مقالات وآراء

طفال أبيي.. (9) ألف خارج فصول الدراسة!

 

 

خارج السياق
مديحة عبدالله
أبيي مثلها مثل مناطق النزاعات الملتهبة في السودان، يكاد الموت لا يتوقف عن حصد الأرواح ودمار الممتلكات بسبب الحروب الداخلية بين مكوناتها الاجتماعية المختلفة، إلا أنها أقل حظًا من غيرها فهي لا تجد اهتمام الساسة ولا حتى الإعلام، ولولا وكالات الأمم المتحدة والقوات الدولية لحفظ السلام وتقارير الإحاطة المنتظمة المقدمة لمجلس الأمن لظلت في دائرة العتمة الظالمة..
إلا أن خبر حول التعليم في المنطقة وجد طريقه للنشر حيث قالت السلطات الحكومية هناك أن النزاعات المستمرة وفيضانات الأمطار الغزيرة دفع (9) ألف طفل خارج مقاعد الدراسة هذا العام، وقد يكون العدد أكبر حيث لم يتم معرفة إحصائيات تلاميذ المدارس الكنسية، وذكر المدير العام لوزارة التعليم لراديو تمازج الخميس الماضي وأوردته الراكوبة 29 أكتوبر أن الدراسة توقفت في عدد من أجزاء المنطقة بسبب نزوح الأسر من المناطق التى تشهد القتال والفيضانات، وأوضح أن (15) مدرسة في جميع أنحاء أبيي تأثرت بالفيضانات، فيما ذكر وزير الإعلام أن الوضع الإنساني متدهور ومن الصعب على الأسر النازحة الحصول على الدعم فالفيضانات أعاقت حتى النشاط الحكومي هناك..
وهكذا تفعل النزاعات اللعينة فعلها في العديد من مناطق البلاد، تصادر حق الحياة وتحرم من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وتدفع بالمواطنين لدائرة أعمق من الفقر والحرمان، مشهد لا تتوقف آثاره المؤلمة على الحاضر أنما المستقبل، خاصة الأطفال الذين هم ليسوا طرفًا في النزاع ولا يعرفون أسبابه وإلا أبعاده على حياتهم وإلا متى تتوقف حتى يعودوا لمقاعد الدراسة التي تمثل أمامهم فرصة لاختبار نمط حياة وتجربة ومعارف مختلفة عن تلك السائدة في محيط تسرهم مهما كان وضع المدارس ونوع المناهج.
إن الاهتمام بالوضع في أبيي هو المطلوب على المستوى السياسي والإعلامي، على الأقل لتكون قضايا المواطنين وحقوقهم معروفة وشاخصة ضمن القضايا التى يتم الطرق عليها يوميًا بشتى السبل، وهنا ليس الدافع هو الوضع المستقبلي الإداري (لأبيي) فكل جزء من السودان الوطن الأم هو شأن يخص كل السودانيين في الشمال والجنوب في الشرق أو الغرب، مهما كانت الحدود الجغرافية المصنوعة أو (المصائر الإدارية) فكل أجزائه لنا وطن مهما كانت خطط البعض من السياسيين وحساباتهم المتعارضة وحقوق المواطنين في الاستقرار والحياة الكريمة.
الميدان
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..