الكيزان دخلوا أهل السودان الجامع ومشوا البار!

هذا لا يعنى أن السودانيين ما كانوا يعرفون المساجد أو لا يذهبون اليها.
كانوا يذهبون لكن فى أدب ووقار ودون تنطع أو إدعاء.
حتى جاء هؤلاء الأشرار، فغسلوا أدمغتهم بالجهاد وبثقافة الموت وبالترويج لكراهية الآخر بسبب دينه أو مذهبه ، حتى اصبحت تسمع فى المجتمع السودانى بدون مناسبة هذا عير مسلم أو هذا شيعى، ثم تمددت الكراهية ووصل “التكفير” الى “الصوفية” الذين نشأت طرقهم فى الأساس، بسبب المتاجرة “بالدين” من أجل “الدنيا” والسلطة وكنز الذهب والفضة، لذلك إعتصموا بالمغارات والجبال من أجل الماحفظة على دينهم.
لذلك كأن غالبية الأئمة فى السودان ? خاصة بعد فترة المهدية ? أقرب “للتصوف” وللوسطية والإعتدال، كانوا علماء وأتقياء وزاهدون ويعرفون أن كتب الفقه و”التراث” مليئة بالتحريض على العنف والقتل وكراهية الآخر بسبب إعتقاده الدينى، مما يعنى أن الوهابية والكيزان ليسوا أشطر منهم أو أكثر صدقا ومعرفة بالدين.
لكنهم كانوا يشعرون بحسهم وفطنتهم أن ذلك كله كان فى عصر “الجهاد الأصغر” الذى كان مطلوبا فى وقته وزمانه وهذا عصر “الجهاد الأكبر” الذى ينشغل فيه الإنسان بنفسه والذى يصبح فيه “الكفار” الذين يستحقون المحاربة هم جوارحك وأعضاء جسمك وخواطرك.
وأن يساءل الإنسان نفسه هل مست جوارحه أو اكلت حراما .. وهل ذهب الى مكان حرام “بار” مثلا أو “مأخور” وهل خواطره مشغولة بالحقد على الآخرين وكراهيتهم وتمنى الشر لهم أم العكس.
كان السودانيون على ذلك الحال ينعمون بالأمن والسلام وينعم به ضيوفهم والزائرين لوطنهم.
فجاء هؤلاء الذين لا نعرف من اين أتوا.
بفكر غريب علينا يدعون للقتل وللكراهية وبدأوا بأهلهم فى “الجنوب” ثم تحولوا الى معاداة كل الدنيا وفى مقدمتها بلاد العلم والحضارة المكان الذى طبقت فيه أفضل تجربة للحكم وتبادل السلطة فى العصر الحديث بوسائل سلمية وهى التجربة “الديمقراطية” التى إنبطحوا أخيرا لأفضل دولة تطبقها حتى الآن فى الكون وبعد أن عذبوا الشعب السودانى وابادوا منه 2 مليون و500 الف مسلمين وغير مسلمين.
ثم وبعد أن بدلوا ثقافة العديد من الشباب رجالا ونساء وجعلوهم يعيشون فى حالة من التنطع والتدين المظهرى حتى اصبحت رسائل يوم الجمعة من كل اسبوع وآخر شعبان وأول ذو الحجة الخ، تزدحم بها مواقع التواصل الإجتماعى دون تدين حقيقى فى جانب المعاملات الا من رحم ربى.
بعد أن فعل “الكيزان” كل ذلك، وشغلوا السودانيين بظاهر الدين لا جوهره وأمتلات المساجد “بأكثرية” من الذين يخاطبهم الحديث “”رب مصل لم يقم الصلاة” … و”رب مصل لم تزده صلاته من الله إلا بعدا ” ويخاطبهم حديث آخر: “رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه”.
إتجه “الكيزان” للبارات ولأماكن الرزيلة باشكالها المتعددة، وإن إستحوا قليلا مارسوها داخل “القطارات” وداخل تلك “البارات”.
فلماذا فعلوا ذلك وهم يتحدثون عن “الإسلام” ويتشددون مع شعبهم داخل وطنهم ويجلدونهم بالسوط ، لكنهم حينما ينتقلون للخارج يفعلون ما لا يفعله شيطان، وهذا لا يعنى أنهم “أطهار” فى الداخل، فما خفى أعظم.
الشاهد فى الأمر يخطئ كثيرا من ينتقد “الكيزان” ويهاجمهم من الزاوية “السياسية” وحدها، فنعم هم “برجماتيون” سياسيا أى إنتهازيون وهم “ميكافليون” منهجيا “الغاية تبرر الوسيلة” ولذلك يتقلبون فى علاقاتهم مع الدول بحسب مصلحتهم وبحسب الأسلوب الذى يجعلهم مستمرين فى السلطة.
لكن معرفة “فكرهم” الدينى مهم جدا على الرغم من أن بعض شيعتهم يعترفون بأنهم لا يمتلكون فكرا، لذلك يلجأون لإرغام المختلفين معهم والمعارضين بالقتل والتعذيب والقهر والجلد بالسوط.
على كل “التمكين” من أكبر المصائب التى جاء بها “الشيخ” الذى يحن له بعض “الكيزان” ? شعبى ووطنى – ويعتبرونه “مفكرا” كثير من السذج والبسطاء الذين يحسبون على النخب والمثقفاتية بل والمعارضين وكيف يعد مفكرا من لم يؤدب تلاميذه؟
فتعالوا نحلل هذا التمكين ومن اين أتى؟
تقول الاية “لَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ”.
الذى حدث فى الواقع إهتم “الكيزان” بالجزء الأول من الآية ولم ينشغلوا كثيرا بباقيها أو بغيرها من آيات وأسسوا من خلال ذلك “فهم” وأساس “لمشروعهم” بإقامة نظام “إسلامى” شكلا ومظهرا، ببناء المساجد وإقامة “الصلاة” وبتاسيس دواوين “للزكاة”، ومن بعد ذلك يسعون فى الأرض فسادا، لا يسعفهم تدين حقيقى ولا تردعهم أخلاق.
المهم عندهم أن يؤسس شكل دولة “إسلامية” وفى هذا الجانب لا يختلفون كثيرا عن دولة “داعش” وأن ينشغل المجتمع بالحديث عن دولة “إسلامية”، فقه ونصوص وشكليات، وهذا بالضبط الذى قاله “على عثمان محمد طه” للأخ المعارض “هاشم بدر الدين” عام 1987 خلال إحدى الندوات المسجلة على “اليوتيوب” فى كندا حينما أنتقد هاشم ممارستهم فى سبتمبر 1983 وتاييدهم للذى فعله “جعفر نميرى” وهللوا به ودعموه وأيدوه وأعتبروا الذى أعلنه “شريعة”.
كانت إجابة على عثمان، “يكفى الدخول فى التجربة وأن الناس اصبحت تتحدث عن الشريعة وعن الدولة الإسلامية والقوانين الإسلامية”!
فهم بالضبط يفعلون هكذا أمام الناس “يصلون” ولا يفرطون فى “فرض” لكنهم يدخلون “البارات” عادى خاصة إذا أطمأنوا بالا يراهم أحد!
متجاهلين ىية تقول “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ”.
بمعنى أن ذلك “الدبلوماسى العورة “إذا تناسينا فعلته الشنيعة الأقبح والأكبر من الذنب، فلماذا لم “يجتنب” الأولى أى تواجده بالقرب من مكان يباع ويشرب فيه “الخمر” وهو مسلم؟
صدقونى إذا حققوا فعلا معه وسالوه سوف يكون لديه أكثر من مبرر مقنع ينسجه من خياله المريض!
سوف يقول مثلا .. أنه يريد أن يتعرف على هذه “المجتمعات” غير الإسلامية أو أنه “يتجسس” على أحدهم سودانى أو أجنبى .. أو أنه جاء يقابل مسئولا سوف يفيد “المشروع الحضارى” .. هم هكذا!
وبالعودة “للتمكين” فكيف يتحقق حسب رؤيتهم الفاسدة التى لا تراعى أخلاق أو قيم أو مال حلال؟
يتحقق “التمكين” كما بدأوا به منذ 30 يونيو 1989 بخطة واضحة، تجعل النظام والحاكم مستمر فى موقعه حتى قيام الساعة ويتأكد “التمكين” بأن يتم تعيين “الكيزان” فى كافة مواقع ومرافق الدولة الهامة والهامشية، بكفاءة وبدون كفاءة، بشهادات حقيقة أو مزورة، أنظر الى الوزارات والإدرات المختلفة والى السفراء والدبلوماسيين والى أجهزة الأمن والجيش والشرطة والجمارك والى غالبية الإعلاميين والصحفيين، والى النقابات والإتحادات حتى فى الفن والكورة وإتحاد الممثلين والفنانين … الخ الخ.
وعندهم ومن أجل نجاح “المشروع” “تباح” السرقة وغسيل الأموال والرشوة التى يجنوا من ورائها مالا كثيرا يساهم فى بقاء النظام “الإخوانى” وتثبيت أركانه الى الأبد وأن يشتروا “بالفائض” اصوات الناخبين والعملاء.
فى هذا الجانب معلوم أن البزنس “الغلاد” محتكر لكوادرهم وقياداتهم الظاهرة والخفية ومن خلاله ظهر اثرياء وتماسيح لم يسمع بهم أحد من قبل.
لكن حتى “البزنس” الصغير لهم فيه “عود” ونصيب على سبيل المثال لا الحصر، يذهب أحد كوادرهم الى الصين مثلا، ويحضر معه ? تجارة شنطة – 100 جهاز هاتف ذكى إذا جاء بها مواطن سودانى عادى تمت مصادرتها وتسببوا فى إفلاسه وخراب بيته.
إما إذا جاء بها أحد “منهم” حقيقة أو مدعيا، يدفع لمسئول صغير أو كبير ينتمى للجماعة “نصيبه” المعلوم لكى يمكن نفسه أولا، وعندهم “المؤمن القوى غير من الضعيف” بهذا الفهم.
ثم يستفيد صاحب البضاعة فائدة ضخمه ومن خلفه يستفيد التنظيم والحزب إذا كان فى شكل مال يتبرع به أو من خلال عمله فى لجان الأحياء محافظة على النظام الذى يمكن أن يقتل من أجل إستمراره وطالما هو يحقق مصالح من ورائه.
علينا الا ننسى أن باقى الفتات من توزير ووظائف سياسية وهامشية تعطى للأرزقية والمأجورين الذين يحتاجونهم ويستخدمونهم “كابواق” عند الضرورة. الذين اصبحوا معروفين للشعب السودانى، هذا يعلن وقفته مع “مصر” على عكس ما يجهر به “النظام” الداعم “لقطر” وهو قد كلف للقيام بذلك الدور وبالتصريح به.
وآخر يكلف بتصريح قبل رفع “العقوبات” الأمريكية يدعو فيه “للتطبيع” مع إسرائيل … لاحظ لهذا الذكاء الخبيث، تجد أن أى تصريح يمكن أن “يتنصلوا” منه فى المستقبل وحتى لا يحدث إنقساما داخل “الجماعة” الإسلامية وهى ذات مشارب متعددة، يترك لأحد الأبواق حتى لا يتحمل مسئوليته قيادى فى الحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطنى وحتى لا يعد معبرا عنهما.
ختاما .. للأسف نحن لا نهتم كثيرا بالعديد من الأمور والإقتراحات الهامة، فلقد إقترحت من قبل وفى أكثر من مرة بضرورة المطالبة سودانيا وعبر أجهزة الإعلام المتاحة خاصة فى الحوارات والمفاوضات المرعية إقليميا أو دوليا بـتأسيس مفوضية “للنزاهة والشفافية” تكون مستقلة من النظام ومفروضة عليه، تؤسس من كفاءات إقتصادية وقانونية معروفة بالنزاهة، دورها أن تعرف حجم الدين الخارجى واين صرف، ثم تكون مسئولية عن أى مليم تدخل أو تخرج من خزينة الدولة بدون الرجوع اليها لا يكون من حق وزير المالية التصرف فى ذلك المال العام، من المكون المحلى أو الأجنبى .. و”السفيه” فى القانون وفى “شرعهم” يحجر عليه ويمنع من التصرف فى امواله ويقوم بذلك إنابة عنه “ولى أمر” وهم “سفهاء” بإمتياز وبشهادة رفاقهم.
المصيبة الكبرى إتضح لى الآن نحن فى حاجة للعديد من “المفوضيات” المستقلة فى مقدمتها مفوضية للنظر فى تعيين “الدبلوماسيين” بعد أن اصبحوا يمثلون سبة وإساءة للوطن.
للأسف لقد ظهر قبحهم فى جميع الوظائف والمهن التى ظلت محل إحترام السودانيين على إختلاف الأنظمه، فقصة “الطبيب” الإخوانى الذى هرب بعد أن هتك عرض “مريض” نفسى فى أمريكا معروفة، وهاهى الفضيحة الثانية فى السلك الدبلوماسى، ومن قبلها “مجرم” محاكم بعدد من السنوات إعتدى على عدد من تلاميذ “الخلوة” أى فى المكان الذى يعلم فيه القرآن وهو “كلام” الله.
يعنى محتاجين “مفوضية” تختار شيوخ “الخلاوى” كذلك.
تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]
وانت الصادق عايزين مفوضية تختار لينا بلد ومواطنين كمان
وانت الصادق عايزين مفوضية تختار لينا بلد ومواطنين كمان