الانبهار بالاستوزار

حاطب ليل

الانبهار بالاستوزار

د.عبد اللطيف البوني

كلما أتأمل التشكيل الوزاري الأخير أتذكر أغنية الحقيبة التي جاء فيها (ياصديق قول لي بكل صراح نحن هل جنينا أم عقولنا نصاح) إذ لم استطع أن أستوعب المعايير التي تستوزر بها الإنقاذ وزراءها فقدرما قلبت معلوماتي السياسية لم أجد المدرسة التي استندت عليها في ذلك الشأن فهناك وزارة التكنوقراط وهذه تتكون من خبراء مختصين في شأن الوزارة المعنية وهناك الوزارة السياسية وهذه تتكون من سياسيين أصحاب تجارب سياسية لكن يلاحظ في التشكيل الوزاري(المتضخم) لدرجة الورم أن هناك وزراء غير مختصين في شأن وزارتهم وليس لهم تجربة سياسية عامة فهم ليسوا تكنوقراط وليسوا سياسيين. قد يكونون متحزبين ولكن التحزب وحده لا يعطي الكفاءة والأهلية في تولي الوزارة.
الخدمة المدنية هي لحمة وسداة الجهاز التنفيذي والدخول للخدمة المدنية يأتي من بوابة القواعد العامة فهناك معايير علمية معروفة لاختيار الأطباء والمهندسين والقضاة والإداريين والدبلوماسيين والذي منه والهرم الإداري معروف إذ ينتهي بوكيل الوزارة فمنصب الوكيل منصب غير سياسي تحكمه قوانين الخدمة المدنية ثم يأتي الوزير وهو منصب سياسي مهمته تنفيذ سياسة الوزارة التي يضعها التكنوقراط أو تكون لحكومته برنامج ينفذه التكنوقراط في الوزارة ولكن عندما تتدخل الحكومة في تعيينات الخدمة المدنية وتسييس وظائفها ثم تأتي بوزير سياسي تصبح الحكاية جبانة هايصة ليس إلا. فما بالك بوزراء اليوم؛ يأتي الواحد منهم مصطحبا جوقته من سكرتارية ومدير مكتب وأمين سر ومسؤول إعلام والذي منه فيجوط الشغلانة كلها. بالمناسبة الذين يتحدثون عن مخصصات الدستوريين يجب ألا ينظروا لمرتب الشخص الدستوري بل يجب أن يستصحبوا مرتبات ومخصصات الجوقة المصاحبة.
ما تقدم كوم وحكومة القصر كوم آخر، فمعروف منصب رئيس الجمهورية ونائبيه ولكن تبقى مسألة المستشارين والمساعدين، فهذا يصعب وضع تعريف مفصل له؛ فتتداخل مع العمل التنفيذي الذي تقوم به الوزارت فهل يمكن أن تجد رئاسة الجمهورية استشارة في الشئون الخارجية أكثر من وزارة الخارجية المتخصصة بهذا الشأن؟ هل يمكن أن تجد استشارة في العمل الزراعي أكثر من وزارة الزراعة؟ نعم هناك أعمالا سيادية لابد من أن تشرك فيها الأحزاب الأخرى في حالة الحكومات الائتلافية أو القومية أو حتى العريضة وهذه الأعمال يمكن أن تؤدى في غرفتي البرلمان خاصة مجلس الولايات الذي يمكن أن يغير اسمه ويشترك مشاركة كاملة في التشريع والرقابة فبه يمكن أن تصبح الحكومة قومية أو عريضة على حسب الحل.
لا أدري إن كانت هناك قوانين داخلية أو لوائح تفصل بين الاختصاصات وتضع تحديدا واضحا للوظائف ذات الطبيعة السياسية كالتي في حكومة القصر وتمنع تداخلها مع الجهاز التنفيذي الذي يمثل قمته مجلس الوزراء فإن كانت موجودة يجب أن يطلع الناس عليها ليعرفوا كوع آليات العمل الحكومي من بوعه ويبدو لي أن بعض الدستوريين والوزراء زاهدين في معرفة تلك اللوائح والقوانين لأنهم في غاية الانبهار بوضعهم الجديد فقد تقلدوا ما يبغون وخلاص ولكن هنك قاعدة إدارية ذهبية فحواها أن زيادة العمالة أضر بالإدارة من نقصانها. والحال هكذا يبدو لي أن هناك حكومة خفية تدير شئون البلاد بينما الحكومة الظاهرة للعيان مجرد خيال مآتة من حيث السلطة فإن كان ذلك كذلك فهذه مصيبة كبيرة ليس لانعدام الشفافية فحسب بل لأن المشاركة السياسية بهذه الطريقة تصبح (لعبة وداخلها غش) كما نقول بالدارجية.

تعليق واحد

  1. اجد نفسي ميالا للنتيجة التي وصلت اليها يابروفنا العزيز وهي ان هناك حكومة خفية والبقية تمثيل ودجل فابحثوا عن هذة الحكومة الخفية وعروها ستركم الله

  2. أما كون هناك حكومة خفية فهذا مما لا شك فيه، فإسلامويو السودان بنوا فكرتهم على العمل من خلال لافتات،،، غير أني أحبذ في مسألة تفريخ الوزراء دون خبرة في المجال بأغنية " العندي أنا ما بدي وحق الناس بقالع في" حيث أن هذه الاغنية تمثل النهج الاستوزاري وأن الانقاذ مؤسسة على القلع المادي والمعنوي فقد قلعت هذه الكراسي من مستحقيها بالنفي وبالصالح العام كما قلعت من بعض الاحزاب وزراء قلع وطلبت منهم المشاركة بعد أن سبتهم وتفهتهم بكل قوة عين…… كما أن حكومة الانقاذ الخفية من الذكاء بمكان على أن تعين وزراء ذوي خبرة وذكاء حتى لا تُكتشف حكومتها السرية أو يقفوا حجر عثرة في مخططاتها، ومن الدلائل على وجود حكومة سرية للإنقاذ الزيارة التي قام بها عمر البشير والطواف على مناطق المناصير جواً واتضاح الحالة له ووعده بحل المشكلة ولكنه تجاهلها بصورة تثير الدهشة وفي ظرف لا تحتاج فيه البلاد لخلق أزمة قد تتطور، غير أنه من الواضح تدخل حكومة الانقاذ السرية ومنعها له من اتخاذ ما يلزم،،، وحقيقة إن موقف الحكومة من قضية المناصير يثبت ما ذهبت اليه دكتور البوني بشأن استغرابك من معايير اختيار الوزراء….. فالوزراء يتم إختيارهم لتأسيس ما يسمى بـ The Creative Chaos وهي الحالة الوحيدة التي يمكن أن تعيش فيها حكومة الانقاذ السرية ،،، غير أني في هذه الفرصة الطيبة أود أن أعرج على تصريح والينا ود الخضر الذي تدخل في سرد الأحوال الأمنية ومدى جهوزيتها وهذا إن دل على شيء فإنما يدل أن وزراء وولاة الإنقاذ متعارفين على ما يمكن أن يصطلح عليه " زيتنا في بيتنا" أي بمعنى " إنت صرح لي وانا بصرح ليك" فالخطأ عندهم صواب وصوابنا عندهم خطأ ،،،

  3. للاسف ما يحدث من هرجلة واستوزار وما يصاحبها من ترضيات لهذا واسكات لهذا فى بلد مازوم اساسا خاصة بعد ذهاب الجنوب وموارده لهو اكبر دليل على انعدام الحس الوطنى وطغيان حكم المافيا.. بدليل اعادة الديناصورات المكنكشة وتبديل الكراسى رغم ادمانها للفشل سابقا.. ولا حول ولا قوة الا بالله.. :lool: :crazy: :lool:

  4. طيب كويس مدام انت ده كلو عارفو

    ليه لقينا اسمك ضمن اعضاء المؤتمر الوطنى المنشوره فى الصحف

    الا يكون كلامك هو جزء من النهج التامرى يوم كده ويوم كده

    كدى نشوفك يوم الخميس صفقه ورقيص

  5. با بروف أنا منتظر الدور عشان أبقى وزير التجارة الخارجية تجي إنت تقول تكنوقراط و برجوازية و عقد إجتماعي و حقوق إنسان و شفافية و اللفاظ النابية دي أنا منتظر الدور علشان أستوزر وجني و جن المثقفاتية:crazy:

  6. يادكتوالبوني

    زمان كانت الوزارة لها بريق والوزراء مش اى كلام زى الان

    عبود حكم السودان بى 7 وزراء و 7 حكام اقاليم فقط

    شوف اسع فى شنو

    1 رئيس جمهورية

    2 نواب رئس واحد مش كفاية

    15 من مستشار لى مساعد

    15 وزراء اتجاديين زائد الوكلاء بتوع الوزارات

    15 وزراء دولة

    15 والي

    225 15فى 15 وزير ولائى زائد مديرى الوزارات الولائية

    وزير ولائي

    1 رئيس برلمان

    1 نائب رئيس برلمان

    300 عضو برلمان اتحادى

    600 15 فى 40 دستورى ولائي

    ديل على الاقل بيصروفوا 10 مليار جنيه فى الشهر

    يا دكتور ديل فضلوا لى الشعب المسكين شنو

    هل من تعليق

  7. ذكرتنى البروتوكول السرى لتنصيب الرؤساء الامريكان منذ جورج واشنطون_بنيامين روزفلت_نكسون _كنيدى(الذى يعتبر نشاذ)_بوش الاب وبعده ابنه_وكلينتون ثم اخيرا اوباما… اذ ينبغى ان لا يكون الريس حاد الذكاء… حتى لا يقلب التربيزة على من جاؤوا به من اللوبى اليهودى.. ويقال بان رجال مايو ومن بعدهم الترابى وعلى عثمان قد استفادوا من هذه الفلسفة.. ونكاد نراها اليوم في تشكيلة حكومتنا البايتة المريضة…. :D :confused: :D

  8. رئيس السودان : مالك عقار نصبناه حاكماً واعطيناه الميزانية ،لكنه طلع " تور " وما بفهم وأعمى بصيرة!!.. «الزول دا جثة كبيرة وراسو صغير ».

    اهو ده مستوى رئيسنا فكيف يكون الزراء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..