عفواً قوش .. الحرية تنزع ولا توهب

شهران مضيا من موجة الغلاء الذي ضرب البلاد جراء السياسات الاقتصادية الفاشلة التى اتخدتها الحكومة السودانية لتحسين وضعه اللوجستي وتوفير ما يعينه لشراء السلاح و العربات وبعض اصحاب النفوذ الضعيفة ليستمر في نهجه الذي بدأه منذ استيلاءهم على السلطة من القتل و التشريد للشعب، وكان رد فعل الشارع الاحتجاجات والتظاهرات التى خرجت في كل أنحاء البلاد حيث تفاعل السياسيون والطلاب و المواطنين مع الحدث ، باعثين على ألسنة المشاركين فيه رسائلهم المتنوعة التي سكنت ضلوعهم وشغلت فكرهم وحركت ما ركد وسكن في مجتمع لربما تعايش مع الذلة والخضوع والاستسلام، أو لعله يحيا فاقدًا الأمل في التغيير فهو لا يملك الحرية، ومُحارب في رزقه وعِلمه، وعمله مُلَاحق في سكونه وحركته، و لعل هذه الملاحقة غدت نفسية !.

أمانة ثقيلة ورسالة حرة قوية هي التي حملتها همم المشاركين والمشاركات في التظاهرات السلمية ، رغم قلة العدد في بداية التحرك، لكن الثبات كان ولا زال العنوان الابرز ، وفي كل مرة يزداد التفاعل ويكسر أشخاص جدد حاجز الخوف.
حيث حملوا شعارات (سلمية سلمية ضد الحرامية ، الحرية قبل الحكومة ، ) ،كانت تدل على صدق نواياهم و يؤكد شرعية و بساطة مطالبهم التى تعتبر حقوق .

إنَّ المتظاهرات اللاتي أبين إلا النزول للشارع رغم جراحاتهنّ بفقد الزوج والابن أو الأب والأخ، سطَّرن نموذجا جديداً في صنع ريادة التحرك، وإيجاد المساندة الذاتية لأنفسهن ولمثيلاتهن، فهنّ لم يخرجهن ألمهن ومصلحتهن الفردية، بل وعيهن الجمعي ، وتقديمهن للمصلحة العامة على الخاصة ليرفعن عالياً لافتاتهن مذكرات لا للتجويع ، سلمية سلمية ضد الحرامية ، و المعتقَلين في سجون النظام ، إلى جانب قضاياهن المدنية والسياسية، فتبقى بوصلة الانتماء الوطني والإحساس بالمسؤلية حاضرة .

هذه الاحتجاجات ادخل الرعب في قلوب النظام ومليشياته مما جعلهم في حالة استعداد قسوى بل اجبروهم على التواجد داخل (البكاسي) طوال اليوم و في الشوارع وفي كل مكان خوفاً من الثورة التى آتيه لا محال ، حيث قامت الأجهزة الأمنية كعادتها بشن حملات اعتقالات واسعة لم يستثنى احد شمل حتى النساء ، يكاد ان تمتلئ كل زنازينهم في محاولة بائسة لإسكات صوت الحق .

بعد اعفاء الفريق اول محمد عطا المولى من رئاسة جهاز الأمن والمخابرات الوطني او (بيت العنكوبوت )كما وصفة الكاتب فتحي الضو وكان صادقاً في وصفة واستعادة المنتفع وصاحب الضمير الميت صلاح قوش لموقعه كرئيس لهذا البيت الشووم لتصبح اللعبة مكشوفة للجميع وتاتي الفرصة على طبقاً من ذهب لمجموعة علي عثمان لتصفية منافسيه (جماعة نافع علي نافع ) .
قبل ان يجف مداد الحبر الذي سطر به قرار تعينه أتى ثمار التصفية باحالة اللواء عبد الغفّار الشريف مدير إدارة الأمن السياسي بجهاز الأمن واحد مؤسسي بيوت الاشباح و المسؤل المباشر عن تعذيب المعتقلين للمعاش واعفاء نائب مدير الجهاز اللواء اسامة مختار من منصبه ، والمضحك في الامر ان هذا المسخ الشيطاني (قوش )الذي يعبد المال اطلق سراح بعض المعتقلين بعد ان رفضت المانيا والاتحاد الاوربي منحه مساعدات بقيمة 5 مليون يورو بسبب المعتقلين فجمع وسائل الاعلام والابواق امام سجن كوبر واطلقهم من اجل المال ، و صور للعالم كأنه قام بإنجاز كبير فليعلم قوش و اعوانه ان الحرية تنزع ولا توهب والحرية روح الانسان ولا مساومة في الحرية .
هناك ثمة أسئلة تلوح في الأفق ماذا قدم قوش ليهلل ويكبر ويقوم بجمع هذا الكم الهائل من الأجهزة الإعلامية لحضور لحظة الإفراج عن المعتقلين ما الجديد في الامر ؟ هل يستحق هذا الامر فرض مساحات واسعة في الأجهزة الاعلامية ؟ و هل تحدث عنهم الاعلام عندما اعتقلوا ؟ ولماذا الان ؟

ماهي الدعوى التي بموجبها تم اعتقال هؤلاء وهل استشرتم احد عندما قمتم باعتقالهم ولماذا لم يتم الإفراج عن بقية المعتقلين و بماذا يفسر تصريحات قوش بخصوص تحسين سلوك احزاب بقية المعتقلين ؟ أهي مساومة ؟ أم مراهنة ؟ أم فتنة ؟
في الختام : وما ضاع حق وراءه مطالِب، والحرية لا توهب، والحقوق لا تُمنح ولا تُعطى ولكنها تُنتزع، مهما كلفت من تضحيات غالية وعزيزة، ومَن يسكت عن حقه سيموت كمداً ولن يدري به أحد .
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..