وأدمى القيد معصمها

نمريات
**تحت شعار توازن القوى، الاعلام والعدالة القانون ، يأتي اليوم الاحتفال بالذكرى 25 لحرية الصحافة ، وتبرز من الشعار اعلاه، التوافق المطلوب بين البيئات الثلاثة، من كفل حرية الكلمة، ونزاهة العدالة، وتطبيق القانون ، في محاكمة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين .
**والصحافة، تخطو نحو افاق اوسع بتطبيقات التقانة الحديثة ، فترحل الكلمة عبر المرافىء الالكترونيةالى كل العالم ، الذي اصبح يتطلع بشغف، الى تصفح المعلومات ومعرفة مايدور في دنياه مع توقعات بزيادة المساحات المكتوبة، ومناقشة مايجد على ساحة الكلمة، خاصة وان العالم الان ، يسعى لتطبيق، اهداف التنمية المستدامة2030، ولقد برز في هذا الاطار، اهمية ارتباط المساهمات الصحفية، في وسائط الاعلام الاعلام المختلفة، بالهدف رقم 16، من اهداف التنمية المستدامة، الذي يتعلق بالسلامة والعدالة، وهنا تأتي اهمية حرية الصحافة في طرح كل مايتعلق بعالمنا ، امام انفسنا اولا ،ومناقشة ذلك على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي ، لذلك اختارت دولة غانا ، حشد الاطراف الفاعلة، لتبادل الاراء حول التفاعل بين وسائل الاعلام والسلطة القضائية والقانون ، وتسعى اكرا اليوم ، لعقد فعاليتين ، بشأن سلامة الصحفيين ، وتوعية المراسلين الشباب ، بتحديات حرية الاعلام ..
** وتتقلب الصحافة في السودان بين سندان مصادرة الصحف ، ومطرقة حبس الصحفي وراء القضبان ،، فلا يهنأ لها جفن ، ولايروق لها بال ، فهي في داخل شبكة، تقاوم الفكاك منها ، لكن سياسات الخرطوم تزيد من خيوطها ، سعيا وراء تدجين الاعلام وحبس الكلمة، داخل قمقم اسود ، يحجب رؤية مابداخله، ما ادى الى فقدان المجتمع للمعلومة الصحيحة، التي ادت بدورها الى شرعية الاشاعات ، فكثرت ثغرات المعرفة السالبة، وغاب عن الرأي الخبر الصحيح ، بسبب تراجع مناسيب الحقيقة، التي حجبتها السلطات عمدا، واردفتها بالعقوبة ان تم نشر ما لايقع حافره على حافر هواها ، فماتت الحرية في بلد يحتفل فيه اليوم اتحاد الصحفيين ، باليوم العالمي لحرية الصحافة… اين هي خبروني ؟؟؟
**تراجع الكلمة الصادقة وانحسار شفافية الحقائق ، نزعت من المؤسسات الصحفية دورها ، كسلطة رابعة ، لها بلاط معتق منذ القدم ، تجري على حوافه وقلبه، قدسية الخبر وحرية الرأي ، فخرجت بذلك الصحف من دائرة الصدور ، بسبب تكبيل الكلمة بسلاسل القهر وملاحقة الصحفيين وتشريدهم وحجب اقلامهم عن الظهور ، رغم ان الذي (يفلق ) هو الذي (يداوي ) ، اذ انه لايستقيم ان تتحدث السلطات في ندوة عن حرية الصحافة، وهي التي تقيم السدود والمتاريس والعراقيل ، وشتى صنوف التكميم امام الصحافة!!
** لن تستقيم االعلاقة بين الدولة والصحافة ، مالم يسود الاحترام للكلمة والرأي ، مع بذل قانون يشارك في صياغته اصحاب المصلحة ، الصحفيين ، وبعيدا عن صياغته في دهاليز مظلمة ، في غياب اهل الحق الاصيل ….
** ارحل ياعبد الحميد كاشا ، وفي يدك كل اعضاء حكومة ولاية النيل الابيض ..
[email][email protected][/email]