ضريبة قرقريبة

ضريبة قرقريبة

كمال كرار

اكتشف وزير المالية الذرّة وقال في تصريحات صحفية أن الموازنة القادمة ستعتمد بنسبة 100 % علي الضرائب والجمارك .

وسينطلق مفتشو الضرائب والجمارك في كل مكان بحثاً عن أي تعريفة من أي زول أو شركة أو مصنع .

سيدخل تيم من هؤلاء ( الباشبوزق ) إلي مصنع مركون في ناحية منطقة صناعية ، ويقابلون المدير ( الما غشيم ) ويدور الحوار التالي بعد أن تفتح الشنط وتستخرج الدفاتر .

يا شيخنا نحن دايرين منك 500 مليون جنيه ( طبعاً قديم ) متأخرات قيمة مضافة و100 مليون حق السنة دي .

ويرد المدير أنا أولاً ما شيخنا ولا أي حاجة ، وأنا ما بدفع أي قيمة مضافة .

وعندما يستغربون إجابته يقول لهم أن القيمة المضافة التي حققها من عرق جبينه وعرق عمال المصنع وأن الحكومة لم تفعل لهم أي شئ تستحق عليه نسبة من القيمة المضافة .

وعندما يقولون له أن الضريبة مفروضة بقانون ، يقول لهم القانون دا بلوهو واشربو مويتو .

وعندما يهدده واحد لابس ( نضارات ) وبدلة سفاري بالقبض عليه بتهمة اعتراض موظف مسؤول ، يرد عليه المدير أنه لن يسمح للمؤتمر الوطني بسرقته وسرقة عماله وأن القيمة المضافة أولي بها هؤلاء الغلابة الواقفين أمام المكنات .

ويعطي المدير لسدنة الضرائب درساً ويقول لهم أنه يدفع قيمة نفايات المصنع ، ويستورد المدخلات عن طريق شراء الدولار من السوق الأسود ، ويدفع كهرباء بالسعر التجاري ويشتري الوقود بسعر عالي وأنه نتيجة غياب الدولة وعجزها عن تقديم أي خدمة له لن يدفع أي ضريبة ولا رسوم انتاج وسيختم قوله بجملة ( الزيارة انتهت والما عاجبو كلامي يلحس كوعو ) .

ويخرج السدنة وهم يهمهمون ( خلي بالك دا قريب فلان ) .

ويذهبون من بعد ذلك إلي ورشة فلان فلا يدفع ، وإلا مطعم فلانة فيطردهم الجرسونات ويلتقون في السكة قريبنا ( زيكو ) وهو قد اشتري زيرين من القماير فيطالبونه بفاتورة وقيمة مضافة فتجاوبهم ( البسطونة ) وتغني لهم المغنية ( شوف عيني جريتو ) .

وفي يوم من أيام الكشات الضريبية يدخل نفر من الضرائب إلي عشة بائعة الكسرة وهم قد كتبوا إيصالاً بمبلغ كبير عليها دفعه تحت مسمي ضريبة ( قرقريبة ) ، فتجري وراءهم بحطبة سنط ملتهبة وهي تصيح ( القر الينفخكم وينفخ معاكم ..) .

وتأتي وفود من الصندوق والبنك ويقول السدنة دايرين قروض فيقولون لهم ( انبطحوا ) وينبطح زيد وعبيد وتنبطح ( أم سعيد )

الميدان