مقالات وآراء سياسية

الدواء يا وزير الصحة!

يوسف السندي

في قروب واتس اب يجمعنا كدفعة ثانوي دار نقاش حول أسعار الأدوية ، حيث ذكر أحد الزملاء المهندسين أنه احتاج لدربات ملح ( normal saline) من أجل عملية جراحية لأحد أقاربه بالمناقل فلم يجدها في صيدلية المستشفى مما اضطره لشراءها من صيدليات السوق ، حيث تم بيع الدرب الواحد له بسعر 800 جنيه ، و كانت المفاجأة حين ذكر احد الزملاء الصيادلة بالقروب بأن سعر درب الملح الذي يأتي من الإمدادات الطبية سعره 17 جنيه فقط لا غير !!

 

هناك ندرة رهيبة حدثت في الفترة الماضية في دربات الملح ربما كانت هي السبب في رفع الأسعار لهذه الدرجة الجنونية ، و التي ربما أغرت الكثيرين من الذين بين ايديهم أدوية الطواريء الواردة من الإمدادات الطبية لكي يبيعوها في السوق .

 

و ذكر أحد الزملاء الصيادلة بالقروب و هو من الموظفين بالإمدادات الطبية ان السبب في هذه الندرة يعود إلى ان الشركة السعودية التي كانت تمد السودان بدربات الملح تعدت مطالبها على حكومة السودان مبلغ 11 مليون يورو مما جعلها تتوقف ، و ذكر بأن جزء من هذه المديونية قد تم دفعه و ان الشركة باشرت الآن إمداد السودان بدربات الملح ، و ان حوالي ٦٦ حاوية من دربات الملح وصلت بورتسودان و توزيعها جاري على العاصمة و الولايات .

 

لقد كان مؤسفا ان يخبرنا الزملاء الصيادلة ان هناك مصنع لدربات الملح بالسودان و لكنه في عداد الذي لا يعمل !!

 

للاسف سوق الأدوية في السودان مليء بفساد تقشعر منه الأبدان، و سيكون من أضخم الملفات الحرجة التي يجب أن يعالجها وزير صحة الثورة د أكرم على التوم ، و أترك بين يديه هذا المقال ليكون مجرد مدخل لعالم مظلم و مليء بعديمي الأخلاق و مصاصي دماء المرضى و المحتاجين اسمه : سوق الأدوية في السودان .

 

فالذي حدث في أمر دربات الملح يحدث باستمرار في أدوية الملاريا و أدوية غسيل الكلى و أدوية الضغط و السكر و حتى في المضادات الحيوية ، حيث يصل سعر الدواء ما لا يقل عن خمسمائة ضعف سعره الحقيقي في الولايات و خاصة الولايات البعيدة عن العاصمة ، و يستغل بائعو الأدوية حوجة المريض التي لا غنى عنها للدواء مما يجعله يبيع ( الوراه و القدامه ) من أجل الحصول على جرعة دواء لطفله او لوالده او لزوجته ، و هذا بالضبط ما يجعل من سوق الأدوية بالسودان وكرا من أوكار الفساد و عديمي الأخلاق.

 

السيد وزير الصحة : هذا الملف يؤلم المواطنين ، و يحتاج إلى تدخل عاجل و صارم ، فالمرضى لا يطلبون مجانية الدواء بالكامل ، هم فقط يطلبون وفرته و ان يباع لهم بسعره الحقيقي .

 

و نهمس في أذنك بان توطين صناعة الأدوية و خاصة أدوية الطواريء من نوع دربات الملح التي لا غنى عنها سيكون بكل تأكيد حل مهم و ضروري .

 

يوسف السندي

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..