الأضرارُ الصحيّةُ والماديّة .. مِنْ (اللمبات) الاقتصاديّة .. !!

في العام المنصرم وفي جامعة المستقبل قدّم البروفسور عمر صالح محمد نور استاذ الفيزياء والنانو تكنولوجي بجامعة لنشوبنغ بالسويد محاضرة قيّمة حول أثر المصابيح (اللمبات) الاقتصاديّة على البيئة والإنسان . البروفسور عمر صالح محمد نور هو احد الباحثين المميّزين على مستوى العالم في مجالات النانو تكنولوجي وله اسهامات علميّة مميّزة في مجال النانو إلكترونك كما له ابحاث في تطبيقات اوكسيد الزنك المختلفة. قدّم بروفسور عمر نور من خلال هذه المحاضرة بديلاً اقتصادياً ومميزاً ومتصالحاً مع البيئة ممثلاً في استخدام اوكسيد الزنك في عمليات الانارة بدلاً عن اللمصابيح الاقتصاديّة، ويمثل البديل الذي طرحة البروفسور عمر نور طفرة حقيقة يترغبها العالم تجعل عمليات الانارة اقل كلفة وأكثر تصالحاً مع البيئة ومميزة من حيث التصميم والقدرة على التَشكُل . وقد نفرد مقالاً للحديث عن استخدام اوكسيد الزنك في عمليات الاضاءة ولكن في هذا المقال اود ان انبّه القارئ لمخاطر اللمصابيح الاقتصادية وكيفية التعامل معها .
لا شك في المردود الاقتصادي للمبات المنتشرة اليوم من حيث تقليلها من استهلاك الكهرباء فهي تستهلك 17% فقط من قيمة الاستهلاك الفعلي , وأطول عمراً من بعض المصابيح الاخرى ـ ولكن بالغوص في مركبات هذه اللمبات ومعرفة تركيبها ربما يجعل الهالة حولها اكثر غتامة . تحتوي اللمبة الاقتصادية على زئبق يتراوح بين 3مليجرام إلى 5 مليجرام وفي بعض الأنواع الصديق للبيئة ينخفض إلى 1 مليجرام. في حين إن كمية التعرض المسموح بها حسب الإدارة الأمريكية للسلامة والصحة المهنية 0.1 ملي جرام لكل متر مكعب وحسب المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية 0.05 ملي جرام لكل متر مكعب لمدة 10 ساعات ولكن قدر المؤتمر الأمريكي لعلماء الصحة الصناعية الحكوميين كمية التعرض بـ0.025 ملي جرام لكل متر مكعب لمدة 8 ساعات وبالتالي فان كسر لمبة واحدة تحتوي على 3 ملي جرام من بخار الزئبق كافية ان تلوث غرفة بأكملها . ومعلوم ان تناثر عنصر الزئبق السام يتسبب في إصابة الإنسان بالكثير من الأمراض وعلي رأسها الفشل الكلوي والزهايمر.
لذلك قامت وزارة الصحة البريطانية ومن خلال وسائل الإعلام بالتحذير من خطورة المصابيح الموفرة للكهرباء، في حالة سقوطها على الأرض وتناثر أجزاءها فهى في هذه الحالة تصبح شديدة الخطورة، حيث كشفت أبحاث ودراسات بريطانية عن أن تلك المصابيح عند كسرها تخرج منها أبخرة سامه تؤدي إلي خلل عصبي يسمي رعشة القبعة والإصابة بالصداع والتهاب المثانة وقد تصل إلي اختراق الأنسجة الواقية للجنين في بطن الأم وإحداث تلف في المخ، ويدخل للجسم من خلال الأكل فيسبب الفشل الكبدي والكلوي لأنه لا يحدث تمثيل غذائي جيد لأنه معدن ثقيل مثل الكادميوم والذي له تأثيرات صحية وينتج من عدة صناعات منها المبيدات والطلاء والدواء وأدوات التجميل.
إن هذه (اللمبات) بعد تلفها تشكل نفايات الخطرة ويجب أن تُفصل هذه اللمبات عن المخلفات الاخرى وهنالك طرق معينة وضعتها وزارة الصحة البريطانية للتعامل مع هذه (اللمبات)، فعند كسر اللمبة يجب عدم استخدام المكنسة الكهربائية في جمع محتويات الحطام حتى لا يتناثر الغبار الزئبقي في أرجاء المكان، و الانتظار 15 دقيقة على الأقل حتى يستقر الغبار على الأرض ثم التأكد من التهوية الجيدة في الغرفة قبل كنسها بفرشاة عادية كما يجب ارتداء قفاز وواق على الأنف والفم عند جمع الأجزاء المتناثرة، باستخدام قطعة من القماش المبللة لجمع الأجزاء الصغيرة والبودرة التي لم تتمكن الفرشاة من جمعها، ووضعها في كيس بلاستيك ويتم غلقه بإحكام والتخلص منه فورا خارج المنزل .
حسب علمي لا توجد احصاءات دقيقة لعدد اللمبات التي دخلت السودان او التي تلفت لتقدير مستوى الزئبق في السودان الناتج من هذه اللمبات لكن مقارنة مع بعض الدول ففي 2011 وفي لندن على سبيل المثال حوالي 80 مليون لمبة توفير طاقة رميت في مكبات القمامه وهذا يعادل 4 أربع أطنان من مادة الزئبق القاتلة في بريطانيا. والكمية الكلية الملقاة في أوروبا كلها وشمال أميركا والدول العربية لا يمكن تخيلها.. والاخطر من ذلك في السودان ان هذه اللمبات تلقى في العراء وتأتي عليها الامطار فيكون لديها قدرة واضحة على تلويث مصادر المياه الجوفية والأنهار والأسماك، بالزئبق القاتل والذي يتراكم في الأجسام تدريجيا.
أما عن نوعية الضوء الذي يصدر من هذه اللمبات ونظراً لأنه تم انتقاص أجزاء من طيف الضوء المرئي في اللمبات الموفرة للطاقة لم تعد مماثلة لمصدر النور الطبيعي (ضوء الشمس). وبالتالي بات الانسان محاصراً أكثر وهو ما قد يكون سبباً لشعور الانسان في احيان كثيرة بالغضب والاكتئاب، ويصبح سلوكه عدوانياً، إضافة لمشاكل في أجهزة الجسم كافة .
هذه اللمبات وباحتوائها على بعض المقاومات والقطع الالكترونية الصغيرة قد تتسبب في حريق اذا كان هنالك تذبذب في الكهرباء فالقطع الالكترونية هي التي تقوم بتنظيم الكهرباء وفي حال تلفها ترتفع درجة حرارتها الي درجات يمكن ان تتسبب في حريق في المصانع والمؤسسات .لذلك يجب عدم تركها في وضع التشغيل في جال غياب المتابعة لها لأوقات طويلة . اننا بحاجة الي توعية اعلامية تفي بمتطلبات التطور الآمن الذي يحافظ على الانسان والبيئة ويحقق الرفاهية .
محمد هاشم البشير
جامعة وادي النيل ? قسم الفيزياء
[email][email protected][/email]
والله كلام مفيد الله ينور عليك
احييك استاذ على هذه المقالات الرصينة ونترقب مقالاتك المميزة على صحيفة التيار المقال يلقى الضوء على قضية مهمة تصلح ان تكون بحثا وموردا للباحثين لك الشكر وللبروفسور عمر نور ومقالاتك تطور واضح في الاعلام العلمي في السودان شكرا لك
احييك استاذ على هذه المقالات الرصينة ونترقب مقالاتك المميزة على صحيفة التيار المقال يلقى الضوء على قضية مهمة تصلح ان تكون بحثا وموردا للباحثين لك الشكر وللبروفسور عمر نور ومقالاتك تطور واضح في الاعلام العلمي في السودان شكرا لك
جزاك الله خيرا حقيقة اول مرة اسمع تفصيل علمي لاضرار هذه المصابيح وانا اتسال هل هنالك علاقه لها بازيادة حالات الفشل الكلوي ارجو ان تهتم ادارة الراكوبه بهذا الموضوع وتبرزه في مكان اعلي
مقال مفيد جدا ومهم معلوماته قيمة نشكر الراكوبة و كما قال الاخ (ابزرد) بوضع المقال في الاعلى لاهميته
بما أن هذه اللمبات تسبب الغضب والاكتئاب، فإننا ننصح الحكومة بمصادرة كافة هذه اللمبات، حتى لا يغضب عليها شعب فقد خاصية الغضب والثورة. لو كانت هذه اللمبات تتسبب في الغضب فعلاُ لما مكثت الإنقاذ 25 عاماً ولما صبر أحد على زوجته.