ظلمات الحضارة الغربية (4 _ 4)

(1)
الموجهات العامة للفكر البديل :

اولا: لابد من الاجابة بشكل منطقى ومعقول وواضح لا لبس فيه علي اشكالات الغيب وتحديد علاقة الانسان بالوجود الغيبى والوجود المادى ومن ثم تقييد سلوك الانسان وعلاقته بالطبيعة و بالبعد الغيبى .

ثانيا: التخلى عن التصديق الساذج بالغيب الذى دعت له الديانات السماوية وترك توقيف العقل عند الحديث عن الغيبيات ومن ثم ايجاد بدائل علمية منطقية تجيب على تساؤلات الملحدين ومنكرى الغيب .

ثالثا: التطور فى اتجاه ابحاث الروح على خطى تطور الغرب فى ابحاث المادة .

أعتقد ان الكتب السماوية الصحيحة أقدر على انزال فكر سليم وشامل وآخذ فى الحسبان الفكر المادى الغربى ومتجاوزه الى افاق ارحب وقادر على ايجاد حلول عقلية للاشكالات والمعضلات التى واجهت فلاسفة الغرب . مشكلة الكتب السماوية الان انها لم تفهم كما ينبغى او ان المؤمنين بها لم يمتلكوا بعد القدرة على انزالها على واقعهم المعاصر واكتفوا بتوارث ما فهمه الاقدمون , وهذا افرغها من مواكبتها لتطور العقل .

فمثلا كانت الديانات السماوية بما فيها الاسلام قد بنيت على الايمان الغيبى يالاله الواحد وبالملائكة والبعث واليوم الاخر والحياة الاخرى والنعيم والعذاب . ايمانا مبنيا فقط على تصديق الانبياء وبتوقيف عقل الانسان عن التفكر فى ذلك الغيب .. وهذا ما رفضته عقلية القرن لحالى وما سيليه من قرون حتى نهاية الزمان .. اذ ان الفكر الانسان المعاصر ارتبط ارتباطا وثيقا بالعقل وبالتالى فان كل ما لايتوافق او لايستجيب له العقل فهو متروك ..

ولذلك فعصر عالمية الفكر البديل للفكر الغربى ينبغى ان يجاوب اجابات وآضحة لا لبس فيها عن ماهية الغيب ..حتى يمكن تقديم الفكر الدينى بوجه مغاير لما كانت عليه الاجيال السابقة المصدقة والمؤمنة والممتنعة عن طرح الاسئلة التى تطرحها الانسانية فى هذا العصر .

(2)

الانسان روح ومادة وكذلك الكون:

اعتقد ان ايسر السبل لفهم طبيعة الوجود وتركيبه هو بالنظر الى طبيعة وتركيب الانسان , وبالتالى فان حلول الاشكالات الوجودية يكمن فى مضاهاتها بالانسان .. فمثلا ان الذى ينكر الغيب الذى تحدثت به الديانات فكانما ينكر غيب الانسان .. والذى ينكر وجود الله المسير لهذا الكون كانما ينكر وجود الروح المسير للانسان .. والذى يطلب الاثبات المادى لوجود الله مثله كالذى يطلب اثباتا ماديا لوجود الروح فى الانسان !!!
وهكذا ..
وكما ذكرت ان الفكر الغربى المادى أقصى وجود الروح واكتفى بعلاقة الانسان بالطبيعة .. وليس هناك شك فى ان روح الانسان أقيم من جسده والمادة التى تكونه .. ومن هنا يتضح ان الفكر الغربى علا عن طريق الادنى وترك الاقيم والاعلى ..

ولذلك فان الفكر الجديد الذى سيتمكن من دحر عالمية الفكر الغربى ينبغى ان يعلو عن طريق الغيب وان يتطور فى ابحاث الروح ولا يهمل الطبيعة ..

وخلاص الانسانية القادم من انحطاط الفكر الغربى المادى لن يكون الا عن طريق فكر شمولى يجيب على اشكالات الغيب ويعتنى بالروح ولا يتجاهل المادة .

ولابد ان يجاوب علي الاسئلة التي طرحها الفكر المادي اثناء عمله علي اقصاء الدين مثل كيف يمكن اثبات وجود الله وغيرها من اسئلة الملحدين لان بالاجابة علي مثل هذه الاسئلة يمثل خطوة جبارة علي طريق دحر الفكر المادي واعادة الالق للفكر الديني

ومن ثم يمكن بعث عالمية دينية جديدة مواكبة لتطور العقل ومجاوبة لتساؤلات انسان القرن الواحد والعشرين.

م. خالد الطيب أحمد

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انت عاوز دراسات في الروحانيات عشان تصل لشنو؟ تفعيل الايمانيات جنبا الى جنب التعامل مع الماديات يكفي! وأساس الإيمانيات هو أن تستصحب دائما أنك تتعامل مع قدرة الله التي هي من وراء الطبيعة التي بين يديك وهذا يكفي لإشباع الجانبي الروحي معك. الروحانيات وحدها لا تكفي للتعامل مع الكون فليس من حسن العمل المأجور أن تترهبن طول عمرك في العبادة والذكر لترقية الروح وترك العمل الدنيوي المادي أو ترجو أن ييسر لك أمور الدنيا. بالدعاء بلا عمل. ومن قال إن العمل لا يغذي الروح لو استصحبنا بركة الله فيه وفتحه في تيسيره خاصة مع الغرض الخير والحسان به الى النفس والاهل والأحباب والعالم أجمع ~ عمل الخير هو دائما عمل روحي مصلح للنفس ومبعد للأنفس الشح ~ اننا نلاحظ مؤخرا أن أصحاب المادية الغربية صاروا ينخرطون في أعمال الخير أكثر من أصحاب الايمانيات و الروحانيات. ان هذا التحول ليس امتدادا لتشبع بديانة سابقة بقدر ما هو تشبع بثقافة جديدة تؤمن بكرامة الانسان ومن ثم احترام انسانيته وحقوقه الانسانية وهذا ما يتوافق والقيم التي جاءت بها الأديان من دون أن يربطوا هذا بذاك فقد توصلوا الى هذه القيم وعرفوا أن الانسان كائن مكرم بل وكل ذي روح وكبد رطب فنادوا بالرفق بالحيوان كسلوك بشري كريم نحو بقية المخلوقات الحية ~ فتبرعوا بالمال ووقفوه في كل أوجه الخير من اغاثات للجوعى وغذا وعلاج وتعليم لمن لايجدون وحماية للحيوان من الانقراض والصيد الجائر حتى قالوا إن من بين كل ثلاثة سمكات تباع في الأسواق هناك واحدة مسروقة أي كان يجب تركها لمن يستحقها أكثر. واذا رجعنا لأعمال الخير نحو الانسان فانظر كم منظمات المجتمع الدولي التي أقاموها لحماية الانسان من الاستغلال والحرمان من حقوقه الاساسية في الحياة بكرامة وأمن دون تمييز أو تعذيب أو قتل أو اهانة. هذه هي الروحانيات التي يجب أن تسود البشر والإيمان بها يعادل ماهو مطلوب من السمو بالروح في الأديان والفرق الوحيد بينهم وبين أهل التوحيد البركة المرجوة من هذه الروح العاملة فهم يرجون اشباع انفسهم بما يؤمنون بما ينبغي من البشر كبشر ولا يرجون به ثوابا من البشر ولا من الخالق الذي قد لا يؤمنون بوجوده حتى! وهذا فرقهم من الذين يرجون من عمل الخير ثوابا من الله ~ وفي كل خير في الدنيا على كل حال ولكن الفرق في الآخرة

  2. انت عاوز دراسات في الروحانيات عشان تصل لشنو؟ تفعيل الايمانيات جنبا الى جنب التعامل مع الماديات يكفي! وأساس الإيمانيات هو أن تستصحب دائما أنك تتعامل مع قدرة الله التي هي من وراء الطبيعة التي بين يديك وهذا يكفي لإشباع الجانبي الروحي معك. الروحانيات وحدها لا تكفي للتعامل مع الكون فليس من حسن العمل المأجور أن تترهبن طول عمرك في العبادة والذكر لترقية الروح وترك العمل الدنيوي المادي أو ترجو أن ييسر لك أمور الدنيا. بالدعاء بلا عمل. ومن قال إن العمل لا يغذي الروح لو استصحبنا بركة الله فيه وفتحه في تيسيره خاصة مع الغرض الخير والحسان به الى النفس والاهل والأحباب والعالم أجمع ~ عمل الخير هو دائما عمل روحي مصلح للنفس ومبعد للأنفس الشح ~ اننا نلاحظ مؤخرا أن أصحاب المادية الغربية صاروا ينخرطون في أعمال الخير أكثر من أصحاب الايمانيات و الروحانيات. ان هذا التحول ليس امتدادا لتشبع بديانة سابقة بقدر ما هو تشبع بثقافة جديدة تؤمن بكرامة الانسان ومن ثم احترام انسانيته وحقوقه الانسانية وهذا ما يتوافق والقيم التي جاءت بها الأديان من دون أن يربطوا هذا بذاك فقد توصلوا الى هذه القيم وعرفوا أن الانسان كائن مكرم بل وكل ذي روح وكبد رطب فنادوا بالرفق بالحيوان كسلوك بشري كريم نحو بقية المخلوقات الحية ~ فتبرعوا بالمال ووقفوه في كل أوجه الخير من اغاثات للجوعى وغذا وعلاج وتعليم لمن لايجدون وحماية للحيوان من الانقراض والصيد الجائر حتى قالوا إن من بين كل ثلاثة سمكات تباع في الأسواق هناك واحدة مسروقة أي كان يجب تركها لمن يستحقها أكثر. واذا رجعنا لأعمال الخير نحو الانسان فانظر كم منظمات المجتمع الدولي التي أقاموها لحماية الانسان من الاستغلال والحرمان من حقوقه الاساسية في الحياة بكرامة وأمن دون تمييز أو تعذيب أو قتل أو اهانة. هذه هي الروحانيات التي يجب أن تسود البشر والإيمان بها يعادل ماهو مطلوب من السمو بالروح في الأديان والفرق الوحيد بينهم وبين أهل التوحيد البركة المرجوة من هذه الروح العاملة فهم يرجون اشباع انفسهم بما يؤمنون بما ينبغي من البشر كبشر ولا يرجون به ثوابا من البشر ولا من الخالق الذي قد لا يؤمنون بوجوده حتى! وهذا فرقهم من الذين يرجون من عمل الخير ثوابا من الله ~ وفي كل خير في الدنيا على كل حال ولكن الفرق في الآخرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..