أخبار السودان

أين حكومتنا من الحكم الراشد

د. عمر بادي

سوف أتطرق في هذه المقالة إلى معنى الحكم الراشد, و إلى منتدى كوالالمبور الثالث الذي إختتم أعماله قبل يومين في الخرطوم و ما حواه من توصيات , ثم أختتم بالإجابة على السؤال الذي وضعته عنوانا لهذه المقالة .
مصطلح الحكم الراشد هو مصطلح قديم ? حديث , قديما أطلقوه على حكم الخلفاء الراشدين , و حديثا يطلقون عليه مصطلح الحوكمة , و المقصود بذلك الحكم الصالح الذي صار مرادفا لمصطلح الحكومة كما ينبغي أن تكون . المفهوم من الحكم الراشد هو إدارة و ممارسة السلطات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية للدولة و القطاع الخاص و المجتع المدني على مختلف المستويات المركزية و اللامركزية , بكل أمانة و صدق و إستقامة و شفافية و فاعلية من أجل تطوير الإنتاج و الخدمات . للحكم الراشد مقاييس يوزن بها و تستعمل كمعايير دالة على صدقيته . هذه المقاييس هي :
1 ? إنفتاح المؤسسات السياسية
2 ? المشاركة السياسية
3 ? الشفافية
4 ? مدى القبول الذي تحظى به الحكومة لدى الشعب
5 ? الحريات العامة
6 ? حرية الصحافة
7 ? نزاهة التوظيف لدى الجهاز التنفيذي
8 ? المساءلة
9 ? درجة الفساد
10 ? إحترام و تطبيق القانون
تحدث الدكتور مهاتير محمد الرئيس الأسبق لدولة ماليزيا و مفجر نهضتها الإقتصادية بصفته رئيسا لمنتدى كوالالمبور الذي إنعقد في الخرطوم في الأيام الماضية تحت شعار : الحكم الراشد , رؤية إسلامية و أثره في تحقيق النهوض الحضاري , كما تحدث آخرون يمثلون الدول العربية و الإسلامية , و لكن يهمني هنا حديث الدكتور مهاتير , فالرجل من معجزات العصر الحديث . قال الدكتور مهاتير : ( نعمل على إصلاح الأوضاع التي عانينا منها منذ ستة عقود , و عندما نبحث عن الأسباب علينا أن ننظر بأمانة إلى أخطائنا . لقد نسينا تعاليم ديننا الذي هو طريقة للحياة , فهل نحن نعيش الطريقة التي وصفها القرآن ؟ لا . نحن الآن مسلمون بالإسم . لقد قال لنا القرآن إن كنا غير عالمين بتعاليم ديننا علينا بالعودة ثانية للقرآن , فقد أدت التفسيرات إلى اللبس و قسمتنا إلى طوائف , و هذا الإختلاف يقودنا لكي نتحارب . لقد ترك الرسول لنا إسلاما واحدا , و وضعنا الحالي لا يجعل المسلمين إخوة . المسلم هو من ينطق بالشهادتين , و ليس ذاك الذي له لحية أو تلك التي تلبس الخمار فقط . نحن نتبع قادتنا و المفسرين للدين لنا دون دراية من معظمنا لحقيقة الإسلام . لقد تحكمت عقدة الدونية في المسلمين تجاه الأوربيين , مع أن الأوربيين كانوا قد تتلمذوا على الحضارة الإسلامية . الآن يمكن للآخرين أن يغزوا المسلمين , لأن المسلمين لا ينتجون أسلحتهم . من أجل الحكم الراشد يجب تذكر توجيهات الله تعالى أن نقدم لبعضنا الحياة التي أنعمها علينا . إذا أردنا أن نرسي دعائم الحكم الراشد علينا بالعودة إلى الله , فنحن سبب بؤسنا . لقد إستطعت أن أقدم لبلدي الحكم الراشد رغم القصور الذي كان ) .
لقد شاهدت خلال التلفاز الدكتور مهاتير و هو يلقي خطابه في قاعة الصداقة على الحضور من الدول العربية و الإسلامية , و قد تبدت أوجه القياديين من المؤتمر الوطني و قد ظهر عليها واضحا الحرج مما قاله الدكتور مهاتير ! تحدث في المنتدى أيضا السيد علي عثمان محمد طه نائب رئيس المنتدى و دعا في حديثه إلى وضع نظام عالمي جديد للحكم الراشد , حقا إن ( الإستحوا ماتوا ) !!
أتت توصيات منتدى كوالالمبور التي سوف يتم الإستهداء بها كالآتي :
1 ? دعوة الحكومات و مؤسسات المجتمع المدني في العالم الإسلامي لتنزيل قيم الحكم الراشد من دائرة التنظير و النظريات إلى التطبيق و التشريعات عبر تبني مشاريع عملية تراعي الواقع و تحفظ الخصوصيات .
2 ? الإستفادة من التجارب الناجحة في تطبيق معايير الحكم الراشد سواء من التراث الإسلامي المستمد من الكتاب و السنة و سيرة الخلفاء الراشدين و من واقعنا المعاصر .
3 ? فتح علاقات شراكة و توقيع بروتكولات تعاون مع مؤسسات المجتمع المدني العربية و الإسلامية و الغربية المختصة في مجال الحكم الراشد بغرض الإستفادة و تبادل الخبرات .
أين حكومتنا من الحكم الراشد ؟ بناء على مقاييس الحكم الراشد ظلت مؤسسة الشفافية الدولية تضع السودان في ذيل دول العالم كل مرة , و لكي لا نتحامل عليها أرجو من القراء الكرام أن يتمعنوا في مقاييس الحكم الراشد العشرة أعلاه و يطبقوها على حكومتنا بكل شفافية و يروا ما النتيجة ! إنني ارى تشابها كبيرا بين هذه المقاييس العشرة للحكم الراشد و بين مطلوبات الحوار الوطني التي تصر المعارضة على تنفيذها قبل الدخول مع الحكومة في الحوار الوطني , هذا يعني أن المعارضة تريد للحكومة أن تكون راشدة , و الحكومة ترفض !!
في مقابلة مع الدكتور مهاتير في إحدى الصحف السودانية ذكر أن السودان له إمكانات زراعية هائلة يمكن أن ترتقي به إلى مصاف الدول المتقدمة . أيضا في مقابلة معه في قناة الجزيرة ذكر الدكتور مهاتير أن السودانيين أكثر المسلمين الذين يأتون إلى ماليزيا للإستفادة من تجربتها الإقتصادية لكنهم لا يطبقون ما أتوا من أجله في بلادهم ! إن إستثمارات السودانيين في ماليزيا و في النخلة في دبي تبلغ عشرات المليارات من الدولارات و البلاد تعاني من إنعدام العملة الصعبة و من إنفلات الأسعار جراء إقتصاد السوق و نتيجة لرفع الدعم عن الوقود و الكهرباء و الدواء , و النتيجة إنهيار يتدرج للأسوأ في تفشي الجوع و المرض و الإنتحارات و الموت البطيء , فقد بلغت روح الشعب الحلقوم ! هل يعقل أن يفوز حزب المؤتمر الوطني في اي إنتخابات شفافة قادمة ؟ لقد جلب كراهية المواطنين له و لأعضائه و لقيادييه !!
أخيرا أكرر و أقول : إن الحل لكل مشاكل السودان السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية يكون في العودة إلى مكون السودان القديم وهو التعايش السلمي بين العروبة و الأفريقانية و التمازج بينهما في سبيل تنمية الموارد و العيش سويا دون إكراه أو تعالٍ أو عنصرية . قبل ألف عام كانت في السودان ثلاث ممالك أفريقية في قمة التحضر , و طيلة ألف عام توافد المهاجرون العرب إلى الأراضي السودانية ناشرين رسالتهم الإسلامية و متمسكين بأنبل القيم , فكان الإحترام المتبادل هو ديدن التعامل بين العنصرين العربي و الأفريقاني مما أدى لتمازجهم و كان نتاجه نحن , و أضحت هويتنا هي السودانوية . إن العودة إلى المكون السوداني العربي الأفريقي اللاعنصري تتطلب تغييرا جذريا في المفاهيم و في الرؤى المستحدثة و في الوجوه الكالحة التي ملها الناس !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كنا هكذا حتى عام 1989م .. ذاك الواقع الجميل للتعايش السلمى اتى عمر البشير والترابى وزمرته لينقذوننا منه كما يقولولون ليحولونا الى لا تعايش سلمى داخل الاسرة الواحدة .. واذا حصل تغيير سوف ترون عجبا .. لا مكان ولا قبول لمن هجم بالدبابة على الشعب والبلد واحال اهلها الى رعايا يخدمون ملكه ..

  2. ذكر الدكتور مهاتير محمد أن السودانيين أكثر المسلمين الذين يأتون إلى ماليزيا للإستفادة من تجربتها الإقتصادية لكنهم لا يطبقون ما أتوا من أجله في بلادهم ! إن إستثمارات السودانيين في ماليزيا و في النخلة في دبي تبلغ عشرات المليارات من الدولارات و البلاد تعاني من إنعدام العملة الصعبة و من إنفلات الأسعار جراء إقتصاد السوق و نتيجة لرفع الدعم عن الوقود و الكهرباء و الدواء , و النتيجة إنهيار يتدرج للأسوأ في تفشي الجوع و المرض و الإنتحارات و الموت البطيء , فقد بلغت روح الشعب الحلقوم ! هل يعقل أن يفوز حزب المؤتمر الوطني في اي إنتخابات شفافة قادمة ؟ لقد جلب كراهية المواطنين له و لأعضائه و لقيادييه !!
    هل يعقل أن يفوز حزب المؤتمر الوطني في اي إنتخابات شفافة قادمة ؟
    شفافه قادمة لا
    لكن مش حتكون فى السودان اى أنتخابات شفافه والجيش جيش النظام لا جيش السودان والشرطة شرطة النظام لا شرطة السودان وجهاز الأمن جهاز النظام لا جهاز الوطن السودان
    شفافه يا دكتور مهاتير لن تحدث قبل أن تتم عملية إعادة هيكلة لأربعة
    الجيش الشرطة جهاز الأمن والخدمة المدنية بحيث يكون نصيب الكيزان يتناسب وحجمهم الطبيعى
    شفافة يا دكتور مهاتير لن تحدث قبل ان تفكك قوات الدعم السريع وقوات الدفاع الشعبى والشرطة الشعبية وكل المؤسسات الأمنية التى تنتسب للنظام بما فيها الهدف
    ودا السبب الذى أفشل محادثات السلام ولن يحدث سلام ووفاق ووئام وهذه المؤسسات الأمنية أخوانية كيزانية تمكينية

  3. السودان تحت حكم حكومة حزب المؤتمر الوطني يحكم كالاتي :
    – الغياب التام للقانون تجاه محاسيب الحكومة حتى ان احدهم يسرق المال العام فتطوع له الشريعه الاسلامية بفقه السترة ثميتم تحليل المختلس بان يدفع جزء من المال الذي سرق (راجع جريمة فساد مكتب والي الخرطوم السابق ) .. ولكن يطبق القانون في حق الضعيف بانزال اقصى العقوبة عليه اذا سرق ( انما هلك الذين من قبلكم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق الضعيف اقاموا عليه الحد والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها .
    – حكومة المؤتمر الوطني تمارس التجارة عبر الشركات الحكومية وشبه الحكومية حتى اذا خالفت هذه الشركات القانون واستولت على الاموال فان الصمت حيالها يطول حتى ايجاد كبش فداء وايجاد الضعيف لمحاكمته ( راجع جريمة سرقة ملايين الدولارات المخصصة لاستيراد الدواء)
    – يمارس الوزراء والاقارب والمحسوبين التجارة والمقاولات ويخالفون ويغشون المباني فتنهار ولا يحاسب احد ( راجع جريمة انهيار عمائر الرباط )
    اما الحرية فلا يسمح لاي مواطن بالاعتراض او التظاهر والا فان القتل مصيرهم ( راجع جريمة قتل متظاهري سبتمبر 2013م)
    يكفي

  4. ولا استبعد ان الاغتيال خلفه كلاب الالغاز المؤتمرجية المتاسلمين حزبى المتامر الواطى اللاوطنى والمتامر الشعبوى إضافة لسلفاكير وموسوفينى الذى تم شراؤه

    وستثبت الأيام هذا القول والان هنالك مجموعة من انصار قرنق وزوجته وابنه ومجموعات تحقيق خاصة متخصصة أوروبية وافريقية تعمل ليل نهار لتوضيح ابعاد الجريمة المنظمة المخططة …. وماضاع حق ومعرفة ورائها ساع وباحث ومطالب

  5. سلام …
    في مقابلة مع الدكتور مهاتير محمد (رئيس ماليزيا السابق )في قناة الجزيرة ذكر الدكتور مهاتير أن السودانيين أكثر المسلمين الذين يأتون إلى ماليزيا للإستفادة من تجربتها الإقتصادية لكنهم لا يطبقون ما أتوا من أجله في بلادهم ! إن إستثمارات السودانيين في ماليزيا و في النخلة في دبي تبلغ عشرات المليارات من الدولارات .
    نخلص من مقال الدكتور مهاتير محمد أن الدولارات التي تتبع لحكومة السودان موجودة بالخارج تحت حساب اعضاء الحزب الحاكم ولديهم ممتكات واستثمارات بالخارج وهم يرفعون شعارات الاسلام والشعب يعاني من ابسط متطلبات الحياه الأساسية فأين إسلامهم الذي يتكلمون به ولا يطبقونه .
    ممكن أن يتحمل الانسان كل شي يخطر على البال إلا المرض وإنعدام الأدوية التي يعاني منها المواطن اليوم في السودان .
    مهما طال الليل
    لابد من مجي الصباح…
    ودمتم…
    أبوعيسى…

  6. سلام …
    في مقابلة مع الدكتور مهاتير محمد (رئيس ماليزيا السابق )في قناة الجزيرة ذكر الدكتور مهاتير أن السودانيين أكثر المسلمين الذين يأتون إلى ماليزيا للإستفادة من تجربتها الإقتصادية لكنهم لا يطبقون ما أتوا من أجله في بلادهم ! إن إستثمارات السودانيين في ماليزيا و في النخلة في دبي تبلغ عشرات المليارات من الدولارات .
    نخلص من مقال الدكتور مهاتير محمد أن الدولارات التي تتبع لحكومة السودان موجودة بالخارج تحت حساب اعضاء الحزب الحاكم ولديهم ممتكات واستثمارات بالخارج وهم يرفعون شعارات الاسلام والشعب يعاني من ابسط متطلبات الحياه الأساسية فأين إسلامهم الذي يتكلمون به ولا يطبقونه .
    ممكن أن يتحمل الانسان كل شي يخطر على البال إلا المرض وإنعدام الأدوية التي يعاني منها المواطن اليوم في السودان .
    مهما طال الليل
    لابد من مجي الصباح…
    ودمتم…
    أبوعيسى…

  7. والله فعلاً وجوه كالحة وبائسة وقميئة مليناها .. مليناها ومجرد ذكرها نصاب بالغثيان .. تفووووووو على أي كوز

  8. أب صلعه باسم ديمه الصورتو تحت صورة عب الشايقيه قابلته لما كان يعمل فى السعوديه فى منطقة ساجر كانت المرتبه التى ينام عليها مرميه على الارض ومتسخه مثله… وأتحداه ان ينكر هذا عشان أكمل ليهو باقى القصه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..