مقالات سياسية

وكأن آية قتل النفس نزلت فقط في بني اسرائيل

محمد حسن شوربجي

وهل يجوز لنا أن نصف كل واحد منهم بسمرة بن جندب وهم في قفص الاتهام تحيط بهم هالات الاتهام من كل جانب .
ورغم تلكم العمائم البيضاء المكوية والخادعة.
وفعلا اسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب.
فظني انهم لا يستحقون الشفقة.
فبدون استحياء يطلب عبد الرحيم محمد حسين مرحاضا نظيفا غير مرحاض كوبر.
ويصرخ يوسف عبد الفتاح بأعلى صوته معترضا على لائحة الاتهام.
وفصاحة لا لزوم لها من الطيب سيخه.
وليتهم جميعا اطاعوا الله وما اطاعوا الترابي وتنظيمه .
وقد قال سمرة بن جندب:
(والله لو أطعتُ الله كما أطعتُ معاوية ما عذبني أبداً ).
فهاهم الآن وهم تحت العذاب الدنيوي يكتوون لأنهم اطاعوا الترابي.
وان كان الترابي قد انتقد فسادهم كثيرا حين كانت المفاصلة الشهيرة والتي فصلت بينهم.
وليتها ما فصلت وقد ظننا انها ستفصل ما بين حق وباطل.
فقد كان جله باطلا بل ومكحلا به وبشهادة عرابهم. .
فكانت المفاصلة ما بين أنصار البشير وأنصار الترابي فاختلفت الأسماء ما بين وطني وشعبي.
فتباروا في تبادل الأدوار سعيا في الغنى الفاحش.
و تواصل فسادهم وانتشر في كل الأرجاء .
بل وسرى إلى كثير الأحياء بين صغار الكيزان.
وفاحت رائحته النتنه.
فكانوا يتلاعبون بأموال الزكاة كما يريدون.
و اختلطت مفاصلتهم بأخبار إبادات دارفور.
فتذكرنا حينها الروايات التي قيلت في سمرة بن جندب بانه فعل الأفاعيل في زمانه.
بل احتار دليلنا ونحن نعد من قتلهم انصار المفاصلة في دارفور.
فلقد قالوا لنا انهم مئات الآلاف.
واعترف البشير بنفسه بتلكم الإبادات وقال هي عشرة آلاف .
وقالوا لنا انها قرى بأكملها وقد احرقت.
وقالوا انه كشيب.
ومنهم من قال انه أحمد هارون واكسح وامسح وقشو وجيبو حي.
ومنهم من قال انهم الجانجويد.
ومنهم من قال انه عبد الرحيم محمد حسين ومنهم من قال انها الحركات المسلحه.
ومنهم من قال إنهم العرب والزرقة.
ومنهم من قال إنها امريكا.
ومنهم من قال انها إسرائيل.
وللاسف ضاعت الحقيقة بين فوهات البنادق وانصاف المسلمين والمنافقين الذين نراهم يهللون ويكبرون في كل المناسبات .
وجميعهم يكبر وجميعهم يهلل.
ليبقي الأمر طي الكتمان والضحية المسكين لا حول له ولا قوة.
لينضم القتلة إلى من ذكرهم التاريخ وكل من قَادَتْهُم شهوةُ الاستحواذِ على المال العام و ارتكاب أفظع الآثام .
من فرسان دجل وباعة ضمائر وقتلة أبرياء.
فهل كان سَمَرَة بن جندب قاتلا حقا كما يقولون وهو القائل :
(والله لو أطعتُ الله كما أطعتُ معاوية ما عذبني أبداً )
فيقال في بعض القصص أن معاوية قد بذل لسمرة أربعمائة ألف درهم ليروي انّ قوله تعالى :
( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ) نزلت في ابن ملجم – قاتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .
وقوله تعالى :
( ومن الناس من يعجبك قولُه في الحياة الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه وهو ألدُّ الخِصام )
نزلت في عليّ أمير المؤمنين
فَقَبِل ..!!
والسؤال الآن :
وهل كان (سمرة بن جندب ) جاهلاً بما للإمام عليّ من مكانه في الإسلام ،
وقد قال فيه الرسول (ص) :
{ علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار }
وهل اصابه الإفلاس الروحي والأخلاقي.
فقد قيل أن زياد كان يستخلفه على البصرة اذا سار الى الكوفة .
ويستخلفه على الكوفة اذا سار الى البصرة …
فهناك من سأل هل كان سمرة قَتَلَ أحداً ؟
قال :
وهل هناك من أحصى على الملأ من قتلهم سمرة بن جندب حين استخلفه زياد على البصرة ستة أشهر،
وحين كان والياً عليها وعلى الكوفة من قبل معاوية وأتى معاوية ،
فقد قيل إنه جاء وقد قَتَلَ ثمانية آلاف من الناس .
فقال له زياد :
هل تخاف ان تكون قتلت أحداً بريئاً ؟
قال :
لو قتلتُ اليهم مِثلهم ما خشيتُ
فان فعل ذلك حقا فلقد اجتمعت فيه النزعة الدموية ،
والجشع المالي في أعلى صِيَغِهِ ،
والإفلاس الإنساني والأخلاقي،
وكم لامثاله من نظراء في عالمنا اليوم …
وكم هم الملوثون بالمظالم والآثام .
وقد قالوا في بعض القصص ايضا أن سمرة بن جندب كان يتبرقع زيفاً ببراقع الدين كما فعل كيزان السودان .
وخوفي انهم يظنون أن هذه الآية نزلت فقط في بني إسرائيل :
مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)
انها والله لنا جميعا……….

محمد حسن شوربجي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..