أقتصاد البلاد بإنقاذ طوكر

لعدالة القول البلاد الان تتعرض لاكبر امر طارئ و أنساني فأكثر من عشر مناطق تعرضت للفيضانات و السيول و الامطار الجارفة للناس و الممتلكات و التي منها البيوت و التي نقدر بالالاف. فتأتي الاولويات باجلاء الناس و بحث الايواء الفوري لها و تقديم الغذاء المجاني و من ثم ترتيب الامن و خصوصا للاطفال و النساء و تزليل سبل انسانيتها و أسعافها النفسي بعد تداركهم الصدمة و قبول الواقع.
و تباعا لجغرافيات البلاد الضخمة و المنكوبة تأتي ولاية البحر الاحمر ضمن خطها و حظها و قيل ان المصائب تاتي تباعا و في ولا لا تاتي فرادي . فالجراح للاحترابات القبلية و التفلتات الامنية لم تلتئم بعد و هو حظنا في غياب الدرج الاستراتيجي المؤسسي و المتمكن و الغير متأثر بمنظومات الحكم العابرة و بثبات كادر بشري متعلمن.
و من هنا يلزمنا بحث الفرص الضائعة و أولويات ما بعد الاسعاف الانساني و الواجب الان.و اعادة جدولتها. و هنا نشير لجيوب يمكنها ان تتفجر لتكون بمثابة الاسعاف و التعافي لاقتصاديات كلية.
فالمثال لدلتا طوكر و هي من اخصب الاراضي و ذات الجدوي الاقتصادية العالية و اظنها تاتي بالترتيب الاول مقارنة بكل ارضي السودان الزراعية لاسباب منها اللوجستية وقربها من السواحل و موانيها و عملية الصادر ولتجدد تربة الارض بأنهمار سيول خور بركة المحملة بالتربة البركانية و لعدم الحاجة للري فالارض ترتوي و لعمق كافي للانبات الزراعي سنويا . و لها تاريخ قديم و متقدم ليس اقتصاديا فقط باعتبارها البورصة الاولي بالمنطقة التي كانت مرتبطة بالصناعة الاوربية فاسعار القطن كانت تحدد عندها عالميا وبها من أسباب التمدن وقتها ما لم يتوفر في كثير من الحـواضر.كما أن مجتمعها قومي و مرحب بالغريب و يتسم بتكاتفه و هي منطقة امتزجت بها القبائل و من المثير ان تجد من يتحدث اللغتين والثلاث لجيرانه و احبابه.
تاتي الكارثة ليس بفيضانات مؤسمية تهدد الناس و ممتلكاتها و اعظمها التي تغمر المدينة الان و التي لم تشهد مثلها قط باثر التغير المناخي و زيادة معدل الامطار بالقرن الافرقي و التي اجتاحت السودان .. و انما الكارثية التي اعتادتها هي اهمال و تجاهل المشروع و الكفاءة الضعيفة له حيث الزراعة تعتمد علي العمل اليدوي و الاهالي و بجهدهم الذاتي و يتميزون الان بانتاج الطماطم.فكان من الممكن ان تكون منطقة جزب للعمل و مصدر و مورد اقتصادي ضخم لا تنافسه منطقة اخري بالسودان الزراعي.
و حتي في زراعة الطماطم هذه كان من الممكن ان تتطور بدعمها الي صنعة و احترافية و صناعة عريضة و حديثة طالما الخام متوفر و تنقصة الالة و التخطيط لها و اموال تستثمر في الاتجاه. فمثلا تتكرر اشكالية توفر صناديق الفوارغ للمناولة فاسعار الكميات المنتجة تقل عن اسعار الفوارغ و التي في الاغلب تصنع يدويا من جريد النخل و الخشب .فما الذي يمنع تدريب ودعم الاهالي بالمنطقة و اغلبهم من الفقراء و مهددين بالزحزحة الديموغرافية لاحتراف عملية التجفيف و تعبيئة الطماطم و صناعة الصلصة و تصديرها الي الاسواق المحلية والعالمية التي تصل الي اسعار قياسية خارج الموسم و باقرب المدن لها سواكن و بورتسودان. علما بان انتاج طوكر من خضروات و حبوب علي قلتها قياسا بحجم الرقعة المهدرة لا تضاف لها الاسمدة الصناعية او الطبيعية فالارض تجدد خصوبتها بذاتها كما ذكر.و الان العالم يميز ما بين المنتج المهندس وراثيا (genetically ) و المسمدة (fertilized ) والمنتج طبيعيا (organic) فلكل سعره.
كما ان دلتا طوكر و بالاهمال المعهود و الموروث تملكتها شجرة المسكيت و غاباتها و من شراهتها صارت قيمة اقتصادية و لكنها ناقصة الاستهداف و ينتج منها فحم المسكيت بواسطة كماين بلدية لم توجه اقتصاديا بحيث تكون الازالة الغابية لها كفة ترجح في اخر المطاف لصالح الرقعة الزراعية.
اذا نحن امام أسئلة الوجود الاقتصادي لعرض البلاد كلها و طوكر اهم المفاتيح المتاحة بالبحر الاحمر . فتبقي الدعوة مستهلة بتباشير الحكم الانتقالي متمثلة بزيارة السيد حاكم البحر الاحمر المهندس عبد االله شنقراي و ( استصدار أمر طواريء بإعلان مدينة طوكر منطقة كوارث طبيعية ) فهل يضع اللبنة الاقتصادية و الاستثمارية الاساس لها بعد فراغه من العملية الاسعافية و الانقاذية الجليلة و الضرورية و بغيرها نفقد المورد الاهم و هو انسان المنطقة.؟؟
لمعلومات اوفر ارجو زيارة الويكيبيديا
م.أسامة تاج السر الصافي / [email protected]
وما علاقة البروفيسور فدوى عبد الرحمن علي طه ب(تزليل سبل انسانيتها)؟!