قبول

٭ مازال الاتحاديون يتفرقون بين اصل وفرع وما بينهما من بعض قلبه مع معاوية وسيفه مع على، وآخرين ودعوا الاصول والفروع والاوراق واكتفوا باجترار الذكرى، بينما هب بعضهم صوب الحكومة فردا فى مؤتمرها وحزبها. ولعل الحزب الاتحادى هو اكثر الاحزاب تصديراً لعضويته باتجاه المؤتمر الوطنى الذى فتح ذراعيه للقادم واسرع الى «تسكينه» فوراً. وترك هذا اثراً بالغاً على مسيرة الحزب وزاد انقساماته واسماءه، فأصبح فى سماء السياسة اكثر من اتحادى، وجميعهم فشلوا فى العودة الى بيت الاتحاد والتلاحم، فتضعضعت قدراتهم السياسية وصارت على المحك وزاد منها رحيل الرموز الوفاقية.
٭ اكتفى الاتحاديون بوزارات ثانوية مقارنة برصفائهم فى المؤتمر الوطنى الذى استحوذ على المنافذ والمفاصل وترك للاتحادى وزارات «يتسلى» بها اقرب الى التشريف فى المهرجانات والاحتفالات ينتهى فيها الفعل والمشاركة بانتهاء زمن الحفل، ورغم ذلك لم يتململ الاتحاديون واكتفوا بالمشاركة الاسمية ومعها الف رضاء!!
٭ وغابت اصواتهم الا من متفرق هنا وآخر هناك، وكان للغياب اكثر من وجه ولون، واول من سجل اسمه على دفتر الغياب كان مساعد رئيس الجمهورية جعفر الميرغنى، اذ ظل الرجل صامتاً منذ التحاقه مساعداً للرئيس، الا من حديث عن الحرب فى النيل الازرق دشن به نقطة الانطلاق الأولى لوظيفته وجلوسه على الكرسي الجديد، وبعدها التزم الصمت ولم نعد نسمع عنه او منه او نشاهده لأنه ــ بصراحة ــ كان قد خرج السودان فى رحلة طويلة استمرت شهوراً!!
٭ عاد الميرغنى الصغير ولم يعد معه جديد يذكر او يسجل فى دفتر الانجاز ليسند غيابه الطويل، فهو كما ترك مكتبه عاد اليه ووجده كما هو فسبح بحمد ربه، ودخل ثم عاد لصمته ثانية!! ولم يشعر أحد بغياب الميرغنى ولا بعودته، اللهم الا عندما شاهد البعض سيارته الموجودة فى احد الفنادق قد ازيح عنها الستار والغبار ودار محركها ليلتقى «القوم» فى هذه الدار او تلك بعد «غربة وشوق».
٭ كثيرون لا يستطيعون الجزم تماماً إن كان الميرغنى الصغير قد قادته قدماه عن رضاء وقبول لهذا المنصب الذى كان من نصيب الحزب الاتحادى، ولكن حاول بعضهم التأمين على ذلك الإيجاب، بينما اتخذ آخرون رأياً يناقض ذلك تماماً، الأمر الذى جعل من مهام الميرغنى بوصفه مساعداً للرئيس مهاماً لا يؤثر فيها الغياب كثيراً، أو بالأصح صارت مهاماً «عند الطلب» فقط!! ولكن يداخلنى كثير من الشك والتأرجح حول الرضاء والقبول من جانبه، واجد نفسي مع الرأى الاخير، وذلك ان «المساعد» لم تكن رغبته المشاركة فى الحكومة او فى مؤسساتها، بل كان يفضل وربما الى الآن العودة الى قواعده سالماً! إذ كان يكتفى بالتصريح او التدشين «الخفيف» كما حدث فى الايام الفائتة، فالميرغنى احتفل بعد الغياب بتدشين نفرة اعمار المساجد، مؤمناً على اهتمام الدولة بالائمة والدعاة واعمار المساجد بقوة الروح التى تعمر القلوب واحياء القيم والاخلاق، معرباً عن سعادته بهذا التدشين.
٭ وأخيراً هل يا ترى سيواصل الميرغنى الظهور «مدشناً» فقط أم سيعاود الاختفاء إلا عند «تدشين» مماثل!!
٭ همسة
سأفرد جناح الحب وأضم ترابك
كلما اشتاق لشارعنا القديم
ورماله البيضاء
و«شاي جارتنا».. ونخلة الخليفة
عند الساحة الكبرى.. يا وطني

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الحمدلله تحققت نبوءة الميرغني الصغير بانتقال الحرب إلى شمال كردفان والنيل الأبيض أوكما قال ..مدد مدد يا أبوهاشم …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..