
غالب الناس لا ينخدعون لغباء في عقولهم، فمتوسط ذكاء الناس (IQ) تقريباً يتراوح بين 100 إلى 130 درجة. فمهما كانت قيمة الـ IQ لشخص ما كبيرة، فهي لا يمكن أن تخبرك إن كان سوف يصبح مثل “آينشتاين” أو لا، ومهما كانت متدنية، فهي كذلك لا تجعل منه على سبيل المثال فاقد تربوي. لذلك قد يستطيع بائع (فاقد تربوي) ان يخدع بروفيسور حاد الذكاء في مجال الرياضيات، في مجموع مشترياته!
وهذا ربما ما يفسر انضمام شباب الجامعات النوابغ إلى داعش والحركات الاسلامية ذات التوجهات الإرهابية. وذات الشيء هو ما يفسر اعتقاد الكثير من الناس أن الاسلام في خطر! بتأثير من بعض المشايخ الذين كل مؤهلهم اللحى الطويلة، الذين يخلطون عن قصد بين الدين بوصفة علاقة بين العبد وربه، تهدف إلى تهذيب علاقات الناس الاجتماعية، وترتقي بأخلاق المسلم ليصبح مواطن صالح نافع لمجتمعه، صاحب يد عليا في الفكر والعطاء ومبادر إلى فعل الخير! وبين (السلطة) التي يحلمون بها ليل نهار، ليتحكموا في رقاب الناس ومقدراتهم، وفي لاوعيهم مجد الامبراطوريات الأموية والعباسية والانكشارية التركية التي نهبت مقدرات الشعوب، وسبت النساء واستعبدت الرجال، وما اتفاقية “البقط” ببعيدة، فقد كانت تتضمن إرسال عبيد سودانيين إلى ابن أبي سرح، ومحمد علي باشا غزا السودان من أجل الذهب والعبيد، رغم أن الاسلام إذاك كان قد دخل السودان قبل وقت طويل!
لذلك يمكن القول أن ما يخدع الناس هو الثقة فيمن لا يستحقها، فالبروفيسور صاحب القيم العليا والتفكير العلمي المنهجي، لم يجُل بخاطره أن يخدعه هذا البائع صاحب الابتسامة الوضاءة، وكذلك شباب الجامعات الغر الذين انضووا تحت لواء داعش هم كذلك قد وضعوا ثقتهم في بعض المشايخ الذين قال فيهم الله تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ)، بالتالي وقعوا ضحايا ليس لغبائهم وإنما لعدم الخبرة الكافية في التعامل مع الناس، وعدم إلمامهم بمفاهيم الدين الصحيحة.
يحكى أن هنالك طائر جاء إلى بركة ماء كي يشرب، فوجد حولها أطفالًا يلعبون، فانتظر حتى ذهب الأطفال. وعندما استعد الطائر للنزول، جاء إلى البركةِ صاحب “لحية” طويلة بيضاء. فتردد الطائر، ولكنه ظن أن لحية العجوز سوف تقيه.. وما إن حط الطائر على البركة، حتى ضربه الرجل بحجرٍ ففقأ عينه! ففر الطائر ملطخاً بدماء الخديعة، فذهب للملك بالقصاص. وحين استجوب الملك الرجل اعترف بجريمته؛ فحكم عليه بأن تُفقأ عينه.. فالعين بالعين والبادئ أظلم.. وهنا هَبَّ الطائر مُعترِضًا على حُكم الملك، وقال غاضبًا: يا مولاى عَينُ الشيخ لم تؤذنى فلما تفقأها؟! إن الذي أذانى هي “لحيته” لذا فإننى أطالبك بقصها حتى لا يخدع بها أحدًا بعدي!
صديق النعمة الطيب