الشعب السوداني.. هل غاب عنه التطور والهوية والانتماء

الخرطوم – زهرة عكاشة

“الشعب السوداني دا عمره ما بتنظم، ولا بيتطور مهما عملوا ليهو”، كلمات تذمر تترامى إلى مسامعك ما إن يتخطى أحدهم إشارة مرور أو يصدر منه تصرف غير مقبول، الملاحظ أن هناك من يحس بالغبن اتجاه الآخر، وهناك أيضاً من يرى أنه أفضل الآخرين، ومن حقه فعل أي شيء دون رقيب أو حسيب أو يتحسب لمشاعر غيره.

هل فعلاً نحن لسنا متطورين ولا يمكننا ذلك، أم أننا شعب منظم ونحمل الكثير من القيم والعادات والتقاليد الثرة، لكن ثمة أشياء طمست عليها فأصبحنا بلا هوية ولا انتماء، ومن هذا الشعب السوداني؟

طبقات مختلفة

أرجعت الباحثة النفسية أماني عمر الشيخ هذا الأمر إلى البيئة والتنشئة الاجتماعية التي عاشها الشخص. وقالت إن السوك من الأشياء التي يكتسبها الإنسان في الست سنوات الأولى من حياته، من خلال التربية والبيئة المحيطة به والتنشئة الاجتماعية. وأردفت أن ما يحدث من متغيرات في النفسية السودانية مرده في الأساس العامل الاقتصادي الذي يلعب دوراً اساسياً في حياة الشخص، لاسيما بعد انعدام الطبقة الوسطى التي قسمت المجتمع إلى طبقة عليا هي التي تتمتع برغد العيش وتوفر كل متطلبات أسرتها، وأخرى دنيا لا تستطيع توفير المتطلبات الأساسية، فخلقت هذه الفجوة عدم قناعة أثرت بشكل كبير في سلوك الأفراد ومن ثم المجتمعات.

تعميم غير مبرر

وأوضحت أماني أن ما يتداول من اتهامات لبعضنا البعض أو في حق الشعب السوداني بصفة عامة، إنما هو ضرب من ضروب التعميم، لأن الشخص دائماً ما يحكم على الأشياء عن طريق الانطباع الذي تأخذه في جزء من الثانية، ويمكن أن يتغير أو لا، وذلك بحسب فترة التعامل بينك والآخر، وأيضاً تُقذف الاتهامات نتيجة لإسقاطات ما تقول فيها آليات الدفاع أنها شكل من أشكال التغلب على الصراع الداخلي بصورة أو بأخرى لإحداث توازن نفسي نتيجة لرفض الذات. وأضافت: فضلاً على ذلك نفقد في مجتمعنا الروح الوطنية بالرغم من أننا نحمل عادات وتقاليد وقيماً ثرة.

الإنسان ابن بيئته

أكدت الباحثة الاجتماعية ثريا إبراهيم ما جاء في حديث الباحثة النفسية أماني عمر عندما قالت إن السلوك سببه التنشئة والبيئة التي يعيش فيها الشخص منذ الطفولة. وأضافت: فعلاً الإنسان ابن بيئته، وأن السلوك السالب يرجع للتربية الخاطئة التي تلقاها من خلال المنزل والمدرسة، لافتة إلى أن المجتمع السوداني كان متمسكاً بالكثير من العادات والتقاليد التي كانت تميزه عن بقية المجتمعات الأخرى التي فقدها بسبب تكنولوجيا الاتصالات التي انتشرت بصورة واسعة، حتى أن الأسر أصبحت غير قادرة على السيطرة عليهم. وأوضحت ثريا أن الرسائل الإعلامية التي تبث عبر الفضاء الرحيب جزء من التطور، بشرط الاستفادة منها بطريقة إيجابية، وأيضاً التعامل مع الشبكة العنكبوتية بحيطة وحذر، وذلك بتحديد وقت محدد للدردشة عبر مواقع التواصل الاجتماعي سواء أكان فيسبوك أو واتساب، للأبناء أو أرباب الأسرة، لأن ذلك – بحسب الباحثة الاجتماعية – يترك مجالاً واسعاً للأبناء بتلقي رسائل سالبة، وتعمق بداخلهم الأنانية وعدم الإنصات للآخرين الذي يعد جزءاً من التطور السلوكي، فضلاً على أن بقاء الوالدين منشغلين بتلك الوسائط يتيح الفرصة للأبناء التصرف بحرية، بعد غياب الرقيب في حياتهم وانشغاله بأشياء أخرى.

وسيلة للمعرفة

وقالت ثريا يمكن لتلك التكنولوجيا التي لا نجد غضاضة ولا صعوبة في التعامل معها، بل تقبلناها بشغف وباتت جزءاً من حياتنا، تساهم بلا شك في تطور سلوكنا، ولاسيما نهمنا للمعرفة الذي نجده حتماً في تلك الوسائل المختلفة والمتعددة. وتابعت: التي لم يقصد منها الترفيه فقط، وإنما لفوائدها الجمة في الجانب التثقيفي سواء أكان أدبياً أو صحياً أو اجتماعياً، لذلك ترى أن إدارتها بطريقة جيدة واستغلالها بصورة صحيحة عبر انتقاء البرامج بدقة، يمكن أن تجعلها أداة فعالة لتطور المجتمع السوداني وترقيته لأنها أصبحت تشكل سلوك الطفل الذي ينمو ليصبح رجلاً في المستقبل

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. شعب.جاهل..متخلف ..كسول..مستسلم.غير منظم..التفكير متخلف فى رزق يوم..لا يفكر فى مستقبله وأولاده. ..صفق لعبود،،ونظيره.نميري .وسير سير يايبشير.. لا يفكر فى مستقبل أولاده. مستسلم تماما لشيوخ الصوفية واللصوص.. شعب ليس خير فيه.. نصيحتي لكل عاقل فيهم بالهجرة،،

  2. شعب اسلامي!!!!
    تطور إسلامي!!!!!
    إنتماء إسلامي!!!!!
    هويه إسلاميه!!!!!
    والنتيجه واضحه وضوح الشمس والشعب اصبح كالنعام يغطس راسه في الرمال، اغلب الشعب مغسول الدماغ ويؤكد ذالك المعلق الذي قال مجتمع جاهل.

  3. كدى الباحثات ديل يشوفوا لينا جهاز الامن دى وسلوكياته دى تعتبر من اى فئة فى الانحرافات الاسرية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..