البحث عن تذكرة: المواصلات.. أزمة نقل من الخرطوم إلى الولايات

الخرطوم – محمد عبدالباقي عندما دشنت ولاية الخرطوم بصات النقل الداخلي قبل ثلاثة أعوام تقريباً، توقع المواطنون نهاية أزمة المواصلات التي أصبحت حينها، من أشد المصاعب والأزمات على كثرتها، أحدث أسطول البصات التي دخلت الخدمة في جميع الخطوط بولاية الخرطوم انفراجاً ملموساً في القضية الناتجة عن قلة مواعين النقل. ولم يستمر ذلك الانفراج طويلاً، إذ كان يواجه بين الحين والآخر بأسباب وظروف طارئة تعود به لمربعه الأول، إلا أن المعالجات والإسعافات التي كانت تنفذها عدة جهات أوجدت براحاً للاستمرارية رغم المصاعب التي ظل المواطن يتجشم عناءها باستمرار، إلى أن أطلت آخر الأزمات المتمثلة في نقص المحروقات فأخرجت المعضلة من حيز ونطاق ولاية الخرطوم ومواصلاتها الداخلية لرحابة السفريات القومية بجميع الخطوط. سوق أحمر الفرق شاسع بين انعدام وسائل النقل لقلتها وانعدامها بسبب عدم توفر الوقود، الأمر الأول لن يؤدي لمضاعفة قيمة التذكرة المتفق عليها رسمياً، أما السبب الثاني فسيخرج المركبات العامة من دائرة المحطات العامة والمواقف المعروفة لأزقة السوق السوداء، حيث يرابط هنالك السماسرة والطراحون الذين لا هم لهم غير زيادة المبلغ المتحصل من أي مركبه يتم شحنها بالركاب، هكذا فصل محمد عبدالله (سائق حافلة في خط الشقلة العربي) الأزمة الحادة في المواصلات منذ الأسبوع الأول من شهر يونيو الجاري، وأضاف (محمد عبدالله) بقوله: في السابق كانت أزمة المواصلات بسبب قلة مواعين النقل ولكنها الآن أصبحت بسبب الوقود الذي كاد يختفي تماماً من محطات الوقود لأسباب لا يعلمها السائقون ولكنهم المتضرر الأول منها قبل المواطنين، ولهذا لا يمكن أن نصف الوضع بأنه أصبح شبيها بالسوق الأسود بل العكس تماماً صار أحمر قانياً. اعتماد الحظ تجاوزت ملهاة أزمة المواصلات حدود ولاية الخرطوم ومواصلاتها الداخلية واتجهت نحو المواصلات السفرية بين الولايات، حيث تضاعفت أسعار تذاكر السفريات للولايات المختلفة بأكثر من النصف بسبب قلة البصات المغادرة، وبحسب المواطن حمدان الطيب من مدينة الرهد فإن تذكرة البص للأبيض كانت بمبلغ (120) جنيهاً ولكنها وصلت في الأسبوع الحالي لأكثر من (180) جنيهاً، وأوضح حمدان أنه حضر لموقف سفريات الأبيض بالسوق الشعبي أم درمان مرتين ولم يتمكن من الحصول على تذكرة إلا في المرة الثالثة من السوق الأسود عبر اثنين من السماسرة دفع لكل واحد منهما خمسة عشر جنيها، ومن ثم دفع قيمة التذكرة (185) جنيهاً ورغم معاناته تلك اعتبر حمدان نفسه محظوظاً لأن هنالك من ظل يبحث عن تذكرة لأكثر من أسبوع بالسعر الرسمي ولم يعثر عليها. مصاعب المغتربين لم تنحصر مصاعب المواصلات على الخرطوم فقط رغم أنها نالت نصيب الأسد منها، فهنالك المئات من المواطنين يعبرون الجسور (الفتيحاب والنيل الأبيض) نحو أم درمان راجلين وأخرون يعبرون جسر المك نمر والقوات المسلحة نحو بحري، لكن المعضلة العويصة واجهت القادمين من خارج السودان بالبحر إذ انعدمت البصات من ميناء سواكن للخرطوم تماماً خلال الأيام الماضية وامتلأت سجلات الحجز حتى الأسبوع القادم على حد تأكيد الطيب عبدالباقي الذي قدم من السعودية وبذل جهداً فوق طاقته حتى استطاع الظفر بتذكرة للخرطوم وصف عملية حصوله عليها بالصدفة المحضة وضربت حظ لا أكثر.
اليوم التالي
شرطة المرور ايضا ساهمت فى ازمة المواصلات بتعسفها مع السائقين وايصالاتها التى لاتعد
شرطة المرور ايضا ساهمت فى ازمة المواصلات بتعسفها مع السائقين وايصالاتها التى لاتعد