سباق الولاء.. والمصير

زمان مثل هذا

سباق الولاء.. والمصير

الصادق الشريف
[email protected]

?من أطرف ما قاله الرئيس المصري السابق حسني مبارك هو أنّه (لا يقبل الإملاءات الخارجية)… والشعوب العربية، بل وغير العربية تبتسم في سخرية من تلك العبارة الغامضة
?و(لعلَّ) الرجل كان صادقاً فيما يقول… بعد أن تغيرت طبيعة العلاقات الدولية بُعيد إنهيار الإتحاد السوفيتي في العام 1989م وتفردت الولايات المتحدة بالعالم.
?لكن حتى ذلك الوقت، بل وحتى وقت قريب كانت هناك دولاً تحتفظ بمساحاتٍ ثابتة من واشنطن، تتواصل معها على قدر ما يكون التواصل مفيداً لشعبها… وتجيب واشنطن على قدر اسئلتها.
?لكن ما كان يحدث في العالم العربي هو أنّ هناك ثلاث من الدول العربية دخلت في سباق محموم لكسب رضاء واشنطن.
?وليس كسب الرضاء فحسب، بل دخلت تلك الدول الثلاثة في (سباق الولاء)… كلُّ دولةٍ تريدُ أن تثبت لواشنطن أنّها الأحق برعاية مصالحها في المنطقة.
?ولأنّ الرضاء الأمريكي يمر عبر بوابة تل أبيب فقد كانت تلك الدول تتسابق لكسب الوُّد الإسرائيلي بصورة أدهشت الإسرائيليين أنفسهم.
?وعندما زارت تسيبي ليفني وزيرة خاجية إسرائيل السابقة عاصمة أحد تلك الدول سراً، واقتربت كاميراء القناة الفضائية الإسرائيلية من وزيري الخارجية وهما يتجهان لمقابلة المسؤول الأكبر في الك الدولة… يمد وزير خارجية العربي يده ليغلق عدسة الكاميراء ويقول بصوتٍ واضحٍ للوزيرة الإسرائيلية (نحن اتفقنا على سرية اللقاء… أرجوك بلاش فضائح).
?وأبحثوا في موقع ال(YouTube) عن تفاصيل هذه الأسرار التي تحدث من وراء ظهر الشعوب العربية التي لم تعد بائسة كما كان يظنها القادة العرب.
?ومبارك لا يقبل الإملاءات… ففي حرب غزة تقف الآلاف من جماهير الشعب المصري على معبر رفح، وهم يحملون تبرعاتهم بالزاد والدواء للغزيين… والحكومة المصرية تمسك بخناق المعبر وترفض دخول حبة دواء واحدة الى هناك.
?وموقع أزمان عربية ( arabtimes.com) يُسرِّب أتصالاً هاتفياً بين مبارك ويهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها، وفي الإتصال مبارك يطلب من أولمرت أن تكون هذه الحرب هي الأخيرة على القطاع بحيث تستأصل حماس من جذورها.
?ومبارك يُملي على الإسرائيليين ما يجب عليهم فعله اتحاه حماس.
?وفي إتصال آخر بعد حرب حزب الله مع إسرائيل يتسرَّب إتصال آخر يقوم به الرئيس المصري السابق لوزيرة خارجية الكيان، وفي الإتصال يبدو مبارك غاضباً مما أسماها (شبهة الإنتصار) التي حصل عليها نصر الله إعلامياً… ومبارك يقول (النموذج… نعلم أنّه لم ينتصر عليكم ولكنّنا نخشى مثل هذا النموذج)… ويقدِّم لهم النصح.
?ومبارك يملي عليهم ما يجب عليهم فعله بالضبط حتى يحرقوا ورقة حزب الله.
?وحتى لا نكون أسوأ ظناً فسنقول أنّ النموذج الإسلامي المنتصر هو الذي كان يخشاه مبارك… وأنّه غير معني بإنتصار إسرائيل من هزيمتها.
?صحيح أنّ مبارك لا يقبل (الإملاءات الخارجية)… لأنّه كان هو (الملاءات الخارجية) نفسها.

التيار

تعليق واحد

  1. ووزير خارجية الإنقاذ ((الدباب))/ علي كرتي زار أمريكا مؤخراً ليقدم برهاناً آخر للولاء لأمريكا وهو إنجاز إستفتاء الجنوب كما أرادت وطالباً رضاءها وفي نفس الوقت يتشدق دهاقنة النظام الفاسد بأنهم صاروا لا يثقون في وعود أمريكا؟؟ وأنهم لا يخافون من أحد ؟؟..

  2. والدور على رئيسك الراقص يا المنطط عينييك!!! بس كتر من العدس والزبادي الايام دي, اصلنا ما عايزنك تكون ممقصنا كبوق اعلامي انقاذي لمن يص الا بح عاليها دانيها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..