أخبار السودان

خطاب هام وعاجل ومفتوح إلى والي ولاية القضارف (2 -1)

في نوفمبر من العام 2011 م و إثر الأحداث المؤسفة و المحزنة التي كان ضحاياها خمس من بنات الهوسا في منطقة أبي رخم بمحلية المفازة كنت قد كتبت خطابا مفتوحا الى السيد والي ولاية القضارف آنذاك و لما كانت الأحداث هي الأحداث ، أرى أنه لا باس في أن أقتبس منه في خطابي إليك فأقول سيدي الوالي أخاطبكم اليوم و عيناي تزرفان الدم دموعا حزنا على الأرواح التي إزهقت في الأيام الماضية إثر الصراعات التي شهدتها منطقة الحمرا بين الهوسا و الجواميس بمحلية القلابات الشرقية و التي قتل فيها ما لا يقل عن عشرة أشخاص من الطرفين فضلا عن الجرحى و عمليات الحريق للآليات و غيرها و قبل أن أمضي في خطابي إليك سيدي الوالي أسمح لي بأن أترحم على أرواح القتلى من الطرفين سائلا الله أن يتغمدهم بمغفرته و ينزل عليهم شآبيب رحمته و أن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى

و هذا الحادث يجيء ضمن سلسلة من الأحداث و الاعتداءات التي ظلت تتعرض لها قبيلة الهوسا بولايتكم فبالإضافة لحادث غرق خمس من بنات الهوسا بالترعة الرئيسة لمشروع الرهد إثر مطاردتهم من قبل خفر الغابات و التي أشرت إليها في مقدمة خطابي هذا فهناك أحداث مؤسفة سبقتها منها الأحداث التي شهدتها حلة علي ود منير بريفي الحواتة التي راح ضحيتها خمسة من أفراد قبيلة الهوسا و هو إعتداء آثم و ظالم يندى له جبين العدالة خجلا فضلا عن أنه اعتداء لا يرضاه ضمير فيه ذرة من الإنسانية دعك من أن يقوم به إنسان يشهد ألا إله الله الذي حرم قتل النفس إلا بالحق لأنه و في الإسلام من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا فالمُعتدى عليهم في ذلك الحادث كانوا قد وقفوا دفاعا عن أرضهم التي حاول أحد النافذين الاعتداء عليها مستقويا بحصانته التي كان يتمتع بها و المؤسف في ذلك الحادث هو أن المعتدين كانوا من أفراد الشرطة الذين جيئ بهم لتوفير الحماية لفريق المساحة الذي حاول ترسيم حدود أراضي ذلك النافذ و التي كانت ضمن حرم تلك القرية الآمنة و هناك شكاوى قد قاموا برفعها للجهات المعنية و بدلا من أن يتنظر ذلك النافذ الحكم الذي ستصدره تلك الجهات إلا أنه استبقها تحقيقا لسياسة الأمر الواقع كذلك من المؤسف حقا يبدو أن تلك القضية لازالت عالقة كذلك هناك حادث اغتيال الشيخ حسين داخل منزله نتيجة اعتداء غاشم تعرض له بالإضافة للبلاغ الجائر ضد خمسة من أفراد القبيلة بتهمة ممارسة الدجل و الشعوذة و يجيء هذا الحادث الأخير بمنطقة الحمرا ليضاف إلى تلك السلسة من الاعتداءات

كنت قد تساءلت في خطابي السابق و إثر توالي الاعتداءات على أهلنا الهوسا بولايتكم : هل ما يحدث هو استهداف منظم ضد الهوسا للقضاء على وجودهم بالولاية لإجبارهم على الرحيل منها ؟!! أم أن ما يتعرضون له هو معاقبة جماعية لهم على خروجهم احتجاجا على التصريحات التي نسبت للسيد رئيس الجمهورية في العام 2008 م و التي جاء فيها أن الهوسا ليسوا بسودانيين و أنه لا توجد قبيلة سودانية اسمها الهوسا !!! فلماذا سيدي الوالي يتعرض الهوسا لكل هذه الاعتداءات بولايتكم و يحاول الناس دائما تجريمهم بإلقاء اللوم عليهم بالرغم من أنهم هم المُعتدى عليهم و بالرغم من أن جميع أهل الولاية يشهدون بأن الهوسا من أكثر القبائل المسالمة بالولاية !! فهم و بالرغم من كثافتهم العالية بالولاية و انتشارهم الجغرافي الواسع في جميع أطرافها إلا أنهم لم يتسببوا قط في إحداث خلل أمني و لم يكونوا طرفا في أي نزاع مع غيرهم من مكونات مجتمع الولاية و هذه الصفات يشهد بها حتى أخوتنا الجواميس الذي دخلوا في نزاع معهم حيث نُسب القول إلى أحد قياداتهم بأنهم عاشوا مع الهوسا و تعاملوا معهم و أن الهوسا لم يسرقوا منهم حتى نعجة واحدة كما أن الجميع يشهدون بأن الهوسا يمثلون العمود الفقري لاقتصاد الولاية الذي تشكل الزراعة دعامته الرئيسة فهم و كما قال الشيخ إبراهيم هارون أمير عموم الهوسا بالسودان (يزرعون الأرض و يفلحونها ليأكل الآخرون )

كذلك أشرت في خطابي السابق إلى أن هوسا اليوم ليسوا كهوسا الأمس فقد تغير الحال و تبدل فهوسا اليوم ، سيدي الوالي ، لا يرضون بالظلم و لن يسكتوا عليه كما أنهم لن يقبلوا بأي إساءة أو استفزاز يوجه إليهم من غيرهم و إذا كان شعار الآباء و للأجداد هو عبارة ( الله يا إسا ) أي حسبنا الله فإن شعار الأجيال الحالية هو ( ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) و ( إذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و إن الله على نصرهم لقدير ) ( و من قاتل دون ماله أو عرضه فقتل فهو شهيد ) و هذه الشعارات الجديدة سيدي الوالي لا تعني بأننا سوف نتخلى عن طبيعتنا المسالمة و نقوم بالاعتداء على الآخرين فكما لم تتلطخ أيادي آباءنا و أجدادنا بدماء الأبرياء و لم تمتد أياديهم لنهب أموالهم و ممتلكاتهم و لم تشرئب نفوسهم لانتهاك حرماتهم و أعراضهم فسوف لن يقع شيء من ذلك منا لأننا لازلنا و سنظل نؤمن بأن ( كل المسلم على المسلم حرام ، دمه و كاله و عرضه ) لكنا سوف لن نسكت على ظلم يقع علينا و لن نحتمل إساءة توجه إلينا فوقتها و إذا لم تتدخل الجهات العدلية لمعاقبة المعتدين فسوف نرد الصاع صاعين كما أؤكد لك سيدي الوالي بأن توالي هذه الأحداث علينا قد بدأ يولد في نفوسنا روح الانتقام و الثأر و نحشى إذا توالت هذه الأحداث علينا بهذه الوتيرة أن يؤدي ذلك إلى نمو هذه الروح فينا حتى تصبح ثقافة عامة عندنا كما يحدث في مناطق أخرى ووقتها فسوف تكون العواقب وخيمة على الجميع و نؤكد لك بأننا حريصون كل الحرص حتى لا نقع في ذلك

تعليق واحد

  1. قال الاولون : معظم النار من مستصغر الشرر.

    للاسف لا يعي المسؤلون هذا البيت الذي يعلمه تقريبا كل من تلقى تعليما نظاميا الى المرحلة الثانوية.

    مثلا , مشكلة الحمراء كان من الممكن تلافيها من الاساس لو تمت إدارة الأمور بجدية و عدم ازدراء للاخرين او كسل عن القيام بالعمل المعتاد.

    و الأسوأ من ذلك أنه عند حدوث خطأ تتم معالجته بخطأ أكبر و يتم غش البسطاء بأن هذا افضل ما يمكن و أنه لم يكن بالامكان فعل أحسن مما كان و يتم صرف الكثير من بركاوي العبط و الاستهبال.

    و النتيجة الان انه حتى البنوك عجزت عن اعطاء الناس أموالهم التي كسبوها من عرق جبينهم و أن جيراننا الذين كان البعض يتهكم بهم أصبحوا يغيثونا بمواد غذائية ترسل بالطائرات التي أصبحت خطوطنا الجوية خالية منها !!!!!

  2. كثير من السودانيين اصلهم هوسا و خاصة كبار المسؤولين الذين يثيرون الفتن بين القبائل فنرجو من مسؤولى السجل المدنى كما يسألون عن القبيلة عند استخراج الرقم الوطنى و يطالبون بفحص فصيلة الدم عند استخراج البطاقة نرجو منهم أيضا ان يطالبوا بفحص ال DNA بواسطة برنامج حاسوب يظهر النتيجة مباشرة فى الخلية الخاصة به على فورم وثيقة اثبات الشخصية بحيث لايمكن تعديله منعا للتزوير عشان ما فى زول يتعالى على زول و تتفرغ الحكومة و الشعب للعمل الجاد المفيد و يبطلوا الفارغة و مقدودة.

  3. عندما قال الزول عمر البشير .. أن الهوسا ليسو سودانيين وان ليس هناك قبيلة سودانية اسمها هوسا كان ايذانا بشن الحرب على اخوننا الهوسويين فقط الهوسا للأسف ويا لطيبتهم لم يعوا رسالة الزول جيدا .. صحيح ان الهوسا من قبائل غرب السودان ولكنهم استوطنوا السودان من سنين طويلة تعود للفترة الاحتلال الانجليزي وهم اليوم سودانيون مثلهم مثل اي سوداني والقانون يكفل له كل حقوق المواطنة.. علما بان الهوسا قبيلة مسالمة جدا وهم عمليون أقوياء اشداء في العمل.. هذا فضلا عن تدينهم وتمسكم بالدين وإن اغلب الهوسا – ولنقل اجدادهم الذين استوطنوا السودان – كانوا حجاجا لبيت الله الحرام بقصد انهم لما خرجوا من بلاد هوسا كان وجهتهم الحج وبعد الحج وهم راجعوا كانوا يستوطون هذه البلاد ولهذا كان يقال للهوساوي حاج .. وكان السودانيون يقولون تكروني شايف بيت الله ( يعني هم ما شافوا ). إن قبائل الهوسا وعموم قبائل غرب افريقيا الذين نزحوا من بلادهم واستوطنوا السودان عندما قدموا سكنوا وعمروا المناطق غير المأهولة يومئذ ولم ينتزعوا حقا من أحد بدليل أنه طول هذه السنين الطويلة لم يدع احد هذه الاراضي ملكهم .. إننا نرفض بشده هذا التغول على أهلنا الهوسا ونقف معهم بشدة ونشجب ونستنكر هذه وبذات الوقت ندعو باطلاق سراح المعتقلين فورا
    والله اننا نتعجب من هذه الحكومة التي استنهضت سلوكيات رجعية – القبيلية والعنصرية والجهوية والمناطقية – كان اغلب السودانيين قد تجاوزوها من سنين فرجعوا بالبلاد للمربع الأول !!
    الأغرب أن حكومة الانقاذ الدموية اغتصبت اراضي الهدندوة بكسلا بالقهر والقوة وملكتها لقبايل الرشايدة البدوية النازحة اصلا من ارتريا في اوائل الستينات والسبيعينات .. فهذه القبائل البدوية الرعوية ما هم بسودانيين اصلا وكان مفروضا ترحيلهم الى ارتريا او من حيث اتوا

  4. قال الاولون : معظم النار من مستصغر الشرر.

    للاسف لا يعي المسؤلون هذا البيت الذي يعلمه تقريبا كل من تلقى تعليما نظاميا الى المرحلة الثانوية.

    مثلا , مشكلة الحمراء كان من الممكن تلافيها من الاساس لو تمت إدارة الأمور بجدية و عدم ازدراء للاخرين او كسل عن القيام بالعمل المعتاد.

    و الأسوأ من ذلك أنه عند حدوث خطأ تتم معالجته بخطأ أكبر و يتم غش البسطاء بأن هذا افضل ما يمكن و أنه لم يكن بالامكان فعل أحسن مما كان و يتم صرف الكثير من بركاوي العبط و الاستهبال.

    و النتيجة الان انه حتى البنوك عجزت عن اعطاء الناس أموالهم التي كسبوها من عرق جبينهم و أن جيراننا الذين كان البعض يتهكم بهم أصبحوا يغيثونا بمواد غذائية ترسل بالطائرات التي أصبحت خطوطنا الجوية خالية منها !!!!!

  5. كثير من السودانيين اصلهم هوسا و خاصة كبار المسؤولين الذين يثيرون الفتن بين القبائل فنرجو من مسؤولى السجل المدنى كما يسألون عن القبيلة عند استخراج الرقم الوطنى و يطالبون بفحص فصيلة الدم عند استخراج البطاقة نرجو منهم أيضا ان يطالبوا بفحص ال DNA بواسطة برنامج حاسوب يظهر النتيجة مباشرة فى الخلية الخاصة به على فورم وثيقة اثبات الشخصية بحيث لايمكن تعديله منعا للتزوير عشان ما فى زول يتعالى على زول و تتفرغ الحكومة و الشعب للعمل الجاد المفيد و يبطلوا الفارغة و مقدودة.

  6. عندما قال الزول عمر البشير .. أن الهوسا ليسو سودانيين وان ليس هناك قبيلة سودانية اسمها هوسا كان ايذانا بشن الحرب على اخوننا الهوسويين فقط الهوسا للأسف ويا لطيبتهم لم يعوا رسالة الزول جيدا .. صحيح ان الهوسا من قبائل غرب السودان ولكنهم استوطنوا السودان من سنين طويلة تعود للفترة الاحتلال الانجليزي وهم اليوم سودانيون مثلهم مثل اي سوداني والقانون يكفل له كل حقوق المواطنة.. علما بان الهوسا قبيلة مسالمة جدا وهم عمليون أقوياء اشداء في العمل.. هذا فضلا عن تدينهم وتمسكم بالدين وإن اغلب الهوسا – ولنقل اجدادهم الذين استوطنوا السودان – كانوا حجاجا لبيت الله الحرام بقصد انهم لما خرجوا من بلاد هوسا كان وجهتهم الحج وبعد الحج وهم راجعوا كانوا يستوطون هذه البلاد ولهذا كان يقال للهوساوي حاج .. وكان السودانيون يقولون تكروني شايف بيت الله ( يعني هم ما شافوا ). إن قبائل الهوسا وعموم قبائل غرب افريقيا الذين نزحوا من بلادهم واستوطنوا السودان عندما قدموا سكنوا وعمروا المناطق غير المأهولة يومئذ ولم ينتزعوا حقا من أحد بدليل أنه طول هذه السنين الطويلة لم يدع احد هذه الاراضي ملكهم .. إننا نرفض بشده هذا التغول على أهلنا الهوسا ونقف معهم بشدة ونشجب ونستنكر هذه وبذات الوقت ندعو باطلاق سراح المعتقلين فورا
    والله اننا نتعجب من هذه الحكومة التي استنهضت سلوكيات رجعية – القبيلية والعنصرية والجهوية والمناطقية – كان اغلب السودانيين قد تجاوزوها من سنين فرجعوا بالبلاد للمربع الأول !!
    الأغرب أن حكومة الانقاذ الدموية اغتصبت اراضي الهدندوة بكسلا بالقهر والقوة وملكتها لقبايل الرشايدة البدوية النازحة اصلا من ارتريا في اوائل الستينات والسبيعينات .. فهذه القبائل البدوية الرعوية ما هم بسودانيين اصلا وكان مفروضا ترحيلهم الى ارتريا او من حيث اتوا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..