التغيير المدعوم

المؤتمر الشعبى ، الحركة الاسلامية ( المؤتمر الوطنى )، الأخوان المسلمون، جبهة الدستورالاسلامى ، الوسط الاسلامى ، سائحون أجمعت هذه الجهات وأجتمعت على أدانة ” أنقلاب ” 30 يونيو فى مصر ، أعلنت هذه الجهات وقوفها مع الرئيس مرسى باعتبار انه الرئيس المنتخب ، و من البديهيات ان احزابنا تعلم و لا ينبغى ان يفوت عليها انه انتخب على قاعدة الخيار ( شفيق – مرسى ) و انه انتخب بدعم تم اتفاق فيه مع بعض قوى الثورة فيما يمكن تسميته بالتعاقد الانتخابى ، و نحن لا نلوم (اخوان )السودان او حكومتهم على اظهار دعمهم ” للاخوان” فى مصر وهذا ليس بمستغرب فهم أخوان فى كل شئ فالاهداف واحدة و الطريق واحد ، و لذا فالامر مقبول على صعيد التضامن مع اخوانهم اللذين فقدوا شرعيتهم ومشروعهم فى غمضة عين بعد أن كانوا ملء السمع والبصر، اغرتهم السلطة وظنوا أنهم ودون غيرهم من حقهم الأستيلاء على الدولة بعد أن سيطروا على السلطة ،مندفعين بنهم وجوع سلطوى يعادل ثمانين عاما من الانتظارو الحرمان ، وكله يهون فى سبيل الوصول الى السلطة ، لاسبيل الى انكار دور هذه الجماعات فى العمل الدعوى والخدمات الاجتماعية وهى بعيدة عن بريق و امتيازات السلطة ولكن ما أن تصل إلى السلطة إلا وتتنكر للمبادئ والبرامج الأجتماعية التى كانت تقوم بها قبل الوصول إلى السلطة ، فتختفى الوجوه ” المغرغرة ” وتنعم الايادى الخشنة ويزول التواضع و تتغير الوسائل و يظهر المستبطن ” ، وتتغير المفردات و المعانى جادلهم بالتى هى احسن ،وتبسمك فى وجه اخيك صدقة الى الى كشر فى وجه أخيك واستخدم كل الاساليب لاخافته ، وبدد مستقبل أسرته باحالته للصالح العام ليجلس مكانه من لا مؤهل له سوى انه من المؤيدين والموالين اوالمؤلفة قلوبهم ، فى تبديد وتبديل لا مثيل له لمبادئ ومبادى العدالة والمساواة بين الناس ، امران فى غاية الاهمية سيشغلان المحللين و المتابعين لتطورات الاسلام السياسى و تفاعلاته على الساحة السياسية ، اولهما هو سر العلاقة بين الولايات المتحدة الامريكية و جماعة الاخوان فى مصر و ربما ( التنظيم الدولى ) بكامله ، ولن يقتنع احدنا ان الادارة الامريكية تريد دعم جماعة الاخوان باعتباره تنظيما معتدلا فى سبيل منع تمدد القاعدة و المتشددين ، كما فعلت حماس بالجهاد الاسلامى فجردته من اى سلاح يمكن ان يصيب اهدافآ فى اسرائيل وزجت بعض قياداته العسكرية فى السجون ، كما نه ليس من المعقول ان تكون اسباب الحماسة الامريكية لديمقراطية مرسى و الاخوان هى بدافع الحرص على العملية الديمقراطية ، و الامر الثانى هل هناك ثمة تفاهمات خليجية امريكية برغم ما يعترى الموقفان من تباين حيال توصيف الوضع المصرى و التعامل معه ؟
ما أن سقط حكم الرئيس المصرى حتى إنهالت على مصر المنح والهبات و القروض من غير فوائد ( قرض حسن ) بمليارات الدولارات وتحركت ناقلات النفط و الغاز الى مصر ،، وصل حجم الدعم فى الاسبوع الاول ( 12 مليار دولار ) من السعودية(5 مليارات )، من الامارات (3 مليار) و من الكويت( 4 مليار ) ، وهى مبالغ ضخمة يتم ضخها فى الاقتصاد المصرى فى أسبوع واحد ، تمثل ضعف المبالغ التى حصلت عليه الحكومة المصرية خلال عامين ونصف ، فى الشمال الافريقى كما فى السودان الحكومات ادعت ان ما يحدث فى مصر هو شأن داخلى و تركت لاحزاب الاخوان ان تستخدم اقوى بيانات الشجب و الاستنكار و التى كانت سافرة و افتقرت اى عبارات دبلوماسية ، الاخوان فى المغرب شركاء فى الحكم تحت التاج الملكى ، يحكمون فى تونس بائتلاف يضم حزب النهضة مع اخرين ، فى ليبيا تيارالاخوان قوى داخل المؤتمر العام وفى الجزائر التجربة لاتزال تداعياتها ترسم مستقبل الجزائر، فى اليمن حزب الاصلاح ، وفى الاردن ، دول الهلال الشيعى سوريا و لبنان و ايران و العراق ( سوريا ايدت ايران رفضت ) وفى بلاد عربية و اسلامية عديدة ، شريحة عريضة من الجماعات الاسلامية و الدينية تتباين المواقف ولكن فى النهاية اللغة واحدة والمصالح مترابطة و متشابكة ، دول الخليج كانت تدفع تكاليف بناء التنظيمات الاسلامية (المعتدلة منها والمتشددة ) ، الان ستسدد فاتورة هدمها و تفكيكها ، لافائدة من اى تغيير لا يتبعه أنهمار الدولارات المليارية ، هل يمكن للمؤتمر الوطنى ان يقوم بالتغيير بنفسه ويحصل لنا على هذه المليارات ، وكفى الله المؤمنين شر القتال.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..