مقالات سياسية

أنا النبي لا كذب (5) لم ينتشر بالسيف أولاًً!

كما عرفت كيفية محاولة تضليل العقول بالإسرائيليات، كانت تلك المناظر فقط. وإستمر السفهاء من بعض أهل الكتاب والمنافقين والمشركين في مخططهم لهدم الدين من الداخل بإرساء مفاهيم مغايرة عن صحيح الدين والحقيقة والواقع. من أكبر تلك الفريات ترسيخ أن الإسلام إنتشر بالسيف!.

والبداية كانت موقعة بدر الكبرى التي بثوا فيها إفكهم برواية مضللة وجدت طريقا ليوثقها التأريخ بنفس الكذبة، وللأسف عششت في أذهان المسلمين. تقول الرواية المضللة بأن المسلمين خرجوا لقطع طريق لقافلة أبي سفيان بن حرب القادمة من الشام ليستعيدوا بعض ما سلب منهم لخروجهم من مكة وإنتقاما لظلمهم الذي تعرضوا له!. فهذا يخالف تماما أخلاق المؤمنين وأخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم والتي هي من القرآن: برد الإساءة بالإحسان، وعدم الإعتداء، و الدفع بالتي هي أحسن السيئة. ولكنهم أرادوا ذلك لترويج أن المسلمين إعتدوا أولا، وإنهم قطاع طرق، وفي النهاية ليقولوا إن الإسلام إنتشر بالسيف.

ويأتون بالآية التي تقول: ((أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير)) [الحج: 39]، ليقولوا هي الآية التي نزلت للأذن بقتال المشركين، هكذا “كده” من طرف، وللأسف موثقة في فيلم الرسالة. فالآية أولا لم تأذن بالقتال صراحة، فالإذن مبني على المجهول، ولكن المعلوم في الآية أنهم يقاتلون بأننهم ظلموا. ففي الغالب إنها إذن للحج كما إسم السورة، وذلك لأن الله تعالى يقول بعدها: ((والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين*ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم)) [الحج: 59]. فالآية تحدثت عن الذين أخرجوا من ديارهم وهاجروا ثم قتلوا أي إنهم هاجروا مسبقا، وثم تفيد إنهم خاضوا معارك وقتلوا فيها. فكيف تكون الآية [الحج: 39] إذن بالقتال!. إذاً الآية وعد وبشرى من الله سبحانه بدخول مكة والحج فيها.

أما الآية الصريحة التي تعطي الإذن بالقتال هي ما نزل في سورة البقرة: ((وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)) [البقرة: 190]. وشرط القتال، أن تقاتل من يقاتلك، وحتى من يريد وينوي أن يقاتلك لا تقاتله إن لم يعتدي عليك. فكيف يفعل المسلمون بتوجيه حبيب الله، صلوات الله وسلامه عليه، فعلا يخالف كلام الله ولا يحبه الله أصلا، أفلا نعقل؟.

بدر تقع غرب المدينة المنورة، فإذا كان المسلمون أرادوا مصادرة قافلة أبو سفيان لكانوا يستطيعون لأن القافلة التجارية قادمة من الشمال، وعادة تكون حركتها ثقيلة فلا يحتاج المسلمون غير بضعة خيل ليسطوا عليها و قطع طريقها ولتمكنوا منها بالفعل. فمهما ميل ومموه وإنحرف أبو سفيان فإن المسلمين كانوا سيقدرون على الإنقضاض عليها والسطو عليها لأنهم في المنتصف بين القافلة القادمة من الشمال وجيشها الذي يريد إنقاذها القادم من الجنوب.
لذلك هذه الرواية كاذبة يجب دحضها والتفكير بالمنطق وبما يحكيه القرآن لنا.
لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة وقريش كانت تلاحقه لقتله بنية عارمة. وبالتأكيد لم تنتهي تلك النية. فعندما سمعت قريشا إنه بالمدينة وله أنصار عبأت جيشا لتنقض عليهم. وعندما سمع المسلمون في المدينة بذلك وبحسب القرآن العظيم وتوجيهات رسول الله، جهزوا أنفسهم وعدتهم لهذه الحرب وتوجهوا خارج المدينة وهم لا يعرفون بالتحديد من أي جهة سيأتي هؤلاء المعتدون الذين يريدون قتالهم. وتلاقوا معهم في بدر الذي قال تعالى عنها: ((ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا)) [الأنفال: 42].

كان المسلمون حوالي ثلاثمائة رجل فقط وكان لابد للقرآن من تعبأتهم ضد هؤلاء المعتدين المجرمين. فنزلت من قبل الآيات ((فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم)) [محمد: 4]. فهنا يوصي القرآن، إذا لقيتم، وهنا شرط ملاقاة، والملاقة تعني المواجهة ند لند، فإذا كانوا يعيشون معهم في أمن وسلام كان بها، وقد كان هناك ما يزال مشركون وأهل كتاب في المدينة ولكنهم لم يعتدوا ولذلك يوصي القرآن بالتعامل معهم بأخلاق الدين، فبهذه الأخلاق ينتشر الدين وليس بالسيف. ((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)) [الممتحنة: 8].
أما إذا بدأ نفر منهم بالإعتداء وتلاقوا معهم يوصيهم في هذه الحالة بأن يجدوا فيهم غلظة، ولا ينفع أسلوب الشفقة هنا، ويجب إعمال السيف فيهم والإثخان في قتالهم وعدم مغادرة منهم أحدا لأنهم بقتل هؤلاء المعتدين سيخاف من يريد أن يعتدي عليهم ويبيت النية لذلك، وحتى تضع الحرب أوزارها ويعم الأمن والسلام والحرية لمواصلة الدعوة. ولكن تلك الآية حورت لإستباحة قطع رقاب الناس من طرف والفتوى للمسلمين المخدوعين لإستباحة سفك دماء غيرهم ولو كانوا مسالمين حتى يشوه دين الله ويوصم بالإرهاب ويصد الناس عنه.

ولم تهدأ قريش ولا أهل الكتاب والمنافقين في المدينة بعد هذه الهزيمة النكراء ببدر، وتوالت الإعتداءات وجاءت أحد ومن ثم الأحزاب أو الخندق. وفي هذه الأخيرة جُمع أكبر تآمر على الإسلام لمحاولة التخلص منه. فاستعانت قريش بكمية من القبائل العربية، ومن داخل المدينة نفسها ببعض اليهود والمنافقين. وقد إستعانت أيضا بجنود من الروم من شمال جزيرة العرب إتفقوا معهم لنصرتهم. ويبدوا إن هذا الإتفاق تم بواسطة أهل الكتاب.
ويقول الله تعالى في سورة الأحزاب: ((يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا(9) إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا(10) هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا)) [الأحزاب: 11]. فقد جاءوا من الشمال ومن الجنوب كالكماشة والمسلمون إستعد المسلمون بحفر الخندق في النقطة التي سيلتقون فيها تماما. للأسف طمست المعالم التاريخية لمعرفة مكانه بالضبط. وبالتأكيد قد إستمر حفر الخندق لمدة أيام ولربما عدة أسابيع أو شهور، والمنافقون يعملون على تثبيط المعنويات من داخل المدينة وتخويف المؤمنين بهذا الجيش الضخم القادم للقضاء على دين الله ورسوله الخاتم، و تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت، ويقولوا للمؤمنين إرجعوا عن حفر الخندق ولن يجدي الأمر. ولاحظ إصرارهم على تسميتها “يثرب” كما يقول تعالى: ((وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا* وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا)) [الأحزاب: 13].

وتتحدث بقية السورة عن نفاقهم وإنهم يبغون الفتنة والبلبلة و بدأوا يعيثون فسادا في المدينة بملاحقة النساء في وإنتهاز فرصة إن رجالهم غائبون ومنهمكون في حفر الخندق. فالمنافقين يريدون النيل منهن بأي طريقة. فنزلت آيات في نفس السورة ترفع أولا من مرتبة أزواج النبي، رضوان الله عليهم، بأنهن أمهات المؤمنين، وتنصحهن بأن يقرن في بيوتهن لأنهن لسن كأحد من النساء إذا لحق بهن أذى أو إذا تمكن أحد الأندال من واحدة سيؤثر ذلك في المؤمنين و ستنهار معنوياتهم. وآية أخرى تأمر رسول الله بأن يقول لنساء المؤمنين، الذين يحفرون الخندق معه، بأن يغلظن أصواتهن ويدنين عليهن من جلاليبهن وذلك لمزيد من العفة والإحتشام وحتى لا يلاحقهم أولئك المنافقون ولكي يتميزن من بقية النساء قليلات الحياء اللاتي يردن الزنى.

ويوعده رب العزة بقوله تعالى: ((لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا)) [الأحزاب: 60]. ويقول له رب العزة بان لا يلتفت لهم ويتقيهم ((ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا)) [الأحزاب: 48]، أي إستمر في عملك.
وأما المؤمنون فيخاطبهم الله تعالى بأن يذكروا الله ذكرا كثير ويسبحوه بكرة وأصيلا. وفي هذه السورة آية عجيبة تأمر المؤمنين بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)). و هو جل وعلا أكد في آية سابقة إنه يصلي على المؤمنين ليخرجهم من الظلمات إلى النور وهو رحيم بهم. إذن الله وملائكة يصلون علينا ويصلون على النبي لننال رحمة الله ونخرج من الظلمات إلى النور. ولكن رسول الله هو رحمة العالمين والهادي والسراج المنير الذي يخرج الناس من الظلمات إلى النور. فإذا الصلاة والسلام عليه تكمل ضلع المثلث للصلاة. ولهذه الصلاة من الأسرار التي منحت المؤمنين الثبات لما رأوا الأحزاب قالوا ((هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما)) [الأحزاب: 22]. بل وكفى الله المؤمنين القتال بإرسال ريح عليهم وجنودا لم يروها، ورد الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا. أما أولئك المتآمرون، الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياصيهم، قذف في قلوبهم الرعب، وقام المؤمنون بإجلاء هذا الطابور الخامس. ولكن لم تنتهي العداءات لدين الله ولا المماحكات والإفتراءات والتضليل والكذب.

و من هذه القصة، أي طفل برئ سيصل لحقيقة إن حدوث المعارك في حدود المدينة يعني إنهم لم يكونوا معتدين أبدا، بل المشركين والمنافقين وأهل الكتاب مصرين على الإعتداءات والقضاء على المسلمين.

وبنفس طريقة لوي الألسنة والتضليل أجريت في ألسنة المسلمين بأن هذه غزوات. و للأسف تعلمت الأجيال على هذه الكلمة المغلوطة الخاطئة وأصبحنا نقول: غزوة بدر وغزوة أحد وغزوة الخندق و… وفي الحقيقة إنها كلها كانت مواقع فقط. فالغزوة معناها الإعتداء لمحاولة الحصول على حصة ما. والغزاة هم قريش وحلفائها المعتدون على الذين آمنوا لكي يتخلصوا من الإسلام، والرسول صلوات الله وسلامه عليه لم يقم بأي غزوة، بل كانت تأتي الوفود للتعرف على دين الله منه ولهم حرية الإختيار.
ورغم كل ذلك العداء الصارخ والتآمر إزداد عدد المسلمين وتضاعف كثيرا ودخلت الكثير من القبائل في دين الله و حبا في الصادق الأمين الذي لا يعتدي على أحد والذي حقق الحرية والأمان و السلم المجتمعي والتعايش السلمي والكرامة للإنسان بأخلاقه العظيمة، أخلاق القرآن، في ذاك المجتمع المظلم العدائي بدون فقهاء أو رجال دين أو تعقيد كثير وفتاوي وهذا حلال وحرام أو أي كلام كثير.

ففي بدر كان المسلمون حوالي ثلاثمائة وفي فترة وجيزة، خلال ثمان سنوات فقط، تضاعفت أعداد المسلمين أضعاف أضعاف. فكفانا ترديد تلك الإعتداءات على إنها غزوات، فإنها مواقع لا غزوات، وهذا دليل مبدئي على أن الإسلام لم ينتشر بالسيف.

* الحلقة القادمة غداً (الإثنين) بإذن الله.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. .قال تعالى :”كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ*يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ*وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ” سورة الانفال

    من صحيح البخاري : حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أن عبد الله بن كعب قال سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يقول لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك غير أني تخلفت عن غزوة بدر ولم يعاتب أحد تخلف عنها إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد

    من الواضح ان سبب الخروج لغزوة بدر كان اعتراض القافلة و هو عمل مشروع و من المعاقبة بالمثل

    2. أما قول الكاتب بأن الاية الكريمة : “أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ” الاذن فيها للحج فهو يخالف اللغة و المنطق و العقل و النقل و اذا كا الاذن للحج فعلام النصر اذا , ثم ان سورة الحج سميت بذلك بسبب الاية التي فيها ” و اذن في الناس بالحج يأتوك رجالا …” الاية

    3. (( و من هذه القصة، أي طفل برئ سيصل لحقيقة إن حدوث المعارك في حدود المدينة يعني إنهم لم يكونوا معتدين أبدا، بل المشركين والمنافقين وأهل الكتاب مصرين على الإعتداءات والقضاء على المسلمين.))

    تعليق : هل نسي الكاتب غزوة تبوك التي تبعد عن المدينة المنورة حوالي 700 كيلومتر , ثم ان الاعتداء هو القتال من غير وجه حق و ليس كل قتال اعتداء

  2. متبحر في السيرة سؤال ماهو سبب الخلاف بين عائشة ام المؤمنين وبي علي بن ابي طالب ؟

  3. من الواضح أن الكاتب المحترم يضرب بكل المصادر التاريخية عرض الحائط بل و بكل أسس البحث و منهجية الوصول للحقيقة أو محاولة ذلك ، أي أن العقلانية و العلمية غائبة تماما عن محاولات الكاتب المستميتة لإضفاء أمانيه على التاريخ ، و هو ليس وحده فقد رأينا المجتهد الأمريكي و تابعه المصري ثم عندنا عماد الدين و أخوه علاء الدين ، تابعنا كيف أنهم ضربوا بكل روايات البخاري و مسلم و ابن اسحق و الطبري و ابن قتيبة و بقية المحدثين ، ضربوا بها عرض الحائط عن عمر السيدة عائشة عندما تزوجها النبي (ص) و كيف أنها روت عن نفسها تفاصيل لعبها و صويحباتها و غيره ليأتوا باستنتاجات عن مقارنة عمرها بعمر أختها أسماء ، و هي استنتاجات لا تصمد لأي تحليل علمي ناهيك عن مناقضتها للروايات المتواترة ..و ليتذكر الأستاذ بأن إنكاره للمصادر التاريخية يرميه في إشكالية ، فالذين رووا و كتبوا ذلك التاريخ هم نفسهم من حملوا القرآن و نقلوه إلينا ، فالتشكيك فيهم هكذا من غير تمحيص بحجة أن كتاباتهم شابتها الإسرائيليات يطعن في أعز ما يقدسه الكاتب و المسلمون عامة .. غدا ربما يأتينا الأستاذ بقول إن الإسلام حرّم الرق أو السبي أو الغنيمة … الفهم الصحيح هو أن ذلك زمان كانت له ظروفه و لكنها لم تعد موجودة الآن فيجب علينا الاجتهاد في ظل الظروف الموجودة لاستنباط أفضل الطرق لنعمل بها ، و ليس إنكار التاريخ و مغالطة حقائق و التمني على التاريخ بما يتوافق و قيم اليوم . بالمناسبة لم يكن مستنكرا في ذلك الزمن شرعة الغزو ن بل كان العقل البدوي ــ و هو السائد حينها ــ يرى و يقبل أن من الطبيعي أن يسود القوي و يميل لاعتبار أن القوة تمثل الحق . صحيح أن بعض القبائل كانت تستهجن السبي و الاسترقاق مثل قبيلة ربيعة التي أورد خبرها الطبري في(تاريخ الرسل و الملوك) بصورة عرضية في سرده لغزوات المثنى بن حارثة لتخوم العراق كتب الطبري أن المثنى أسر جماعة فقال لهم (دلوني ، فقال أحدهم أمّنوني على أهلي ومالي، وأدلكم على حي من تغلب غدوت من عندهم اليوم ؛ فأمّنه المثنى وسار معه يومه، حتى إذا كان العشي هجم على القوم، فإذا النعم صادرة عن الماء، وإذا القوم جلوس بأفنية البيوت، فبث غارته، فقتلوا المقاتلة، وسبوا الذرية ؛ واستاقوا الأموال، وإذا هم بنو ذي الرويحلة ؛ فاشترى من كان بين المسلمين من ربيعة السبايا بنصيبه من الفئ ، وأعتقوا سبيهم ؛ وكانت ربيعة لا تسبي إذ العرب يتسابون في جاهليتهم …) ، طبعا تلك مرحلة متقدمة في التاريخ الإنساني ، سبق ذلك قورش الفارسي (حكم في الفترة (550-529) ق .م قبل أكثر من ألف عام من بعثة النبي (ص) قد كتب كتابا لرعيته فيما عرف بأسطوانة كورش نشرت الأمم المتحدة عام 1917 ترجمة له بجميع اللغات الرسمية في الأمم المتحدة ، جاء فيه : (… فإنني أصرّح بهذا بأنني سوف أحترم تقاليد، عادات وأديان كافة الشعوب في إمبراطوريتي … كل الشعوب حرّة بأن تقبل سلطاني أو ترفضه. لن أعتمد الحرب وسيلةً من أجل السيطرة. “…”…. سوف أمنع العمل بإكراه دون دفع أجور”… أمنع العبودية كما ان على المحافظين والعاملين تحت إمرتي منع الاتجار بالعبيد في نطاق حكمهم… لا بد من القضاء على مثل هذه المواريث في جميع العالم” و قبل قورش نادت المدرسة الكلبية (490 ــ 430 ق.م) مؤسسها أنطستينوس أو أنتيستنيس بالمساواة بين البشر و استهجنت الرق … هذا هو التاريخ الموثق لا تارخ التمني … اتمنى أن يسعفني الوقت لأكتب ردا مفصلا على (المتمنين على التاريخ) .

  4. بعد التحية
    قال الاخ سرحان : ((بالمناسبة لم يكن مستنكرا في ذلك الزمن شرعة الغزو ن بل كان العقل البدوي ــ و هو السائد حينها ــ يرى و يقبل أن من الطبيعي أن يسود القوي و يميل لاعتبار أن القوة تمثل الحق . ))
    ليس الامر كما ذكر سرحان بل كل ما في الامر انه من سنن البشرية أن الحكم لمن غلب و الغلبة هنا لا تعني حد السيف او اطلاق صواريخ و نشر غواصات و مدمرات و لكن محصلتها الغلبة السياسية و العسكرية
    و في الاسلام يعرض المسلمون على الاخرين الاسلام او الجزية و بعدها يأتي خيار الحرب و هذا بالطبع يعتمد على الظروف.
    فالغرض في الاسلام هو الدعوة بالحسنى و اعلاء كلمة الله و ليس الهدف هو القتال

    الان في القرن الحادي و العشرين لا يختلف الامر عما كان عليه قبل الاف السنين , فالدول القوية تتسارع لزيادة قوتها العسكرية و ضم الدول الاخرى تحت هيمنتها السياسية و الاقتصادية فنفس العقل الذي يعتبره سرحان عقلا بدويا ما زال يعمل حتى الان و بنفس الطريقة بل ببشاعة أفظع حيث الطائرات من دون طيار و حيث تستخدم الاقمار ( الصناعية طبعا) كل ما في الامر ان الاساليب تغيرت و لكن يبقى الجوهر بدويا كما كان

  5. بسم الله العلي القدير تعالي جدك وتبارك أسمك ولا إله غيرك نحمدك ربنا حمد الشاكرين لانحصي ثناء عليك
    و صلي اللهم علي خير البرية أحمدا وعلي أله وصحبه وأزواجه أمهات المؤمنين وعلي التابعين وعلينا بفضلك ومنك ياكريم …أمين…
    وبعد
    إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ
    لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾.
    ((غزوة بدر)).. في هذه الآية بعض التفاصيل عن معركة بدر.
    ﴿ إِذْ أَنْتُمْ ﴾
    ، أيها المؤمنون
    ﴿ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا ﴾.
    الحقيقة لو أن هناك جبلين الفراغ بينهما يسمى الوادي، وشاطئ الوادي يسمى العدوة، والنبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام كانوا في العدوة الدنيا، كانوا أقرب إلى المدينة لأنهم جاؤوا من المدينة.
    ﴿ إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا ﴾
    وقريش جاؤوا من مكة، وهم في العدوة القصوى المؤمنون في طرف وظهرهم إلى المدينة، وقريش في طرف آخر وظهرهم إلى مكة المكرمة.
    ﴿ إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى ﴾
    أبو سفيان كان يقود قافلة ، وخروج المؤمنين كان القصد منه القافلة، فلما علم أن المسلمين توجهوا نحوه غيّر مسار القافلة واتجه نحو البحر، والركب ؛ أي العير، والركب ؛ القافلة التي كانت تحمل الراحلة
    ﴿ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ﴾
    هذه إشارة إلى أن أسفل البحر هو أخفض نقطة في الأرض، لذلك هو مقياس الارتفاع، تقول: أربعمئة متر

    فوق سطح البحر، ثمانمئة متر فوق سطح البحر والعكس..
    ﴿ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً ﴾
    من هنا أقول لكم هذه المقولة: والله الذي لا إله إلا هو تحل بهذه المقولة كل مشكلات المسلمين ، كل شيء

    وقع أراده الله، لأنه لا يليق أن يقع بملكه ما لا يريد، إله، مقام الألوهية لا يسمح أن يقع في ملك الله ما لا

    يريد، فكل شيء وقع أراده الله ، لئلا تحقد على أحد، لئلا تقل يا ليت، لو أني فعلت كذا وكذا
    ((لكل شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه))
    ….(منقول) [ أخرجه الطبراني عن أبي الدرداء ]
    وبعد ذلك من قليل الشرح يتضح وبالبدهي من الفكر إمعانا للبحث عن الحقيقه…..
    1/أن أبو سفيان كان في ذلك الوقت مشركا وتعلمون أن أخلاق المشركين كانت في نقل الحقائق علي
    النحو الذي يلخصه المشـــــــــــــهد التالي
    باب كِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلَ يَدْعُوهُ إِلَى الإِسْلاَمِ
    وهو حديث طويل عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ، أَخْبَرَهُ مِنْ، فِيهِ إِلَى فِيهِ قَالَ انْطَلَقْتُ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَبَيْنَا أَنَا بِالشَّأْمِ إِذْ جِيءَ بِكِتَابٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلَ يَعْنِي عَظِيمَ الرُّومِ ثم سئل أبي سفيان عن أسئله تخص النبي صلي الله عليه وسلم في نسبه وكيف هو فيكم ….وأنا أريد أن أنقل مقالة أبو سفيان المشهوره
    ) (فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ وَايْمُ اللَّهِ لَوْلاَ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْثَرَ عَلَىَّ الْكَذِبُ لَكَذَبْتُ ‏.‏

    عليه وسلم طيب هذه القوله التي قالها أبو سفيان وهو علي الشرك فكيف يكون حال الصدق عنده بعد أن يسلم ويؤمن بالله ربا وبمحمد صلي الله
    يعني مختصرا كان من الأحري به أن يقول للناس وهم الصحابه (لا كان في عير أنا سقتها ولا صحبت الناس محازاة البحر فرارا من طلب رسول الله
    وحاشاه وصحبه أن يوصموا بقطاع الطرق ولكنك قليل الدرايه بالسيره سريع التهور في التفسير….
    2/عنوانك الذي عنونت به كتاباتك(أنا النبي لاكذب)….هل تعرف عزيزي القارئ متي قيلت ..لاحظت أنا قلت عزيزي القارئ(لأنو بيهمني أكثر)…..
    حدثنا قتيبة حدثنا سهل بن يوسف عن شعبة عن أبي إسحاق قال :رجل للبراء بن عازب أفررتم عن رسول الله يوم حنين قال:لكن رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يفر إن هوازن كانوا قوما رماة وإنا لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا فأقبل المسلمون علي الغنائم وأستقبلونا بالسهام فأما رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يفرفلقد رأيته وإنه علي بغلته البيضاء وإن أبا سفيان اّحذ بلجامها والنبي صلي الله عليه وسلم يقول
    (أنا النبي لاكذب)….
    وللحديث أعلاه مشاهد من المعركه يعني بالدارجي( غزا يغزو غزوة)…..في حنين والقرأن سطر مشاهدها..
    المشركين رموا النبي بالسهام والنبل هل تفتكر في معركه كهذه لم يكن هنالك سيوف!!!!
    أبوسفيان آخذ بلجامها وهو علي الإيمان في حنين وكان علي الشرك في بدر وهذا دليل علي مشاهد
    الصدق التي حضرها مع النبي وهو علي الحالتين …
    رسالتي لك أصدق مع نفسك أولا ثم مع الله لأنك لن تخدعه…….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..