قيادي من طراز قديم …

قيادي من طراز قديم …

ابراهيم عمر
[email][email protected][/email]

ايقاعات الحياة المتسارعه تفرض علينا كل يوم نمط جديد من السلوك والممارسة طالمنا نحن ننظر للمستقبل بعين الاعتبار والاهتمام وهذا الأمر ليس ملاحظ للناس في كثير من الاحيان وهم يمارسونه من أجل تحقيق الاهداف والرغبات ولا نأخذ هذا القول على الجميع بمعيار واحد ، ولكن الشائع في بلداننا أن الانطباعيه والمزاج تحكم كثير من السلوك والممارسات وقليلون جدا الذين يرسمون حياتهم بضوابط العلم لبلوغ المستقبل .
وما جعل فكرة الكتابة في هذا تلج ذهنى قصة رواها لى أحد الجلاس حول طبيب كبير درس وتخرج في اروبا العجوز وبعد عودته منتشينا بالعلم في منتصف السبعينات انكب في العمل وجمع المال واهمل تطوير ذاته فى هذا المجال الحيوى الذي لم تمضي ساعه وإلا يضاف اليه ما هو قيم ومفيد مما يجعل مسألة العمل به مرهون بالمواكبة الدائمه لحقل انتاجه وإلا فإن المصير أن تظل ارشيفا من التاريخ ليس إلا !
هذه الصورة وجدتها صالحه للإستنسخ في العديد من المجالات لاسيما السياسة وخاصة في العالم الثالث حيث نجد التباين الكبير بين رؤساء الدول والمناصب التى يشغلونها من خلال التعاطي معها وعبر الممارسات والسلوك التى تصدر منهم مما يؤكد البون الشاسع بين الموقع والعقل التى يديرون به ، ونجد أن وجه الشبه الملازم لهذه الحالة أن معظمهم من العسكر الذي ولجوا السياسة و وصلوا الى السلطة عبر الدبابة ليلا انقلابا على الدستورالذي يحكم البلاد أو عبرحركة تحرر سرقة من أصحابها بفعل الدسائس والمؤامرات.
نماذج هؤلاء القادة هم من يحكموا العالم الثالث وهم بلا شك رأس الرمح في التخلف والدمار الذي يحيك به وذلك لدواعى في غاية البساطه انهم اناس يغردون دائما خارج السرب ويوهمون ذواتهم بالقدرة على حسن الادارة رغم أن المصائب تنزل عليهم لجهلم وقلة علمهم وعدم استعدادهم في الوقت نفسه لاعتراف بهذا الأمر، فيصنعون نظماً دكتاتورية شموليه صماء لا تعرف الا تكريس العنف واضاعة القيم واقتلاع الحريات …
وفى تقدير أن اس البلاء الذي يرذح فيه كل من السودان واريتريا كنموذجا لبقيت بلدان العالم الثالث يتمثل في رأس الجهالة التى تقود البلاد وإن تباينت الصورة في البلدين من حيث مستوى الانفتاح اليساسي نسبة لاختلاف طبائع المجتمعات إلا أن المنتوج واحد لذا فإننا نرى انهما اقرب دولتين حميمتين لبعض ولا عجب في ذلك لأن كل من الرئيسين اوصد الابواب أمام نفسهما في تواصلهما مع الآخرين خاصة المجتمع الدولى ومشكلات السودان في هذه الجانب لا تقل عن اريتريا في شئ …
إن فهم ادوات الحراك في البيئة والعصر الذي تعيش فيه أمرمهم لغاية لوضع استراتيجيتك التى تسعى من خلالها لخدمة اهدافك ، وهذا يتطلب مواكبة دؤوبه ونشطه لبناء الاطرالتى تحمى اهدافك وفقا لمستجدات العصر، ولكن أن تظل عشرون عاما تتقوقع تحت شعارات فارغه من دون بناء اسس ومواعين تحميها قبل ان تنشرها فإنك بلاشك تهدر وقتك وفى نهاية المطاف تفقد كل شئ …
لذا فإن خلاصة القول إن تظل ثابتا في رؤاك واهداف عشرون عاما رغم التغيرات العاصفة حولك والتى تؤثر في وجودك على الخارطه لهو دليل على أنك لست ممن يفترض به أن يكون هنا في هذا الموقع فى هذا التوقيت خاصة إذا نظرنا لحجم البؤس الذي يعانى منه الشعب جراء هذه المواقف المتطرفه… على الشعوب انتسعى للتحرر من هذه العقول الباليه حتى تتقدم الى الأمام مرة أخرى وتنتجد قيادى من طراز هذا العصر عقل وفكرا وروحا….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..