مقالات سياسية

حول أُكذوبة جذب مدخرات المغتربين بتوحيد سعر الصرف الرسمى والموازى للجنيه السودانى

حسين أحمد حسين،

مدخل:

فى هذه السانحة أود أن أشكر السيد الرئيس خج/ عمر حسن أحمد البشير، ووزاء القطاع الإقتصادى ومن لفَّ لفَّهم، على رغبتهم الأكيدة فى دقِّ الإسفين الأخير فى نعشِ الإنقاذ العجوز (فقد مللنا كما مللتم)، وعلى إهدائهم شعب السودان ثورة جِياعٍ من ذهب، بأنْ رمت الفقراء تحت أقدام ذئاب الأخوانوية المرجوسة ليختاروا قِتلتهم؛ ليموتوا إمَّا بالجوع أو برصاص أجهزتهم الأمنية البذيئة؛ أو كما العنقاء ينهضون من رماد الإستكانة ويقتلون عدوهم.

فلم يَعُد عبد الرحيم حمدى وحده يُريد إسقاط النظام (كما كتبنا فى مقال سابق)، بل أنَّ بدر الدين محمود نفسه يُريد إسقاط النظام، ومحافظ بنك السودان يريد إسقاط النظام، وجهاز الأمن يريد إسقاط النظام، والنظام يُريدُ إسقاط النظام، والشعب السودانى يُريد إسقاط النظام.

قيل أنَّ امرأة على عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه (العُهدة على الرواة) كانت تدعو سَحَراً فتقول: “يا رب عمر تغيِّر عمر”. فسمعها الفاروق رضى الله عنه فجاءها متنكراً فسألها: “لماذا تريدين تغيير عمر؟ ألم يكن عادلاً” قالت: “بلى، ولكن فى التغيير (تداول السلطة) رحمةٌ”. والآن نحن نريد تغيير عمر البشير الظالم ونظامه الظالم يا الله، فلمن تكلنا يا قيوم السماوات والأرض؟

حيثيات

جاء فى تزلفات متعهدى الإخلاق من الإقتصاديين المدافعين عن سياسات النظام كيفما اتفقت، أنَّ هذه الأجرآءات ستؤدى إلى “تشجيع المغتربين لتحويل مدخراتهم عبر الجهاز المصرفى”. وفى أحسن الأحوال شفعوا على استحياء هذه العبارة بقولهم: ” ولكن سيكون لها أثر سلبى على الفقراء”، دون أن يُوضحوا على وجه الدقة كيفية ذلك الأثر السلبى على الفقراء.

تفنيد الأكذوبة

أولاً، إذا كان توحيد سعر صرف الجنيه السودانى الرسمى والموازى يُشكل أمراً جاذباً لتحويلات السودانيين بالخارج كما تزعم الحكومة ومتعهدو أخلاقها، فلماذا لم يجتذب مدخرات الأخوانويين بالداخل الموجودة خارج النظام المصرفى! أما كان الأولى أن يجذب توحيد سعر الصرف البلايين من عملاتكم الصعبة المُكتنزة بمطامير بيوتكم ويُودعها البنوك؟ وهو ما لم يحدث ولن يحدث؛ وذلك ببساطة لأنَّكم تعتقدون بأنْ ليس لبقية أهل السودان حق فى القطاعات التى اجترحتموها من بترولٍ وذهبٍ وصناعات تجميعية وحتى الزكاة. ولذلك تُخفون أموالكم بكلِّ جبن لكى لا تستفيد منها الدورة الإقتصادية لحكومة السودان وشعب السودان، ولكى لا يُحاسبكم عليها يوم يحين الحساب.

وبالمقابل تريدون أن تسيروا البلد بالضرائب على المساكين، وبالإستدانة من النظام المصرفى والعالم الخارجى، وبطباعة العملة السودانية دون غطاءٍ من الإحتياطى النقدى من العملات الصعبة والذهب. والآن بعد أنْ أصبحت العملة السودانية لا تسوى شيئاً، وبعد أنْ زجركم العرب من كثرةِ السؤال (وتحسبون أنَّهم لا يعلمون حقيقة مطاميركم من العملات الصعبة) وهم بعد فى حربٍ ضروس ضد إيران وأعوانها فى اليمن وسوريا، جاء نداؤكم الأخير للسودانيين بالخارج.

ولكن قولوا لنا يا عديمى الحياء، كيف تستطيعون جذب مدخرات السودانيين بالخارج وقد سرقتموهم أوَّل مرة وسرقتم هذا الشعب يوم مولتم بترولكم المزعوم بـ 50% من مدخراتهم، والـ 50% الأخرى من قطاعى التعليم والصحة! هل تعتقدون أنَّ الشعب السودانى (المهاجر والمقيم) بلا ذاكرة، وهو من خَبِر أباطيلكم وألاعيبكم يا أباطرة السوء والكذب والنفاق.

لتعلم يا شعبى الكريم أنَّ أموالك طرف الأخوانويين تفوق مجموع الناتج المحلى الإجمالى لخمسِ دول مجتمعة من الدول المجاورة للسودان، وكلُّها تُدار خارج الدورة الإقتصادية لحكومة السودان ولصالح الإقتصاد الأخوانوى الموازى. وحينما نضيف إلى هذه الواقعة حقيقة أُخرى؛ وهى أنَّ إنتاج البترول السودانى قبل عشرةِ أشهر من الآن قد وصل معدل إنتاجه الفعلى ذات المعدل قبل إنفصال الجنوب الحبيب فى عام 2011؛ فإنَّ ذلك يعكس استمرار الحكومة واستمراءَها لسرقتك يا شعبى الأبىَّ على عينك يا معارض، وضالَّتُهم من الحِكَم فى ذلك “جَوِّعْ شعبَك يتبعك”.

وبالتالى فإنَّ أزمة الأقتصاد السودانى كما قال آباؤنا من الأقتصاديين أهل القول الفصل (أمثال إبراهيم منعم منصور، على عبد القادر على، وآخرون) سياسية بالدرجة الأولى، أى ليست من نقصٍ فى الأموال والثمرات، ولكنَّها بسبب سوء توزيع الدخول يا عبد الرحيم حمدى، بسبب شُح اللِّصوص يا عبد الرحيم حمدى، بسبب إحتكار الأموال والثمارات يا عبد الرحيم حمدى بواسطة أخوانك، أخوان الشيطان يا عبد الرحيم حمدى (أنت مازلت فى مقام الـ Per Capita Income، والرجال أهل الشأن يتحدثون عن الإقتصاد البايو- سياسى لتوزيع الدخل).

ثانياً، إنَّ توحيد سعر الصرف قد تمَّ منذ بداية ميزانية 2016 (إن لَّم يكن قبلها)، وذلك حينما سمحت الحكومة للموردين بجلب دولاراتهم من السوق الموازى (وهى أكبر مشترٍ من السوق الموازى لعدم وجود إحتياطى نقدى) وشراء بضائعهم وبيعها بالطريقة التى تعجبهم، وألغت على إثرِ ذلك خطابات الضمان الحكومية للموردين (راجع: [url]http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-232783.htm[/url]).

غير أنَّ ذلك لم يجذب مدخرات السودانيين بالخارج، بدليل أنَّ تحويلاتهم لم تزد خلال الفترة منذ بداية الميزانية إلى الآن على الـ 440 مليون دولار التى ذكرنا أنَّها تُمثِّل “القوت الضرورى” لذوى المغتربين الذى لا فكاك منه. وبالتالى فإنَّ حديث محافظ بنك السودان المركزى بأنَّ تحويلات السودانيين بالخارج قد زادات على 3%، حديثٌ مرسلٌ وليس له ما يسنده.

ثالثًاً، هذه الإجرآءات ليست لجذب تحويلات السودانيين بالخارج (والحكومة قد أصابها اليأس فى جذب تحويلات السودانيين بالخارج بعد أن كشفوا ألاعيبهم)، ولكنَّها هى البديل لفشل/لامتناع الحكومة فى بناء إحتياطى نقدى من العملات الصعبة والذهب لدى بنك السودان المركزى وصندوق النقد الدولى ضامن لوفاء إلتزامات حكومة السودان لدى العالم الخارجى (لا سيما الديون)؛ وذلك بسبب سرقات الإنقاذ الجارية، ولضعف مرونة الطلب على الصادرات غير التعدينية.

فالشاهد، أنَّ توحيد سعر الصرف، فى العموم، لن تصاحبه إختلالات فى ميزان المدفوعات، وإنْ وُجدت سيُصححها قانون العرض والطلب تلقائياً دون الحاجة لتدخل بنك السودان المركزى. وبالتالى تنتفى معه الحاجة لبناء إحتياطى نقدى من العملات الصعبة، وبذلك تكون الحكومة فى كامل الحرية لاتباع السياسة التى تروق لها.

أما أُكذوبة جذب مدخرات السودانيين بالخارج فهى محاولة من الحكومة لتخدير المواطن وتعطيل ثورته بعد أنْ أخلت طرفها نهائياً من أىِّ إلتزام تجاهه جراء تخفيض العملة السودانية بنسبة 175% بحسب أسعار الدولار فى يوم الجمعة الفائتة.

رابعاً، لم تقم الحكومة تحت أىِّ ظرفٍ من الظروف بإجرآءات استثنائية لوقف حروبها العبثية فى دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وغيرها من المناطق الأخرى فى السودان، أو لتصحيح الوضع السياسى بالبلد، أو لمحاربة الفساد وغسل الأموال والإتجار فى البشر والجنس والمخدرات، أو لمحاربة السوق الموازى والأستثمار فى البنيات التحتية للزراعة والصناعة ومعلاجة التشوهات الهيكلية للإقتصاد السودانى وتحسين بيئة الإستثمار بجعلها جاذبة لرؤوس الأموال المحلية والمهاجرة والأجنبية.

والشئ الوحيد الذى عملته الحكومة هو تسخير المجهودات العلمية للقائمين على أمر الجهاز المركزى للإحصاء لإخصاء المعلومات وتزييفها. فلا يُعقل أن يكون الوضع الإقتصادى بالبلد أسوأ مما كان عليه على أيام وزير المالية عبد الرحيم حمدى حيث بلغ معدل التضخم 166%، والآن الجهاز المركزى لإخصاء المعلومات يعكس معدلاً للتضخم لا يتجاوز الـ 18%. ولعل خصوصية الفارق تكمن فى أنَّ الجهاز المركزى للإحصاء فى فترة حمدى كان يقوم عليه أستاذنا الجليل بروفسير صديق ناصر؛ وانظروا من يقوم اليوم على الجهاز المركزى لإخصاء المعلومات! (اللهم لا شماتة).

وبالتالى فإنَّ راهن الإقتصاد السودانى الآن الذى يفوق فيه معدل التضخم الحقيقى الـ 169% لا يُشجع على دخول أىِّ دولار استثمارى للبلد؛ سواء كان ذلك من السودانيين بالخارج أو من المستثمرين الأجانب. وأىُّ نداء للمغتربين لتحويل مدخراتهم فى ظل هكذا واقع، لا يعدو كونه أكذوبة أو مصيدة لسرقتهم كما سرقوهم من قبل.

وعليه أخى المغترب (والمستثمر الأجنبى)؛ حذارى أن تحوِّل دولاراً استثمارياً واحداً لضَباع رأسمالية الكازينوهات الأخوانوية الإسلاطفيلية (إما سرقوه أو حولوه إلى دَين تتدفعه الأجيال القادمة). ولن يلومكم أحد سادتى المغتربين أن ترسلوا الـ 440 مليون دولار التى حدثناكم عنها فى السابق عبر أحلك الأسواق الموازية سواداً، وذلك لنمير أهلنا ونزداد كيل بعير. وإياكم أن ترسلوها عبر الجهاز المصرفى (الذى هجره من هو أحقَّ منكم به) فيأخذها أحد الأخوانويين للسوق الموازى، فيذهب بكيل ذلك البعير لذويه لا لذويكم.

التكييف الإقتصادى لتوحيد سعر الصرف الرسمى والموازى والآثار المترتبة عليه

فى تقديرى المتواضع أنَّ توحيد سعر الصرف الرسمى والموازى للجنيه السودانى المُعلن الآن قد سبقه تخفيض قسرى (Devaluation) أملته مؤسسات التمويل الدولية قبل موازنة 2016 بقليل، ونفذته الحكومة بشكل سرى بنسبة بلغت 118.9% فى أبريل المنصرم حين سمحت للموردين بالحصول على عملاتهم من السوق الموازى لجلب بضائعهم كما أسلفنا. وذلك بسبب حالة الإنكشاف الإقتصادى الذى يعيشها السودان جراء تآكل الإحتياطى النقدى المسروق “جهاراً ? نهاراً”، ولضعف الإستثمار الاجنبى، ولامتناع السودانيين بالخارج عن التحويل الإستثمارى لتفشى ظاهرة الفساد والإفساد، ولفشل القطاعات المنتجة وتراجعها عن إمكانية إسعاف قيمة الجنيه السودانى بسبب إضعاف القدرات التشغيلية والقوى المنتجة والسياسات الإقتصادية الخرقاء.

وعليه لم يَخْفَ على الإنقاذ أنَّ قيمة الجنيه السودانى سيتوالى انخفاضها بشكل حاد تجاه العملات الأخرى حين تُترك هكذا لقانون العرض والطلب (Appreciation/Depreciation) فيما بعد ذلك التخفيض القسرى (Devaluation). ولعل الأمر ما كان ليعنيها بالأساس ولا يشملها (بل هو فى صالحها لجهة أنَّ التضخم يُعيد توزيع الدخل لصالح الأغنياء (The haves) على حساب الفقراء (The have – nots)) وهى متحصنة فى دائرة إقتصادها الأخوانوى الماسونى المترف المتخم، لكونه واقعاً كلَّه على ما سواها؛ ذلك السِّوى الذى لا ترقبُ فيه الإنقاذ إلاَّ ولا ذِمَّة.

وبالتالى كان لابدَّ على الحكومة أنْ تحرس هذا القرار المجحف فى حق اللا – إخوانويين بلا استثناء بوضع القوات النظامية فى حالة التأهب القصوى، وبقوة السلاح والقبضة الأمنية وإعلان الأحكام العرفية لمنعنا من إسقاطها، ولكن هيهات وقد بلغتِ الحُلقوم.

هذا التعويم (المُقيَّد إسمياً الحر فعلياً) جعل الجنيه السودانى ينخفض بنسبة 28.1% عن نسبة إنخفاضه فى أبريل المنصرم البالغة 118.9%. ثمَّ ما لبثتْ قوى العرض والطلب أنْ حددت إنخفاضاً آخراً بلغ يوم الجمعة الفائتة أيضاً 28% عن حالته صبيحة التعويم البالغة 147%. وبالتالى نخشى أن تتدهور قيمة الجنيه السودانى كل أُسبوع بنسبة 28%، الأمر الذى يجعل العملة السودانية فى وضعية “الزَّمْبَبَة”؛ على خُطى زيمبابوى لا قدر الله (يا الأمير يا الفقير يا البعير).

الآثار المترتبة على تعويم الجنيه السودانى

أولاً، من الجائز ألاَّ تكون هناك اختلالات فى ميزان المدفوعات، وبالتالى تنتفى الحاجة إلى بناء إحتياطى نقدى من العملات الصعبة، وستكون الدولة فى كامل الحرية لاتباع السياسة التى تروق لها كما جاء بعاليه. غير أنَّ الأمر ليس بهذه البساطة النظرية حتى فى ظل سعر صرف عائم ومعوَّم بالكمال والتمام؛ ناهيك عن سعر الصرف المقيد الذى أعلنه بنك السودان (وهو فى نظرى، على أىِّ حال، تقييد/دعم مكذوب تدحضه حالة الإنكشاف الإقتصادى المذكورة بعاليه، بل هو دعم ذرائعى سيتحول فى الغالب إلى أتاوة يدفعها المغتربون لسداد أقساط الدين الخارجى فى الميزانية القادمة).

فالشاهد أنَّ هناك بعض الإختناقات فى السياسة القومية تسببها حركة سعر الصرف نفسه (إنخفاضاً وارتفاعاً). فمثلاً أنَّ إنخفاض سعر الصرف (Depreciation) سيزيد من أسعار الواردات؛ ولو كان الطلب على الواردات طلباً غير مرن (ولو نسبياً)، فإنَّ ذلك يؤدى حتماً إلى إرتفاع معدل التضخم (رغم كبته بواسطة الجهاز المركزى للإخصاء)؛ وهو ما حدث بالضبط من أبريل إلى الآن بعد السماح للموردين بالحصول على دولاراتهم من سوق الله أكبر، وبيع مستورداتهم فى سوق الله أكبر.

ثانياً، لعله من المُفترض أن يؤدى انخفاض قيمة الجنيه السودانى إلى زيادة الطلب على الصادرات السودانية، تماماً كما تعمل الصين الآن. الأمر الذى جعلها تُغرق العالم ببضائعها؛ حتى لكأنَّك واجدها فى أم كدادة والصُباغ وقهوة أم الحسن (رحمها الله) بصحراء بيوضة. ولكن للأسف الشديد أنَّ الطلب على صادراتنا هو نفسه طلب غير مرن، وذلك لطبيعة صادراتنا الزراعية المرتبطة بدورات حقلية وعُرى فصلية، ولضعف البنيات التحتية والقوى المنتجة ولضعف الطاقات التشغيلية، وللفساد الذى ينخر كلَّ شئٍ فى هذا البلد المكلوم.

هذا الأمر يجعل السودان يفقد العديد من أسواقه، وبالتالى يفقد الكثير من العملات الصعبة التى كان من الممكن أن تساهم فى تنوع إقتصاده، وتدرأ عنه العديد من التشوهات والإختلالات الهيكلية التى يعانى منها الآن.

ثالثاً، وفى ظل الظروف المذكورة بالفقرتين أعلاه اللتين تشيان بتآكل الإحتياطى النقدى أو إنتفاء الحاجة إليه مع التعويم، ينشأ سؤال مشروع وهو: من أين ستدفع حكومة السودان أقساط الدين الخارجى (والإلتزامات الأخرى تجاه العالم الخارجى)؟ وكم يخشى المرء على الشعب السودانى من أن يجرؤ هذا النظام السفيه على فرض ضريبة على الشعب السودانى (المهاجر أو المقيم) لسداد أقساط ديوننا على العالم الخارجى، كما فرض 16 دولار على برميل النفط السودانى المصدر لمقابلة ديوننا البترولية على الصين وبتروناس كما يزعم وزير النفط السودانى محمد زايد عوض.

رابعاً، تعويم سعر الصرف يجعل الإقتصاد السودانى تحت رحمة السوق الموازى القذر ومضاربيه المحليين والعالميين (أصحاب الـ Hot Money كما ينعتهم نعوم شومسكى)، خاصةً مع عجز/امتناع الحكومة عن بناء إحتياطى نقدى تؤثر به على حجم الكتلة النقدية فى البلد التى أكثر من 80% منها خارج النظام المصرفى كما يقول المدير العام للبنك السودانى الفرنسى. الأمر الذى يُدخل البلد فى حلقات لولبية من الكساد – التضخمى (Stagflation)، وتحوُّل الرأسماليين الجُدُد إلى تايكونات للمضاربة بالعملات، ووتيرة من عدم الإستقرار المنفرة لكل عمل منتج، فيهرب رأس المال الوطنى الذى يرفض أن يُشارك فى دمار إقتصاد البلد، ويحجم المستثمر الأجنبى والمهاجر الجادَّيْن.

خامساً، تحوُّل الإقتصاد المحلى إلى إقتصاد ممسوخ وغير قابل للتكييف وفق السياقات الإقتصادية المألوفة، وبالتالى تتعدد مصادر التأثير السلبى الغير متوقعة عليه، وتتضارب السياسات وتتناحر الأهداف. فأحياناً قرارات وزير المالية يُفسدها جهاز الأمن، وقرارات البنك المركزى يتحداها إتحاد أصحاب العمل الرسالى.

أما إذا اعتلى السيد الرئيس منصةً وألقى خطبةَ رقص قبلها وبعدها، فلا تسألنَّ عن معنى كلمة إقتصاد؛ لأنَّ الإقتصاد وقتها سيكون قد أُصيب بالإشمئناط. قال السيد الرئيس خج/ عمر حسن أحمد البشير فى إحدى خطبه: “أنَّ موازنة 2016 التي أُودعت البرلمان لإجازتها هي أفضل ميزانية في تاريخ السودان، متضمنة زراعة 4 ملايين فدان، و400 طريق أسفلت جديد، وتأهيل السكة الحديد وجلب قطارات وطائرات من الصين وتأهيل الخطوط الجوية السودانية” (لِمَن تكِلُنا يا الله؛ اللهمَّ لا اعتراض على حكمك، غير أنَّ عافيتك أوسع لنا).

سادساً، تعويم سعر الصرف ذو الأثر التضخمى كما فى حالة السودان الآن يضر، أول ما يضر، بأرباب المعاشات وعمال اليومية، وسائر أصحاب الدخول الثابتة، ويُعيد توزيع الدخل لصالح الأغنياء. وأى زيادة فى الأجور (كما هو معلن الآن) غير مصحوبة بإنتاج فعلى يزيد من القيمة الفعلية للجنيه السودانى سيكون أثرها تضخمياً على الإقتصاد السودانى وكارثياً على الشعب السودانى.

سابعاً، فى السودان إقتصادان وقِبلتنان: إقتصاد الأخوان يا عبد الرحيم حمدى الذى به 8683 شركة مُعفاة من الضرائب والرسوم الجمركية ورسوم الإنتاج والزكاة، والذى فيه دخل الفرد أكبر مما قلت. واقتصاد سائر أهل السودان (دافعى الضرائب بحق وحقيق، حتى الأورنيشية وستات الشاى وأصحاب الدرداقات) الذين لا يملكون قوت يومهم؛ الذى ذهب البشير فى زياراته الأخيرة للسعودية ليتسول بإسمهم فقيلَ له: “اختشى! نحن فى حالة حرب يا هداك الله، واصرف على شعبك من ما تكتنزه لإخوان الشيطان”.

فجاء حانقاً على أصحاب اليد العليا من الأخوة العرب والسودانيين بالخارج ليُعاقب الشعب السودانى بتنصله نهائياً عن إلتزاماته تجاهه ومغيراً البوصلة تجاه إيران الصفوية للمرة الثانية ([url]http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-188779.htm)،[/url] فصار محمد أحمد “ليهو الله (نعم المولى ونعم النصير) وعيشة السوق (أبغض الأماكن لله عزَّ وجلَّ)”.

ثامناً، مشكلة السودان ليست لها إى علاقة بأى نوع من أنواع الحصار من العالم الخارجى كما تزعم حكومة الخرطوم. وإنما الحصار والمشكلة من النظام ذات نفسه؛ كونه محتكراً لعائدات البترول والذهب الزكاة ولا يُريد أن ينفق منها على الشعب السودانى، ولذلك فهو يُرهقه بالضرائب والأتوات والزكوات والديون على العالم الخارجى (سيفرضون أتاوة على الشعب السودانى يدفعون منها أقساط الديون الخارجية مع سياسة التعويم المرجوسة هذه) ويعفى منها نفسه، ولا يريد أن يُشاركهم السلطة ليمنعوا عنه هذا الشطُر كما يقول الصافى جعفر الذى شاخ فى رضاعة السحت والغلول وأكل أموال النَّاس بالباطل.

الحلول

ثورة شعبية لإسقاط النظام، ومن يرى بديلاً غير هذا فليحدثنا عنه. رُفعت الأقلام وجفت الصحف.

حسين أحمد حسين،
كاتب وباحث إقتصادى مقيم بالمملكة المتحدة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. زي ما قلت المغتربين كشفوا الاعيبهم ولن يتحملوا مرة اخرى تغذية خزائن الظالمين بالعملات الصعبة … والمشكلة ان الله سبحانه وتعالى قاعد يفضحهم وتطل الدراهم بأعناقها مع السرقات من بعضهم بعضا…

    والمشكلة عندهم جرأة على الكلام وكمان باسم الدين ؟؟ سبحان الله

  2. لم تقدم الدولة للمغتربين أي مزايا للتحفيز للتحويل غير جباية الضرائب
    ومن هذه المزايا التي تنقذها الدول الأخري
    1- معاملة أبناء المغتربين في الدراسة كأبناء الداخل
    2- لم يمنح المغتربين خطة اراضي وقطع استثمارية للإعاشة عند العودة
    3- عدم استيعابهم في وظائفهم السابقة عند العودة
    4- الإستنزاف الجمركي وتعقيد الإجرأءات عند إدخال سيارة للإستعمال الشخصي
    5-تعقيد إجراءات العفش عند العودة النهائية

  3. أما إذا اعتلى السيد الرئيس منصةً وألقى خطبةَ رقص قبلها وبعدها، فلا تسألنَّ عن معنى كلمة إقتصاد؛ لأنَّ الإقتصاد وقتها سيكون قد أُصيب بالإشمئناط. قال السيد الرئيس خج/ عمر حسن أحمد البشير فى إحدى خطبه: “أنَّ موازنة 2016 التي أُودعت البرلمان لإجازتها هي أفضل ميزانية في تاريخ السودان، متضمنة زراعة 4 ملايين فدان، و400 طريق أسفلت جديد، وتأهيل السكة الحديد وجلب قطارات وطائرات من الصين وتأهيل الخطوط الجوية السودانية” (لِمَن تكِلُنا يا الله؛ اللهمَّ لا اعتراض على حكمك، غير أنَّ عافيتك أوسع لنا).
    لحلول

    ثورة شعبية لإسقاط النظام، ومن يرى بديلاً غير هذا فليحدثنا عنه. رُفعت الأقلام وجفت الصحف.
    قوموا الى ثورتكم ينصركم الله
    قوموا الى ثورتكم ينصركم الله
    قوموا الى ثورتكم ينصركم الله
    قوموا الى ثورتكم ينصركم الله

    يرحمكم الله

  4. كتير من المغتربين يرفضون السعر التشجيعى لعدة اسباب اولا لن يساهم المغتربين فى تطويل عمر النظام ثانيا بتعاملو مع تجار عملة ممكن يرسلوا للمغترب مصاريفة الى حين صرف الراتب فاليعملو حافذ اخر يشع المغترب كما تعمل الدول لبغتربيها

  5. مبلغ الأربعمائة مليون هى فى الحقيقة الضرائب والزكاة و (أخرى) التى يدفعها المغتربين فى السفارات فى الخارج حتى يتمكن المغترب من تجديد جوازه و إلا يكون مخالفاُ فى بلد الإغتراب … بالمناسبة أخرى دى زكاة والا ضريبة؟ !!!

  6. اسمع هذا الكلام ياعمرالبشير مجانا لوجه الله لأن الدين النصيحة. انت الآن ومنذ زمن طويل فى غيبوبة تامة و فى سكرة و لذة الحكم التى تصيب كل الحكام وانت ليس شاذا عن هذه القاعدة , هذا الحكم اصبح يضيع من بين يديك وانت لا تشعر لأنك احطت نفسك ببطانة السوء الذين يزينون لك الأمور بخلاف حقيقتها لكى يحافظوا على مكانتهم التى هم فيها . ولكن عندما تغرق السفينة وتصل القاع , سوف يهربون ويتركوك الى مصيرك . مرة اخرى اسمع هذا الكلام , غير مرة واحدة كل حاشيتك وآتى بغيرهم وعاهدهم على قول النصيحة لك ولو كانت مرة وسوف ترى فرقا كبيرا وسوف تتحسر على ما ضاع من فرص كانت كفيلة بأن تصلح حال البلد . للأسف لم يعد هناك من وقت ليضيع ,فقد استنفذت كل الوقت الذى منح لك و حانت ساعة الجد ونذكرك بأن الحكم من الله يؤتيه من يشاء وينزعه من من يفشل فيه ويطلم العباد وتوعده بنزع الحكم منه بالأضافة الى ازلاله وانت الآن قريب قريب جدا جدا من هذا الوضع .

  7. جاء فى تزلفات متعهدى الإخلاق من الإقتصاديين المدافعين عن سياسات النظام كيفما اتفقت، أنَّ هذه الأجرآءات ستؤدى إلى “تشجيع المغتربين لتحويل مدخراتهم عبر الجهاز المصرفى”

    الخمسة مليون سودانى البتتحدثوا عنهم ديل اكثر من نصفهم عطاله بدون عمل تكتظ بهم الجمعيات وبيوت العذابة يتجمعون ليلا حول صحن فول كبير مصلح ليملأوا البطون ويمضون ليهم حتى الفجر فى الكشتينة ليقضوا النهار كله نياما ليلتقوا بعد المغرب حول صحن الفول وهكذا
    دا النصف الفارغ من كوب الأغتراب
    نأتى للنصف الممتلىء نصفه من عمال وصغار موظفين دخلهم لا يتجاوز منصرفاتهم فى الغربة وكثيرون منهم لم يستلموا مرتبات الأشهر المنصرمة
    نأتى لربع الكوب الممتلىء ولو قلنا 5 مليون مغترب فنحن نتحدث عن الزوج والزوجة والأبناء فالـ 5000000 مغترب تعنى اقل من 2 مليون مغترب منتج لم نجد من هو فى وضع سليم سوي ربع هذا الرقم
    اذن نحن نتحدث عن 300 الى 400 الف مغترب منتج
    نصفهم انتاجهبالكاد يغطى احتياجاته الضرورية فى الغربة
    لم يبق امامنا سوى 100 الى 150 الف مغترب يمكن أن يرفد اقتصاد البلاد بالعمرة الصعبة لكن للاسف ونتيجة لكراعية نسبة كبيرهم من هذا الرقم البسيط المقتدر فى النظام لا احد يحول ولا مليم فالغالبية ان لم يكن الجميع يفكر فى وطن جديد وتركوا السودان للكيزان
    والأنقاذ فى تنفيذها لسياسة التمكين استدعت كل الكيزان المغتربين باوربا ودول الخليج ليحلوا مكان الشعب السودان تنفيذا لتوجيها امامهم حسن البنا وخليفته فى السودان حسن الترابى لا رحمة الله عليهما
    لم يعد للنظام اتباع فى المهجر
    من استدعاهم لدعم النظام اكلوا النظام وسرقوه وحولوا اموالهم لماليزيا وقطر ودبى وتركيا واستثماراتهم الحقيقية كانت خارج السودان
    قضوا على كل شىء وتحولوا الى سوس ينخر فى جسد الدولة
    الدولة لم يبق لها الا الأجهزة الأمنية
    سياسيا اقتصاديا اجتماعيا كل شىء صفر
    كل يوم يختلقون وسائل ضاره بالدولة ولكنها تعود عليهم بمردود مالى يحركوا به دولاب الدولة لتبقى للغد ولا تموت
    وهم لا يعلمون انه السرطان تمكن من الدماغ والأمعاء والمسالك البولية والسبيلين
    بعد ايام قليله لن تتمكن الدولة من اخراج فضلاتها من السبيلين وتموت غير ماسوف عليها
    لازم الدولة تتذكر ان هنا فى المهجر لا حبيب لها ويا كرار التهامى أنت لا تمثلنا نحن كمغتربين ولكن تمثل الشخص الذى عينك ثم فصلك ثم عينك ثم غد سيفصلك ونحن نتفرج ولعلمك نحن مجموعة من كبار السن المغتربين بدأنا مشروع تعليم ما فوق الجامعى لأبنائنا حتى ينالوا اعلى الدرجات التى تؤهلهم للحياة فى دول تحترم الأنسان ولا أحد فيهم يفكر للعودة للسودان لأن ما وصل اليه السودان بفعل الكيزان امر لا يمكن اصلاحه

  8. انا شايف انو الحكومه شغاله شغل تقيل فى موضوع جذب اموال المغتربين دا و بالذات فى الخليج و اوربا ..و بدات تنشئ شركات تحويل دوليه عن طريق جهاز الامن و هى منتشره بالذات فى بريطانيا كشركه الترس و بوبا فى السودان .. واجهات لى جهاز امن الانقاذ .. و لسه ما عارفين تانى فى منو ولا الجاى شنو لاكن البنك المركزى مركز مع الموضوع دا شديد و شركات التحاويل الخارجيه دى تصدقو انها بتدفع فى السودان بى اكتر من قيمه الدولار فى السوق الاسود و التحويل كمان بلا رسوم!!

  9. لا حول ولا قوة الا بالله. بعد ان قرأت مقالتك آلمني انها الحقيقة عارية واقعية منتصبة امامنا كشعب بالداخل او مغرب بالخارج وتذكرت قصة كنت قرأتها من زمن قديم عن قصة رجل بلا وطن وشعرت بطعم غريب في فمي ان الأمور في بلدي ستجعل مني ذلك الغريب الذي بدون وطن..

  10. طالما الكيزان ديل قاعدين ولا جنيه ما بنرسلوا ومافي واحد اهبل برسل ليكم قروش بالبنك …. عندنا القروش وبنرسلها بي طرقنا الخاصة … بس عن طريق البنك لاوالف لا …

  11. حسين كاتب و باحث اقتصادي مقيم في بريطانيا
    تعال هنا في كرش الفيل دي وكون من ضمن الثورة الشعبية
    مش تقعد هناك وتنظر لينا …..
    هههه انحنا زاتو ما شين بريطانيا المقعدنا هنا شنو 🏃🏽

  12. الملاحظ ملخبطة ومقدودة ودايرة تحرق والشعب ساكت بالرغم اتبعص بالمعنى ذاتو ومن الشعب الى المغترب وسوف ينبعص واصلا مبعوص من الغربة . والناس ديل وراهم جن الصوفية تدبر وانت ورايك وعقيدك وما تعلم والله المستعان يهدى اليه من ينيب .

  13. فعلا من أفضل ما قرأت مؤخراً كلام علمي إقتصادي
    وبالجد حالة من الركود في الأسواق لم يشهدها السودان من قبل
    مع العلم أن الموردين كلهم كيزان أو تحت حمايتهم
    أها تجار الإجمالي بقوا محتارين يبيعوا للقطاعي بياتو سعر
    وقريبا الحالة ح تصل “.” سطر جديد.. لا فائدة من الذهاب للسوق

  14. زي ما قلت المغتربين كشفوا الاعيبهم ولن يتحملوا مرة اخرى تغذية خزائن الظالمين بالعملات الصعبة … والمشكلة ان الله سبحانه وتعالى قاعد يفضحهم وتطل الدراهم بأعناقها مع السرقات من بعضهم بعضا…

    والمشكلة عندهم جرأة على الكلام وكمان باسم الدين ؟؟ سبحان الله

  15. لم تقدم الدولة للمغتربين أي مزايا للتحفيز للتحويل غير جباية الضرائب
    ومن هذه المزايا التي تنقذها الدول الأخري
    1- معاملة أبناء المغتربين في الدراسة كأبناء الداخل
    2- لم يمنح المغتربين خطة اراضي وقطع استثمارية للإعاشة عند العودة
    3- عدم استيعابهم في وظائفهم السابقة عند العودة
    4- الإستنزاف الجمركي وتعقيد الإجرأءات عند إدخال سيارة للإستعمال الشخصي
    5-تعقيد إجراءات العفش عند العودة النهائية

  16. أما إذا اعتلى السيد الرئيس منصةً وألقى خطبةَ رقص قبلها وبعدها، فلا تسألنَّ عن معنى كلمة إقتصاد؛ لأنَّ الإقتصاد وقتها سيكون قد أُصيب بالإشمئناط. قال السيد الرئيس خج/ عمر حسن أحمد البشير فى إحدى خطبه: “أنَّ موازنة 2016 التي أُودعت البرلمان لإجازتها هي أفضل ميزانية في تاريخ السودان، متضمنة زراعة 4 ملايين فدان، و400 طريق أسفلت جديد، وتأهيل السكة الحديد وجلب قطارات وطائرات من الصين وتأهيل الخطوط الجوية السودانية” (لِمَن تكِلُنا يا الله؛ اللهمَّ لا اعتراض على حكمك، غير أنَّ عافيتك أوسع لنا).
    لحلول

    ثورة شعبية لإسقاط النظام، ومن يرى بديلاً غير هذا فليحدثنا عنه. رُفعت الأقلام وجفت الصحف.
    قوموا الى ثورتكم ينصركم الله
    قوموا الى ثورتكم ينصركم الله
    قوموا الى ثورتكم ينصركم الله
    قوموا الى ثورتكم ينصركم الله

    يرحمكم الله

  17. كتير من المغتربين يرفضون السعر التشجيعى لعدة اسباب اولا لن يساهم المغتربين فى تطويل عمر النظام ثانيا بتعاملو مع تجار عملة ممكن يرسلوا للمغترب مصاريفة الى حين صرف الراتب فاليعملو حافذ اخر يشع المغترب كما تعمل الدول لبغتربيها

  18. مبلغ الأربعمائة مليون هى فى الحقيقة الضرائب والزكاة و (أخرى) التى يدفعها المغتربين فى السفارات فى الخارج حتى يتمكن المغترب من تجديد جوازه و إلا يكون مخالفاُ فى بلد الإغتراب … بالمناسبة أخرى دى زكاة والا ضريبة؟ !!!

  19. اسمع هذا الكلام ياعمرالبشير مجانا لوجه الله لأن الدين النصيحة. انت الآن ومنذ زمن طويل فى غيبوبة تامة و فى سكرة و لذة الحكم التى تصيب كل الحكام وانت ليس شاذا عن هذه القاعدة , هذا الحكم اصبح يضيع من بين يديك وانت لا تشعر لأنك احطت نفسك ببطانة السوء الذين يزينون لك الأمور بخلاف حقيقتها لكى يحافظوا على مكانتهم التى هم فيها . ولكن عندما تغرق السفينة وتصل القاع , سوف يهربون ويتركوك الى مصيرك . مرة اخرى اسمع هذا الكلام , غير مرة واحدة كل حاشيتك وآتى بغيرهم وعاهدهم على قول النصيحة لك ولو كانت مرة وسوف ترى فرقا كبيرا وسوف تتحسر على ما ضاع من فرص كانت كفيلة بأن تصلح حال البلد . للأسف لم يعد هناك من وقت ليضيع ,فقد استنفذت كل الوقت الذى منح لك و حانت ساعة الجد ونذكرك بأن الحكم من الله يؤتيه من يشاء وينزعه من من يفشل فيه ويطلم العباد وتوعده بنزع الحكم منه بالأضافة الى ازلاله وانت الآن قريب قريب جدا جدا من هذا الوضع .

  20. جاء فى تزلفات متعهدى الإخلاق من الإقتصاديين المدافعين عن سياسات النظام كيفما اتفقت، أنَّ هذه الأجرآءات ستؤدى إلى “تشجيع المغتربين لتحويل مدخراتهم عبر الجهاز المصرفى”

    الخمسة مليون سودانى البتتحدثوا عنهم ديل اكثر من نصفهم عطاله بدون عمل تكتظ بهم الجمعيات وبيوت العذابة يتجمعون ليلا حول صحن فول كبير مصلح ليملأوا البطون ويمضون ليهم حتى الفجر فى الكشتينة ليقضوا النهار كله نياما ليلتقوا بعد المغرب حول صحن الفول وهكذا
    دا النصف الفارغ من كوب الأغتراب
    نأتى للنصف الممتلىء نصفه من عمال وصغار موظفين دخلهم لا يتجاوز منصرفاتهم فى الغربة وكثيرون منهم لم يستلموا مرتبات الأشهر المنصرمة
    نأتى لربع الكوب الممتلىء ولو قلنا 5 مليون مغترب فنحن نتحدث عن الزوج والزوجة والأبناء فالـ 5000000 مغترب تعنى اقل من 2 مليون مغترب منتج لم نجد من هو فى وضع سليم سوي ربع هذا الرقم
    اذن نحن نتحدث عن 300 الى 400 الف مغترب منتج
    نصفهم انتاجهبالكاد يغطى احتياجاته الضرورية فى الغربة
    لم يبق امامنا سوى 100 الى 150 الف مغترب يمكن أن يرفد اقتصاد البلاد بالعمرة الصعبة لكن للاسف ونتيجة لكراعية نسبة كبيرهم من هذا الرقم البسيط المقتدر فى النظام لا احد يحول ولا مليم فالغالبية ان لم يكن الجميع يفكر فى وطن جديد وتركوا السودان للكيزان
    والأنقاذ فى تنفيذها لسياسة التمكين استدعت كل الكيزان المغتربين باوربا ودول الخليج ليحلوا مكان الشعب السودان تنفيذا لتوجيها امامهم حسن البنا وخليفته فى السودان حسن الترابى لا رحمة الله عليهما
    لم يعد للنظام اتباع فى المهجر
    من استدعاهم لدعم النظام اكلوا النظام وسرقوه وحولوا اموالهم لماليزيا وقطر ودبى وتركيا واستثماراتهم الحقيقية كانت خارج السودان
    قضوا على كل شىء وتحولوا الى سوس ينخر فى جسد الدولة
    الدولة لم يبق لها الا الأجهزة الأمنية
    سياسيا اقتصاديا اجتماعيا كل شىء صفر
    كل يوم يختلقون وسائل ضاره بالدولة ولكنها تعود عليهم بمردود مالى يحركوا به دولاب الدولة لتبقى للغد ولا تموت
    وهم لا يعلمون انه السرطان تمكن من الدماغ والأمعاء والمسالك البولية والسبيلين
    بعد ايام قليله لن تتمكن الدولة من اخراج فضلاتها من السبيلين وتموت غير ماسوف عليها
    لازم الدولة تتذكر ان هنا فى المهجر لا حبيب لها ويا كرار التهامى أنت لا تمثلنا نحن كمغتربين ولكن تمثل الشخص الذى عينك ثم فصلك ثم عينك ثم غد سيفصلك ونحن نتفرج ولعلمك نحن مجموعة من كبار السن المغتربين بدأنا مشروع تعليم ما فوق الجامعى لأبنائنا حتى ينالوا اعلى الدرجات التى تؤهلهم للحياة فى دول تحترم الأنسان ولا أحد فيهم يفكر للعودة للسودان لأن ما وصل اليه السودان بفعل الكيزان امر لا يمكن اصلاحه

  21. انا شايف انو الحكومه شغاله شغل تقيل فى موضوع جذب اموال المغتربين دا و بالذات فى الخليج و اوربا ..و بدات تنشئ شركات تحويل دوليه عن طريق جهاز الامن و هى منتشره بالذات فى بريطانيا كشركه الترس و بوبا فى السودان .. واجهات لى جهاز امن الانقاذ .. و لسه ما عارفين تانى فى منو ولا الجاى شنو لاكن البنك المركزى مركز مع الموضوع دا شديد و شركات التحاويل الخارجيه دى تصدقو انها بتدفع فى السودان بى اكتر من قيمه الدولار فى السوق الاسود و التحويل كمان بلا رسوم!!

  22. لا حول ولا قوة الا بالله. بعد ان قرأت مقالتك آلمني انها الحقيقة عارية واقعية منتصبة امامنا كشعب بالداخل او مغرب بالخارج وتذكرت قصة كنت قرأتها من زمن قديم عن قصة رجل بلا وطن وشعرت بطعم غريب في فمي ان الأمور في بلدي ستجعل مني ذلك الغريب الذي بدون وطن..

  23. طالما الكيزان ديل قاعدين ولا جنيه ما بنرسلوا ومافي واحد اهبل برسل ليكم قروش بالبنك …. عندنا القروش وبنرسلها بي طرقنا الخاصة … بس عن طريق البنك لاوالف لا …

  24. حسين كاتب و باحث اقتصادي مقيم في بريطانيا
    تعال هنا في كرش الفيل دي وكون من ضمن الثورة الشعبية
    مش تقعد هناك وتنظر لينا …..
    هههه انحنا زاتو ما شين بريطانيا المقعدنا هنا شنو 🏃🏽

  25. الملاحظ ملخبطة ومقدودة ودايرة تحرق والشعب ساكت بالرغم اتبعص بالمعنى ذاتو ومن الشعب الى المغترب وسوف ينبعص واصلا مبعوص من الغربة . والناس ديل وراهم جن الصوفية تدبر وانت ورايك وعقيدك وما تعلم والله المستعان يهدى اليه من ينيب .

  26. فعلا من أفضل ما قرأت مؤخراً كلام علمي إقتصادي
    وبالجد حالة من الركود في الأسواق لم يشهدها السودان من قبل
    مع العلم أن الموردين كلهم كيزان أو تحت حمايتهم
    أها تجار الإجمالي بقوا محتارين يبيعوا للقطاعي بياتو سعر
    وقريبا الحالة ح تصل “.” سطر جديد.. لا فائدة من الذهاب للسوق

  27. المشكلة في السودان ان الحكومة تتحكم بصادرات البترول والذهب ويبدو انها لاتدخل في الدورة الاقتصادية للسودان اطلاقا فالحكومة تعتمد في ادارة البلد علي الضرائب ومارشح من تحويلات المغتربين اما تجار المخدرات والاسلحة وتهريب البشر وغسيل الاموال فهؤلاء شئ اخر تماما….السودان حاليا يشهد غلاء فاحشا ليس لان الحكومة داعمة الحكومة ماداعمة ولا حاجة في الواقع والواقع يكذبها وهي تصر علي كذبها بلا خجل هؤلاء الشياطين يديرون البلد علي نظام انا عندي وداسي وعامل رايح وان شاء الله العالمين دي كلها تموت ……هذه الحكومة بالمناسبة بايديها مليارات وعشرات المليارات ولكنها تصرف في اوجه لاتظهر في حياة المواطن العادي فاين تذهب بالضبط تذهب للميليشيات الحكومية وغسيل الاموال وبناء العمارات الشاهقة والسوداد الاعظم يهرب للخارج والمواطن المسكين يكتوي بالزيادات ….الجنيه السوداني اصبح عديم القيمة تماما ولا قيمة له بالمناسبة يعني حلاوة حربة مابشتريها

  28. المغتربين ما يتغشوا فى مشاريع الحكومة ومؤسساتها غير موثوق فيها تماما.
    1. مشروع سندس
    2. ارضى درجة أولى لى المغتربين فى ليبيا طلعت بعد سوق ليبيا فى امدرمان!!!!!.
    3.اراضى للمغتربين فى السعودية فى شرق النيل طلعت فى مجرى سيل ودائرة 100 سنة وممكن ما تتسكن نهائى.
    4.شركة تساهيل الاخذت قروش المغتربين وطلعت الشركة بتاعت الأمن و مافى زول قادر يطلع حقو منها.
    وووووو المغتربين احسن ليهم يتعظوا وما يصدقوا مؤسسات الحكومة و دى نصيحة مجانية .

  29. لاتؤتوا السفهاء اموالكم…شكرا استاذ حسين على هذا التحليل الوافى اضافة الى انه سهل الفهم لاخواننا غير الاقتصادين… ومزيدا من العطاء وجزاك الله خيرا

  30. انهم يراهنون على خداع المغتربين والاستيلاء على مدخراتهم
    لسذاجتهم يعتقدون ان المغترب فريسة سهلة
    سعر صرف الدولار بالسوق الاسود قفز الى 17400 جنية خلال ايبوعين فقط من فاي عبط هذا يجعل المغترب يعطيهم دولاره ب 15900 جنيه
    انها السذاجة بعينها
    من المتوقع ان تقوم الادارة الامريكية الجديدة بتشديد العقوبات على حكومة المؤتمر الوطني المدرجه في قائمة الارهاب الامريكية منذ 1997م بل وما يزيد الطين بلة ان الادارة الامريكية الجديدة ستدرج الاخوان المسلمين كتنظيم ارهابي ولن يشفع لهم مشاركتهم في عاصفة الحزم ولا تسليمهم لمصر بعض جماعات الاخوان المسلمين ولا مرابطتهم في الصحاري لمقاومة الاتجار بالبشر حاليا ولا لهثهم للتطبيع مع اسرائيل وامريكا فهم يعلمون ان كل ذلك مجرد تكتيكات وكما اطلقت عليهم كونداليزا رايس بانهم راس الحية التى يجب قطعها فهل سيفعلها ترمب ويقطع راس الحية ويريح الشعب السوداني في وطنه والمغتربين في غربتهم ؟!!!

  31. حول يا مغترب دولارا…واحصل على الدولار التانى مجانا….قال دا حافز التحويل…هههههههة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..