سيل منهمر من الاكاذيب والوعود يطلقها الرئيس البشير عند زيارته للاستخبارات العسكرية

عبدالوهاب همت
في خطوة لاتغيب على فطنة المتابع الحصيف زار الرئيس عمر البشير هيئة الاستخبارات العسكرية وعبر عن سعادته في أنه ينتمي الى قبيلة(الكاكي) وهو سعيد بلقاء الوجوه الساطعة والنيرة , وأنه يجد نفسه عندما يكون بين الاشاوس وسعادته بهذا اللقاء لأنه جاء لاهل الاستخبارات وفاءً لرد الجميل الذي يقومون به وهي عين القوات المسلحة.
وقد وجه عمر البشير اساءة بالغة لاصحاب الحاجات الخاصة عندما قال أهلنا يقولون( الاطرش قالوا فارق الجماعة ,لكين الأعمى فارق الدنيا) فهل هناك اسوأ من هذا وهل يصدر مثل هذا الحديث من قبل شخص رشيد دعكم عن رجل في مقام رئيس.؟
ومضى ليقول انهم يتلقون تنويرين أسبوعياً , وأن هناك تآمراً على السودان والخواجات قالوا ان هذا ليس بالجديد وذلك يعود لخطورة الدولة السودانية منذ أيام فرعون والاطماع الدولة المحدقة بالبلاد وأن خيولنا دكت حتى الشام وفي الثورة المهدية اجتاحت الحبشة ومصر(ونسي الرئيس في غمرة نشوته الكذوبة أن مصر تحتل الان شلاتين وحلايب وأثيوبيا تحتل الفشقه وان كل حدودنا مشرعة براً وبحراً وجو) ويواصل البشير في لغوه ليقول أننا مؤثرين وخطرين وقالوا أنهم لوغفلوا منا دقيقة واحدة سنصبح قوى عظيمة ويتوعد أنهم سيصبحون قوى عظمى اذا غفلوا أو لم يغفلوا. و لاتوجد دولة على وجه الارض تتعرض للحصار والتآمر كما يحدث للسودان و هذه هي رواية السفراء الغربيين عندما يجلسون معه بعيداً عن أعين الاعلام وقد دعموا التمرد في الجنوب وعندما سحقناهم هناك ذهبوا الى دعم التمرد في غرب السودان.
في مرة سألت نائب وزير الخارجية الامريكيةوكان في زيارة لنا بخصوص موضوع السلام وقلت له لدي سؤال واحد ,لكني لاأريد منك اجابة لاني أعرفها لماذا تصفون كل حركات المقاومة بأنها ارهابية مثل حملة السلاح في فلسطين وأفغانستان ..الخ.. بينما تدعمون الحركات التي تقاتل ضد حكومة السودان.وقال انهم درسوا تاريخ السودان وجغرافيته وعرفوا بأهمية موقع السودان الخطير لانه يربط بين شمال أفريقيا المسلمة العربية والجنوب الافريقي الغير عربي ومسيحي وتلاقح الثقافات بالهجرات والان الناس يتدفقون نحو السودان من سوريا واليمن.
نحن طورنا اجهزة الاستخبارات واننا نمتلك امكانيات محدودة لكن لدينا رجال بواسل , ولدينا علاقات ممتازة مع كل دول الجوار والاقليم والدول العربيه والاسيويه, وان الكادر البشري السوداني مرغوب فيه في كل مكان من مهندسين وأطباء واساتذة جامعات ومهندسين وكل الدول التي ترغب في تدريب ضباطها بشكل ممتاز ترسلهم للسودان(لاننا بندعكهم لمن زيتهم يطلع), وبما أننا دولة مستهدفة يجب أن نكون متيقظين طوال الوقت, ووعد بأن يكون راتب القوات المسلحة هو الاعلى في الدولة.
الان أصبحنا في قائمة الدول المصدرة للسلاح والذخائر وهو من أفضل أنواع السلاح والذخائر وفي السابق كنا شحاتين والشحات لايمكن أن يكون بني آدم, ووعد بتوفير سكن داخل المعسكرات لافراد القوات المسلحة وكذلك اتعليم لاطفالهم وذلك حتى لايسهل أمر اختراقهم لان السودان مستهدف.
وعن الترتيبات الاقتصادية الاخيرة قال أصبحنا أمام خيارين لان الحصار الاقتصادي على البلد أكبر من أي ضغط وهذه قالها شخص أمريكي , وان هؤلاء الناس عندما يجلسون معه(أي الاجانب)فانهم يقولون الحقيقة وأنهم يكذبون لان الكذب عندهم ليس بالحرام, مساعد وزير خارجية أمريكا عندما زارني في البيت قال لي لاتوجد ابادة جماعية ولاتطهير عرقي في دارفور وعندما ذهب لبلاده كتب العكس والسبب انهم يمكن ان يقطعوا رقبته اذا لم يقل ذلك. ويواصل الرئيس هرطقاته وأكاذيبه ليقول(واحد منهم قعد مع ناسنا وقال ليهم ,دمرنا الاتحاد السوفيتي بواحد على عشرة من الضغوط التي نمارسها ضد السودان) ولأي شخص متواضع الذكاء أن يتأمل في مثل هذا الحديث الذي لايقبله العقل ولا المنطق وأن السودان دولة قوية.
ويواصل البشير في تبريراته الفطيرة والسطحية, لم يكن من الممكن عمل الترتيبات الاقتصادية بدون حدوث جراحات عميقة في الاقتصاد وان ذلك كان مهماً حتى لاينهار الاقتصاد واذا نهار الاقتصاد ستنهار الدولة وبالتالي سنفشل في تلبية احتياجات المواطنين وقد فعلنا ذلك لانقاذ المواطن , وان هذه الاجراءات لها ثمن سياسي ونحن لانخاف منها لذلك قررنا تحملها.
ويواصل البشير في لغوه, معروف أننا ولفترة كنا نعتمد على عائدات البترول وعندما فصلوا الجنوب لانهم يودون حرماننا من موارده ,هذه كانت كافية لانهيار السودان , ثم ثانياً خلق دولة في جنوب السودان لتبني جيشاً تدافع به عن نفسها , وان الغرب ارتكب جريمة وطالبهم باصلاحها. وأكد البشير بشكل قاطع أنه لن يكون حوار مرة أخرى وهناك116 وقعوا على الحوار ومن أراد أن يلتحق به أن يذهل ليوقع في أسفل القائمة ولن يكون هناك لاستيعاب أي جندي آتي من مناطق دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق. وحسم بشكل قاطع ان الصيف القادم سيتم فيه تحرير الحدود سلماً أو حرباً.(انتهت حديث البشير)
مرفق تسجيل صوتي لحديث البشير لدى مخاطبته لهيئة الاستخبارات العسكرية.
والاسئلة التي تقذف الى الاذهان لماذا اختار البشير زيارة هيئة الاستخبارات العسكرية للقوات المسلحة في هذه التوقيت بالذات , علماً بأن هناك انباء كانت قد أشارت الى أن قوات الدعم السريع ترفض الحضور للخرطوم لحمايتها بعد أن طلبوا منها ذلك بعد الزيادات الاخيرة في السلع.
الامر الآخر في الجزء الاول يتحدث البشير عن قوته العسكرية وفي الجزء الثاني يتباكى البشير على ذهاب الجنوب ببتروله والكل يتذكر حديثه عندما قال ان الجنوب ظل (ترله) نجرها من خلفنا منذ الخمسينيات, لكن البشير لايتذكر اليوم كذبة الامس.
بهذا اللقاء المسمى بالتنويري يريد البشير أن يبيع الوهم للجيش السوداني فهل هناك من سيشتري منه بضاعته الكاسدة هذه وهو الذي عمل بكلما يملك لاضعاف الجيش ودوره واستعاض عنه بقوات الدعم السريع والتي وفر لها كل معيناتها بينما جفف عن الجيش كل شئ, بل وجعل من قوات الدعم السريع قوة فوق القانون مما جعلهم يعيثون فساداً في حلهم وترحالهم