كلكم مفهومية .. ومنكم نتعلم ..

كلكم مفهومية .. ومنكم نتعلم ..

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

مصادر الكاتب التي تلهم قلمه الفكرة لتعبر به مساحات الفضاء يوميا عديدة ، ليس أولها الأحداث اليومية التي تتجدد وتترى ساعة بساعة وتملاء حدقات العيون في أغلبها بغلالة الدمع السخين ، أيا كان مصدرها سواء من عندنا أو في الجرح الانساني عموما ، ولا تنتهي بالطبع تلك الموحيات بمخزون الكاتب من المعارف التي لا بد من الاستزادة منها ، ليس لتدوير ماكينة الفكرة في الكتابة فحسب وانما لأهميتها
كقيمة أساسية بالنسبة للعقل البشري في كل مكان وزمان !
بيد أن من أهم المصادر التي أهتم بها شخصيا تعليقات الأخوة والأخوات من الراكوباب ، الذين يكتبون باسمائهم الحقيقية أو الذين يمطروننا بالفائدة ولو من خلف الأسماء المستعارة التي فيها من الطريف ما يجدد المتعة بالقراءة رغم الجلسة الطويلة التي تكلست معا الركب وغدت النظارات تذرف دموع الاستجداء طلبا لأجازة قصيرة !
وأسعد كثيرا ، حينما أجد من بين سطور أولئك الأحباء فهما عاليا وعميقا في ادارة الحوار !
ولم لا نقبل منهم تصحيح الأخطاء اللغوية التي تتسلل من بين تثاؤب الاجهاد الذي يشل أحيانا الذاكرة فتعجز عن العودة الى حصة اللغة العربية ، حينما كان مولانا الشيخ الذي يتحدثها فصيحة حتى في شتمه لنا حينما نخطي ، فيرفع لنا العصا وينصب لنا شراك المقالب الطريفة بطريقته الفكهة ويجرنا من الأذن ، فنتلوى صارخين بين قرصاته مثل حروف العلة لشدة ضعف بنيتنا ، فهما وجدسدا !
أحيانا ايها الأحباب لايكون المقصود من الموضوع ما هو بائن في مظهره ، وانما البحث عن الجوهر في حنايا عقولكم النيرة التي تمدنا بوقود التجديد في الموضوعات ، حتى لا نتوغل في ركود التكرار والدوران في ذات الأحداث التي يلتقي حولها الكثير من الكتاب في اليوم الواحد ، بل في الصفحة ذاتها ، رغم أنلكل قلم مذاق مختلف في مداده ، فما يتناوله فايز السليك بالتحليل حول هيثم والحوت ، اتلقفه أنا بسخرية ، لاأقصد بها الحدث في حد ذاته ، وكلكم مفهومية !
هي وقفة تأمل ، لانطلاقة الغد باذن الله، فقد عزّ على قلمي أن يغيب دون أن يلقي التحية على الأحباب ، بعيدا عن السياسة ، التي تثقب جعبة الفكرة وتفرغها أحيانا من مونة الرأى ليوم كامل !
ووالله منكم كم نتعلم ونستزيد ..فأهلا بمن يختلف معنا قبل الذين يتفقون حول رؤانا المتواضعة ، فكلنا في الهم والأمال سودان !