحاول خلع رداء القديم بالقهر والإجبار ولكن الأمور عادت بعد عدة عقود إلى نصابها الطبيعي وإلى قوانين الحركة الإجتماعية وإزدهر إسلام مدني إجتماعي مدافعا عن الديمقراطية و يبدأ من الجماعة وليس من ( شريعة ) القرن السابع الميلادي التي تجاوزتها أحاسيس الناس الدينية والإنسانية بفضل الإنفجار المعرفي والتواصل البشري على نطاق الكوكب وبفضل ثقة الإنسان بنفسه وإحساسه بالفجوة التاريخية والثقافية بين الماضي الذي ذهب والعصر الذي يعيش فيه .

أبرز ملامح الحكم الإسلاموي في السودان هو إستخدامه الدين كأداة في الصراع السياسي الذي بلغ ذروته في إستخدامه في تأجيج الحروب وتحول به الزعماء إلى متنبئين يتحدثون عما يدور في العالم الآخر وإلى تفسير الضوائق الإقتصادية بعلل ماورائية وبلغوا الدرك الأسفل أن قربوا أدعياء الفضيلة الأقدر على إستغلال الدين فبلغوا ذاك الفساد الذي رأيناه ثم أفسدوا الدين نفسه بإختيارات القائمين عليه , بتلك الإختيارات السقيمة من تفضيل القوة على الحرية والظلام على الشفافية .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ..كان يفضل السلم والحكمة بدلاً من القوة ..لكن الإسلاميون في هذا الزمان يفضلون القوة علي الحكمة .. وهذا مانراة اليوم في معظم الدول الإسلامية ..وخير مثال علي ذالك الحاصل اليوم في مصر وتونس.. ويرجع ذالك لأنهم في الأساس غير مسلمين بل يتخذون الدين كقناع يخدعون به البسطاء من المسلمين من أجل مصالحهم الذاتية الشيطانية ..ورب العباد أعمي بصيرتهم وجعلهم يتمادون في الشرك بالله لحكمة يعلمها هو.. أنظر في وجوه هؤلاء أخوان الشيطان الملاعين بغض النظر عن جنسياتهم تجد ملامحهم كلها تشبه بعضها البعض ..تجد في ملامحهم الشر ..والحقد..والخبث وكل الصفات المنكرة.. نافع ..البشير .. علي عثمان .. ربيع.. كمال حسن عمر ..الترابي.. الأفندي.. مرسي ..خيرات الشاطر.. الغنوشي..سامية محمد أحمد.. الجاز.. المهم كل أخوان الشيطان.. في نفس الوقت أنظر في وجوه الشرفاء الطيبين تجد في ملامحهم الوجه البشوش الناير الذي يشع بالصدق والأمانة ..وده الفرق بين حملة كتبهم بشمالهم وحملة كتبهم بيمينهم.. رحم الله شعب السودان وأزاح عنه البلاء ودر الفتن .. وأن يرينا الله سبحانه وتعالي قدرتة في عذاب هؤلاء القوم الظالمين..كما فعل بقوم.. لوط.. وفرعون.. والنجاشي ..لعنة الله الملة الخارجة عن دين محمد ممثلة في أخوان الشيطان ..لأن كل أفعالهم من أفعال الشيطان ..والعياذ بالله.

  2. والله يا استاذ ابو عاقلة لم تقل الا الحق وباختصار تجربة الربع قرن هذه من الحكم هـــذه كيف كانت نتائجها ؟؟؟
    1- بلد تجزأ الى جزءين بعد ان كان جسما واحدا
    2- انهارت بنيات الوطن التحتية والتى ورثناها منذ الاستعار ومن ابرزها مشروع الجزيــرة ا العملاق ، وضياع ودمار السكة حديد الناقل الاستراتيجى ، دمار وتشريد الموارد البشرية وتشريد تلك الكفاءاة البشرية النادرة والتى ادت لدمار الخدمة الوطنية . وهذا غيض مــن من فيض .النهاية وطن على شفى حفرة من الانهيار الاقتصادى والغلاء الذى احرقوا به المواطن . هذه ليست تجربة اخوان مسلمين بل اخوان شياطين اخس من اليهود .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..