فضيلة التنحى

في بلادنا احزاب وزعامات منذ فجر الإستقلال ومن بعدها ظهرت احزاب بزعامتها أيضا والمتابع لمسيرة هذه وتلك يجد العملة واحدة من حيث الطريقة وإن إختلف المضمون ، والعمل السياسى عندنا يعنى المحافظة على إستمرارية الحكم أو كيفية أسقاطه أما البرنامج الذى نريد أن نحكم على اساسه فهو عرضى وعلى هذا يدخل الجميع حلبة المبارزة يؤشر الزعيم وتتبعه الأجهزة وهى ما شاء الله تجيد في مجملها قرآءة الإشارة بشكل سليم وتسدد الضربة في مكانها السليم بعدها يرسل الزعيم شارات الرضى ،
إذا كان هذا دأب العمل السياسى عندنا فماذا نرتجى من ورائه ،
هذا حكم عام وبالتأكيد هناك إستثناء وإن كنا نسعى لتغيير الحال في بلادنا فمن هنا نبدأ وأعنى تغيير حال أحزابنا بإنتفاضة حقيقية على الزعامات أولا لأنها وبلا أدنى شك السبب الأول لبلايا السودان وتأخره بإصرارها على تقدم الصفوف والتصدى لقضايا الوطن التى لا تملك رؤى لحلها وإلا لكنا الآن في مقدمة الأمم ،
السؤال الذى يطرح نفسه لماذا لم يبادر واحد من هؤلاء السادة بالتنحى ليفتح الطريق لصحابه صانعى المجد ، يقينى بخطوة كهذه ستتداعى كثير من الأحداث الموجبة لأننا الآن و بلا قصد منا نضع جيلنا الصاعد بقوة والذى يملك من الإمكانات والقدرات ما يؤهله لإدارة دولة عظمى وهو بالتأكيد ينتظر فرصته لإدارة بلده إدارة حديثة تحدث نقلة كبرى والعالم كله سائر في هذا الإتجاه فلماذا نكون نحن إستثناء ،
فاليجرب زعامات أحزابنا فضيلة التنحى ولنعطى نحن أهل السودان ثقتنا في أبنائنا الشباب وليفجر شبابنا طاقاتهم الذهنية والبدنية في خدمة بلادهم بدون كلل ساعتها وفى وقت وجيز سنجد السودان أخذ مكانه بين الأمم المتقدمة ،
دعونا نجرب الفكرة بعد أن جربنا أفكارا أقل قامة منها أوصلتنا إلى هذا المنحدر ،
[email][email protected][/email]